توقيت القاهرة المحلي 22:38:20 آخر تحديث
  مصر اليوم -

سهير البابلي التي نعرفها

  مصر اليوم -

سهير البابلي التي نعرفها

بقلم :خالد منتصر

هناك إصرار غريب من بعض المواقع الإخبارية على تصدير صورة ذهنية عن الفنانة الكبيرة سهير البابلى بعد رحيلها كداعية دينية، وشطب صورتها كفنانة! وأنا مندهش جداً من هذا الإصرار الغريب، فنحن قد أُعجبنا بسهير البابلى فنانة المسرح والسينما والدراما، سهير البابلى التى صالت وجالت على خشبة المسرح وتألقت على شاشة السينما وفى الدراما التليفزيونية، هى التى سكنت ذاكرتنا حتى هذه اللحظة، وليست سهير التى ارتدت الحجاب، فهذا شأن خاص بين المرء وربه، وليس هو مصدر حبنا لها، فمليون امرأة ارتدين الطرحة ولهن كل الاحترام، لكن لم ولن تكتب عنهن الصحف أو تحتفى بهن المواقع أو يبكى عليهن المعجبون، هى سهير واحدة وختم الحب اكتسبته من خلال فنها، وبصمتها على شغاف القلب جاءت من أدوارها الفنية، تعجّبت أكثر حين وجدت احتفاءً من معظم تلك المواقع بجملة الحمد لله أننى لم أمت على خشبة المسرح! فالموت على خشبة المسرح ليس عاراً ولا خطيئة ولكنه شرف وفخار، شرف أن أموت وأنا أؤدى دورى فى الارتقاء بالوجدان والشعور والسمو بالروح والعقل، لو كانت هذه هى مهمتى وعملى فمرحباً بها حتى آخر لحظة من حياتى.

لماذا تلك المحاولات الملحة لتحقير الفن وقتل قوانا الناعمة بهذا الشكل، والإصرار على تحويل فنانينا ونجومنا إلى دراويش فى جلسة زار؟! لماذا هستيريا استتابة الفنان قبل موته؟! لماذا رفع فزاعة الفسق والمجون وطهر نفسك من التلوث الفنى قبل القبر؟! إلخ.

الفن ليس خطيئة لكى نعتذر عنها، الفن أسمى الأعمال والمهن، لا يستطيعه إلا الموهوب بجد، أشم رائحة غيرة من أرباع الموهوبين وقساة القلوب الذين لم يتصالحوا مع ذواتهم وانكشف عجزهم الفنى فصبوا جام غضبهم على الفنانين الحقيقيين، حدثت هذه الخلطة الدرويشية عند الحديث عن شادية بعد وفاتها، وخرج فنان ملتحٍ شبه معتزل يقول إنها تابت، وكأن الفن رذيلة. سهير البابلى لمن لم يشاهدها على مسرح الستينات والسبعينات كانت أيقونة فى فن الأداء، وكانت عجينة تمثيلية طيّعة ومدهشة وسحرية يتهافت عليها مخرجو المسرح الكبار، المخرج كرم مطاوع أعاد اكتشافها فى «الفرافير»، أجمل ما كتب يوسف إدريس من مسرحيات، وكانت ثورة مسرحية حينذاك وما زالت. المخرج عبدالرحيم الزرقانى فى مسرحية «ليلى والمجنون» لصلاح عبدالصبور منحها دور البطولة أمام الشاب محمود ياسين، الذى ألقى أجمل مونولوجات شعرية فى تاريخ المسرح الشعرى المصرى، ولكنها بحضورها الطاغى شاركته الضوء والتألق، المخرج سيد راضى اكتشف البركان الكوميدى الذى كان مختزناً بداخلها ومنحها بطولة «الدخول بالملابس الرسمية».

سهير البابلى فنانة عظيمة، وسهير التى نعرفها والتى أكتب عنها اليوم والتى لا بد أن نحتفى بها من هذا المنطلق، هى الفنانة سهير البابلى، سهير التى حفرت اسمها فى خلايا عقولنا وسراديب وجداننا من خلال تمثيلها الرائع الرشيق الجميل، سهير البابلى ملكنا نحن الجمهور قبل أن تكون ملك أسرتها أو أصدقائها.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سهير البابلي التي نعرفها سهير البابلي التي نعرفها



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 19:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
  مصر اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 20:50 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض
  مصر اليوم - منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 10:24 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 09:20 2024 الخميس ,08 شباط / فبراير

نصائح لعرض المنحوتات الفنية في المنزل

GMT 04:36 2024 الإثنين ,14 تشرين الأول / أكتوبر

فئات مسموح لها بزيارة المتحف المصري الكبير مجانا

GMT 15:44 2021 الجمعة ,22 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل حوار باتريس كارتيرون مع رزاق سيسيه في الزمالك

GMT 06:24 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

رينو 5 الكهربائية الجديدة تظهر أثناء اختبارها

GMT 08:54 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

نادية عمارة تحذر الأزواج من مشاهدة الأفلام الإباحية

GMT 00:03 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

كيت ميدلتون ترسل رسالة لنجمة هندية بعد شفائها من السرطان

GMT 07:36 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon