تعقيدات إجراءات السفر وركوب الطائرات صارت عبئاً نفسياً ضاغطاً على الجميع، نوافذ التنفس الحر التى تجلب أوكسجين السعادة وعلى رأسها السفر تغلق الواحدة بعد الأخرى فى زمن الكورونا، الضغوط النفسية تزيد والاكتئاب ازدادت نسبته بصورة مرعبة، وها نحن نشاهد الأوروبيين أنفسهم ضجوا وملوا ويتظاهرون من أجل رفع قيود الكورونا،لذلك يجب أن نفكر بعقلانية بعيداً عن هستيريا الهلع فى تعديل إجراءات وضوابط السفر وركوب الطائرات والاكتفاء بقياس الحرارة وكارت التطعيم، وتجنب المسحات الأنفية المزعجة وأيضاً المخادعة كإجراء روتينى وإجبارى للسفر واستقبال الضيوف، صديقى د. ناجى إسكندر أستاذ الفسيولوجى، الذى يعيش فى كندا الآن قدم هذا الاقتراح وتتم دراسته الآن، يقول د. ناجى عن فكرته واقتراحه:
تواصلت هنا فى كندا مع وزير النقل وهو بالمناسبة عربى «معالى الوزير: عمر الغبرة» وتقدمت باقتراح جديد بعد اقتراح المسحة الأنفية السلبية لعودة الطيران، واقتراح جواز اللقاح وهو وبالمناسبة يدرس ويستجيب مع مجموعة مستشاريه لكل اقتراح يجده بناء، بل ودائماً يشارك معنا وزارة الصحة الكندية وذلك بسبب الاختصاص بالموضوع المطروح، وذلك كالعادة دائماً هنا فى كندا بإشراك الجهات المعنية. والاقتراح الجديد كان هو: أنه مع اكتمال مشروع جواز السفر الخاص باللقاح vaccine passport فى كندا - الذى أعلم أنه على وشك الاعتماد فى مصرنا العزيزة أيضاً- فقد أرسلت باقتراح لتسهيل السفر بالطيران وعليه تنشيط السياحة بكندا مفاده؛ الاكتفاء بجواز سفر اللقاح، مع قياس درجة حرارة المسافر للتصريح بالسفر كبديل عن سلبية المسحة الأنفية PCR. والذى سيتم الاستغناء عنه كشرط للسفر. ومبررات ذلك كانت كالآتى:
١- صعوبة -وليس استحالة- الإصابة بالكوفيد والأهم حدوث مضاعفات فى حالة تلقى اللقاح، وهو وضع قائم وشرط أساسى لكل المسافرين الآن على متن الطائرات.
٢- وهو الأهم أن ارتفاع درجة الحرارة والذى يحدث فى 88% من حالات الإصابة بالكوفيد هو مؤشر أقوى للإصابة مقارنة مع إيجابية المسحة الأنفية، والذى يحدث فقط فى 70% من الحالات المصابة.
٣- إن قياس درجة الحرارة هو إجراء بسيط جداً، وسريع جداً، وغير مكلف ولا يمثل أى أعباء نفسية على المسافرين مثل المسحة الأنفية ويمكن إجراؤه لحظة إصدار جواز الركوب boarding pass أو حتى عند البوابات gates بينما المسحة الأنفية هى إجراء أكثر تعقيداً، وتكلفة ووقتاً، وتمثل صعوبة نفسية لكثير من المسافرين، وذلك كله يدفع الكثيرين إلى التخلى عن فكرة السفر إلا فى الحالات الضرورية، أو إلى الإقلال من معدلات السفر؛ وذلك بالقطع يضير قطاع الطيران والسياحة عالمياً.
٤- الحجة بأن: أولاً: ارتفاع درجة الحرارة يحدث فى حالات أخرى غير الإصابة بالكوفيد.
نرد عليه بالآتى:
- مع وباء الكوفيد فإن معظم حالات ارتفاع درجة حرارة الجسم تحدث الآن بسبب الإصابة بمرض الكوفيد.
- أنه وحتى فى الحالات الأخرى فإنه على رأس أسباب ارتفاع درجة الحرارة تأتى الإنفلونزا ونزلات البرد، وهذه أيضاً عدوى تنفسية يمكن أن تنتشر بين المسافرين، ومن الأفضل منعها خاصة فى زمن وباء الكوفيد، خاصة أنها سوف تزيد من شدة الإصابة فى حالة -لا قدر الله - تزامنها مع الإصابة بالكوفيد.
- القول بإنه يمكن اللجوء إلى الخداع باستخدام المسافر لخافض للحرارة قبل السفر، فبالإضافة لأنه تصرف غير أخلاقى فإنه وبنفس المنطق لا يستحيل إصدار نتائج مزيفة للمسحة الأنفية. والأصل فى الأمور هو الصدق وليس المخادعة.
هوامش: يمكن الاتفاق بين كل شركات الطيران على أنه فى حالة عدم تمكن الحالات النادرة من الركاب -الذين يثبت ارتفاع حرارتهم - من ركوب الطائرة وذلك حفاظاً على صحة بقية الركاب فإن شركة الطيران تتعهد بإرجاء السفر لهذا الراكب ودون توقيع أى غرامات عليه.
٥- وحتى فى حالة سلبية المسحة الأنفية أو عدم ارتفاع درجة حرارة الجسم فذلك لا يقطع تماماً بعدم إصابة الراكب بالكوفيد، لأن النتائج ليست وكما أشرنا مؤكدة بنسبة 100%، ولكن الالتزام بارتداء الكمامات من الجميع داخل الطائرة -وهو ما يحدث الآن فى جميع الطائرات- يقلل جداً من احتمال الإصابة بالكوفيد للركاب، وحتى مع وجود شخص مصاب على متن الطائرة، إلى فقط 5%. وربما أقل بسبب تلقى اللقاح.
النتيجة: وعدت السلطات الكندية بأنه من الأغلب سيتم إلغاء شرط سلبية المسحة الأنفية من أول ديسمبر المقبل بين كندا والولايات المتحدة، ليعقب حدوث ذلك بين كندا وبقية بلدان العالم بصورة متتالية ومتدرجة.
الخلاصة: أتمنى أن تشاركنى د. خالد بطرح هذا الموضوع ليصل إلى الهيئات الصحية المعنية فى مصرنا العزيزة ليتم الأخذ به، وذلك لأنه من المؤكد سيؤدى إلى رفع معدلات استخدام الطيران الدولى لمصر، وبالتبعية سيرفع من معدلات السياحة القادمة لمصر من بقية دول العالم، خاصة مع ما نراه اليوم من الاستثمارات المصرية العملاقة فى مجال السياحة وعلى رأسها قرب افتتاح المتحف المصرى الكبير وتطوير الطريق المعروف بطريق الكباش فى الأقصر والعديد من المشروعات السياحية المصرية الأخرى والتى تحظى بانبهار العالم كله
حفظ الله مصر والمصريين وسدد خطاهم.