توقيت القاهرة المحلي 16:35:03 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أغاني المهرجانات ونظرية الفرز وتأميم الذوق

  مصر اليوم -

أغاني المهرجانات ونظرية الفرز وتأميم الذوق

بقلم :خالد منتصر

أنا شخصياً لست من عشاق أغانى المهرجانات، ولكنى ضد منعها، ومع ترك نظرية الفرز الاجتماعى والفنى لتؤدى وظيفتها وعملها. المسألة أكبر من مجرد أغنية مهرجان، المسألة مسألة رفض وصاية من أى نوع، اليوم وصاية على ذوقى الموسيقى، غداً ستصبح وصاية على اختيارى وانحيازى الفكرى، هناك فلتر اجتماعى ذاتى، وهناك غربال شعبى متعدد مقاسات الثقوب، هذا الفلتر وذاك الغربال هما اللذان يحددان ماذا سيظل فى الوجدان وماذا سيسقط. لم يهاجم مطرب شعبى مثلما هوجم عدوية وهوجمت كلماته وإيقاعات ألحانه، لكن ذكاء عبدالحليم جعله يذهب إليه ويصفق له بل ويغنى معه، لأنه يعرف ويدرك جيداً أن تأميم الذوق الفنى مستحيل، عبدالوهاب نفسه مدح عدوية، بليغ حمدى لحّن له أغنية اسمها يا واد يا بنج! عبدالحليم ضربوه بالطماطم فى حفلته الأولى لأنه رفض الغناء بالاستايل القديم.

 وجود التنوع له عدة مزايا ومكاسب، سيستفيد الفن الأصيل أو ما تعتبره أنت أصيلاً بأن يتساءل ما هو سر انجذاب هؤلاء الشباب إلى ذلك النوع من الفن؟ هل هو الإيقاع الراقص؟ إذا كان هذا هو المغناطيس فلنطعّم ألحاننا بالإيقاع الراقص وهكذا، وهذا هو ما حدث من عبدالوهاب وبليغ وغيرهم ممن تمردوا على نظام التخت ويا ليل يا عين ورتابتها، وسيستفيد أيضاً فن المهرجانات بأن يطور ويعدل من نفسه، وسيذهب حتماً الزبد جفاء، وستقع النفايات من تلقاء نفسها فى سلة قمامة الفرز التاريخى.

 

الطفل لا يتعلم المشى السليم إلا من خلال التعثر، ولو أفزعناه وضربناه مع كل عثرة سيصاب بالشلل ولن يبادر بأى حركة جديدة من الممكن أن تجلب له العقاب، المجتمع الذى يعلق خطاياه على شماعة أغنية أو فى رقبة مشهد سينمائى هو مجتمع مرعوب من المواجهة الحقيقية لمشكلاته وعرضها على طاولة التشريح النقدية، نحن نعانى من التخشب العضلى وليست لدينا رقصة قومية مثل بقية الشعوب، ليست لدينا دبكة أو سالسا أو زوربا أو تانجو أو رومبا أو سامبا... إلخ، وقد وجد الناس متنفساً فى أغانى المهرجانات وغيرها كى تتحرك الأجساد وينفضوا عنها نشا التخشب والتشنج، وحتى نخترع رقصتنا القومية المصرية سنظل نبحث عن أى إيقاع راقص يجمعنا خارجها، لا ننسى أننا كنا قد لجأنا إلى مقدمات أم كلثوم الراقصة لكى نجتمع حولها فى حفلات السمر الراقصة، كان على رأسها مقدمة ألف ليلة لبليغ، وأتذكر جيداً وأنا طفل جنون وولع بنات الجامعة حينذاك بالرقص على أنغامها.

 الوصاية مرض خطير، وترك التنوع وآلية الفرز هو أفضل لقاح، أستمع إلى باخ وموتسارت وبيتهوفن، ولا أخجل من أن تُحسن مودى وتبهجنى «بنت الجيران» و«سلامتها ام حسن»، ولا أحس بأنها خدشت ثقافتى أو جرحت مكانتى أو أنزلتنى من درجة المثقف إلى درجة الأبله! وفى نفس الوقت لا أنكر على مثقف آخر امتعاضه وكراهيته لتلك النوعية من الغناء، هو حر، لكن أن ينزل بسيفه لبتر ألسنة وأحبال الصوت لحناجر هؤلاء المطربين، هنا هو ليس حراً، فالوصاية دائرة جهنمية، ما إن تبدأ الشرارة حتى تندلع الحرائق لتأكل الأخضر واليابس، وتنتهى بحرق من فرض الوصاية نفسه بتهمة إفساد الذوق العام.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أغاني المهرجانات ونظرية الفرز وتأميم الذوق أغاني المهرجانات ونظرية الفرز وتأميم الذوق



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon