توقيت القاهرة المحلي 10:30:47 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الكوميديا والكوميديان

  مصر اليوم -

الكوميديا والكوميديان

بقلم - خالد منتصر

أسعدنى فى هذا العام وفى أجواء الحفل الرمضانى الدرامى أن تنافس المسلسلات الكوميدية على الصدارة، وأن تعود الكوميديا فناً رفيعاً بعيداً عن الاستظراف والتهريج والتفاهة واللعب على القبح وعيوب الشكل والتنمر.. إلخ، الكوميديا منذ فترة وقعت فى فخ الاستخفاف والاستعباط والتدنى والزغزغة الفجة الفظة، فى هذا الموسم جاء اثنان من نجوم الكوميديا ليعيدا رسم خريطة الكوميديا ويسترجعا عرشها المفقود، أحمد مكى وأكرم حسنى.

سر النجاح والخلطة السحرية كانت الجدية، لا يعنى أننا نضحك ألا نكون جادين أثناء صناعة العمل الكوميدى، فمن ينسج عملاً كوميدياً لا بد أن يعرف ويعى أنه يمارس أصعب أنواع الفن، لأن الكوميديا تخاطب العقل، ويحتاج المشهد الكوميدى ليقظة عقل محلل، لذلك صار الحس الساخر من أهم معاملات ومقاييس الذكاء.

الوسط الفنى كان مسئولاً عن جزء كبير من مشكلة تعاملنا المتعالى مع الكوميديا، فمهرجاناتنا الفنية على سبيل المثال نادراً ما كانت تمنح جوائزها لكوميديان، وكأن الكوميديان عورة والكوميديا خطيئة! أفلامنا الكوميدية نادراً ما تسافر لمهرجانات عالمية، نجوم الكوميديا لا يقتربون من السجادة الحمراء لمهرجان كان أو برلين!!

أتذكر أن الكاتب الساخر الكبير محمود السعدنى كان قد ألَّف كتاباً مهماً عن المضحكين فى زمن الستينات، ووضعهم على قدم المساواة كتفاً بكتف مع نجوم الدراما الكبار الذين كانوا يعتبرون رموز الفن الحقيقى حينذاك، أما الكوميديانات فهم احتياطى أو عامل مساعد أو بهارات حريفة لجذب الجمهور أو شىء لزوم الشىء!

وقد تزامن كتاب السعدنى مع نهضة فرق مسرح التليفزيون ورعاية العبقرى سيد بدير والذى اهتم بالكوميديا وصنع ورسخ نجومية كل كوميديانات الستينات العظام، مر الوقت واصطدمنا بعاهات كوميدية لمسرح ودراما السبوبة والمقاولات، وصارت الكوميديا مرادفاً للتخلف العقلى والتباهى بالجهل والافتخار بالعبط! لذلك كانت سعادتى بهذا التحول فى مفهوم الكوميديا أو بالأصح استعادة أرض الكوميديا بعد احتلالها من هكسوس التفاهة.

يجمع أحمد مكى وأكرم حسنى الثقافة والجدية إلى جانب خفة الدم واحترام عقلية المشاهد ومتابعة الأحداث الاجتماعية بشكل دقيق، والأهم من وجود الممثل الكوميدى خفيف الدم، هو وجود المخرج الكوميدى يقظ الحس، الساخر بالصورة، الفاهم لأسرار الكوميديا، وجود أحمد الجندى بجانب مكى، ووجود خالد الحلفاوى بجانب حسنى، وفر للعمل الكوميدى رؤية وعمقاً وفورم، منح العمل تماسكاً فصار فناً درامياً وليس اسكتشات تهريج، وبالطبع ظهر كتاب ومؤلفون يكتبون الكوميديا بروح البناء الفنى الذى يجمعه أساس واحد ويظله سقف واحد ويربطه خيط متماسك ولا يقع فى فخ نكت المونولوجيستات، سنتناول هذين العملين بالتفصيل فى مقالات قادمة بإذن الله.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الكوميديا والكوميديان الكوميديا والكوميديان



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 07:44 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

البنك المركزي المصري يعلن تراجع معدل التضخم السنوي

GMT 22:26 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات Xbox One X تتجاوز 80 ألف فى أول أسبوع

GMT 14:26 2016 الجمعة ,16 كانون الأول / ديسمبر

أبطال " السبع بنات " ينتهون من تصوير أدوارهم في المسلسل

GMT 18:22 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن "هوندا سبورت فيجن GT" الجديدة بتصميم مثير

GMT 05:34 2016 الثلاثاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

إيفانكا ترامب تحتفل بعيد الميلاد في هاواي

GMT 09:27 2024 الخميس ,09 أيار / مايو

أهم صيحات فساتين السهرة المثالية

GMT 10:34 2023 الثلاثاء ,24 كانون الثاني / يناير

الأردن يسلم اليونسكو ملف إدراج أم الجمال إلى قائمة التراث

GMT 04:47 2021 السبت ,02 تشرين الأول / أكتوبر

الفنان محمد فؤاد يطرح فيديو كليب «سلام»
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon