توقيت القاهرة المحلي 16:02:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عادل إمام ومعركة التنوير

  مصر اليوم -

عادل إمام ومعركة التنوير

بقلم :خالد منتصر

كتب الكثيرون عن عادل إمام الممثل وأدواره الرائعة وأدائه المتميز، لكن عادل إمام له جانب آخر فى منتهى الأهمية وهو جانب وزاوية المثقف المستنير الذى لم يهادن فى الحرب ضد فكر الإرهاب برغم قسوة الهجوم وبشاعته.

كنت صديقاً لفرج فودة أنا ومجموعة من أصدقائى فى كلية الطب، وكنا نذهب إليه فى مكتبه بجوار كلية البنات للمناقشة والحوار وأحياناً نكون فى منتهى الحدة أثناء الجدل والنقاش، لأننا لا نعرف ما هى الصعوبات وحقول الألغام التى يتحرك فيها «فودة»، عرفت وقتها أن عادل إمام من أعز أصدقائه، ويوم الاغتيال كان عادل إمام أول المتجهين إلى المستشفى الذى حاول فيه د. حمدى السيد وفريقه إنقاذه بلا جدوى، بكى عادل إمام بمرارة وطالب بحق فودة، وحول دموعه إلى فن فخلد شخصية فودة فى أحد أفلامه، جسَّدها الفنان الراحل محمد الدفراوى، كانت ذروة المعارك فى نهاية الثمانينات والوسط الفنى مشغول بقانون ١٠٣ الخاص بأشياء نقابية، إذا بفرقة هواة مسرحية فى قرية «كودية الإسلام» بأسيوط تهاجم بالجنازير من أفراد الجماعات الإسلامية، فيقرر عادل إمام السفر إلى معقل الجماعة وقتها بعد أن خاف أن يدعوه رئيس الجامعة، وعرض مسرحية الواد سيد الشغال فى سابقة لم تحدث من قبل وجرأة وجسارة لم نعهدها فى فنانين آخرين وقتها اكتفوا بالفرجة.

كان يراهن على المستقبل ويواجه هؤلاء بالفن وهو أمضى سلاح، ثارت ثائرة الإخوان وهوجم عادل إمام بأقذع الألفاظ، وتم تهديده بالقتل، وبالطبع خافت عليه أسرته التى تصاعد ذعرها عندما قرر فى التسعينات تقديم فيلم الإرهابى الذى فضح تلك الأفكار الداعشية قبل ظهور داعش على أرض الواقع، قبل تصوير الفيلم تمت محاولة اغتيال صفوت الشريف، ثم حدثت محاولة اغتيال وزير الداخلية حسن الألفى أمام مسرح الليسيه الذى كان يعرض عليه عادل مسرحيته حينذاك، فتوسلت إليه زوجته السيدة هالة الشلقانى ألا يصور الفيلم، ولكن بعد محاولة اغتيال رئيس الوزراء عاطف صدقى الذى استشهدت فيه الطفلة شيماء وكان التصوير قد بدأ، دخلت زوجته عليه باكية تطلب منه استكمال تصوير الفيلم من أجل أولادنا وأحفادنا، تم التصوير فى ظروف مرعبة وبحماية الشرطة، نجح الفيلم نجاحاً أسطورياً، وكان سلاحاً فعالاً فى فضح وتعرية أفكار تلك الجماعة الشيطانية وابتزازها وكذبها وتجارتها بالدين.

ظل عادل إمام على موقفه وكان صريحاً فى عدائه لتلك الجماعة، حتى عندما حدثت ظاهرة الفنانات التائبات هاجمهن بلا هوادة وأعلن أن الفن ليس عاراً أو خطيئة ليتوب الإنسان عنها.

«عادل».. كنت أتمنى أن تقرأ مقالى كما كنت تقرأ وتتابع كل ما أكتبه، ولكن ليس كل ما يطلبه المرء يدركه.
 

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عادل إمام ومعركة التنوير عادل إمام ومعركة التنوير



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:31 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 09:52 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

ميس حمدان تصرح الظهور كضيفة شرف لا ينتقص من مكانتي الفنية
  مصر اليوم - ميس حمدان تصرح الظهور كضيفة شرف لا ينتقص من مكانتي الفنية

GMT 09:13 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

GMT 00:03 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

بايدن يُكرم ميسي بأعلى وسام في أمريكا

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 13:37 2020 الأحد ,24 أيار / مايو

الفيفا يهدد الرجاء المغربي بعقوبة قاسية

GMT 12:48 2020 الثلاثاء ,19 أيار / مايو

أسعار الذهب في مصر اليوم الثلاثاء 19 مايو

GMT 16:51 2020 الثلاثاء ,31 آذار/ مارس

إصابة طبيب رافق بوتين في جولة "فيروس كورونا"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon