توقيت القاهرة المحلي 11:02:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

قراءة ثقافية بعيون معرض الكتاب

  مصر اليوم -

قراءة ثقافية بعيون معرض الكتاب

بقلم :خالد منتصر

من خلال التجول بين أجنحة معرض الكتاب، تستطيع أن تقتنى كتباً وهى بالطبع مهمتك الأساسية، وتستطيع أيضاً أن تحضر فعاليات وهى كثيرة ومتنوعة، فيها الندوات والأشعار والأغانى وحتى عروض السيرك، لكنك أيضاً تستطيع قراءة حال مصر والمنطقة العربية الثقافى والتغيرات التى طرأت على المناخ الثقافى، وهذه بعض ملاحظاتى عما خلف السطور والكواليس:

من التغيرات المهمة التى لاحظتها أن الشعر لم يعد ديوان العرب الآن، بل صارت الرواية هى الديوان، فالرواية هى الأكثر مبيعاً، مَن يحمل أكياساً ثقيلة من الكتب غالباً ثلاثة أرباعها روايات، شاهدت هذا الإقبال على الرواية فى الدار المصرية اللبنانية وفى المدى وفى دار الجمل وغيرها من دور النشر، فقد تراجع الشعر إلى خلفية الصورة الثقافية برغم أنه فن العرب الأول وتقدمت الرواية وصعدت، فما الأسباب والخلفيات؟ هذا هو دور النقاد.

وهناك ملاحظة أخرى على الروايات، وخاصة المترجمة، إذ ما زال الطلب أكثر على أدباء أمريكا اللاتينية، حيث جسارة الطرح وبكارة الأفكار وسحر الأسلوب ورشاقة اللغة، وهذا ملمح ثقافى يمنح الدول النامية الثقة فى قوتها الناعمة، وهناك ملاحظة أخرى هى إقدام بعض دور النشر على ترجمات أدب كان مهجوراً عند مثقفينا، مثل الأدب اليابانى والكورى الجديد وهذا لاحظته فى دار المحروسة على سبيل المثال ودور أخرى، وللأسف لاحظت عناوين كتب ومضامين أطروحات فلسفية وسوسيولوجية مقتبسة وأكاد أقول مسروقة بالنص من مراجع وكتب أجنبية، لم يعد حق المؤلف الأصلى موجوداً أو مهتماً به أصلاً.

أما الصادم فهو ارتفاع سعر الكتب التنويرية بشكل مبالغ فيه ورخص أسعار كتب عذاب القبر والنساء أكثر أهل النار.. إلخ، وهناك أجنحة على رفوفها عناوين تنويرية رائعة ومهمة، مثل جناح «مؤمنون بلا حدود»، ولكن إقبال الشباب ضعيف نتيجة العوامل الاقتصادية، ومن الأشياء المهمة فى معرض هذا العام وجود كتب المفكر يوفال نوح هرارى الذى يعد من أهم مفكرى القرن الحادى والعشرين. وجدت الكثيرين يسألون عن كتبه غير عابئين أو مهتمين بالفزّاعة التى يرفعها البعض فى وجوههم، فزّاعة أنه كاتب يهودى، وهى فزّاعة جاهزة كانت قوية التأثير فى الماضى ولكن شباب زمن الشبكة العنكبوتية صار لا ينطلى عليه هذا الخداع والترهيب، آخر الملاحظات التى سجلتها هى تعطش الأطفال لكتب وقصص تعبر عنهم وتتجه إليهم بخطاب لا يعتبرهم من السذج، لكنه يخاطبهم ككيانات ذكية تجاوزت تكلس زمن الكبار، ما زال أدب الأطفال فى مصر يحتاج إلى نهضة ودفعة كبيرة، ولا بد من تعاون الإعلام فى تلك النقطة من خلال قناة متخصصة أو برنامج خاص للأطفال وتقديم الدعم لناشرى كتب الأطفال، وإلى لقاء آخر العام المقبل مع أهم عرس ثقافى مصرى وعربى.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قراءة ثقافية بعيون معرض الكتاب قراءة ثقافية بعيون معرض الكتاب



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 07:44 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

البنك المركزي المصري يعلن تراجع معدل التضخم السنوي

GMT 22:26 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات Xbox One X تتجاوز 80 ألف فى أول أسبوع

GMT 14:26 2016 الجمعة ,16 كانون الأول / ديسمبر

أبطال " السبع بنات " ينتهون من تصوير أدوارهم في المسلسل

GMT 18:22 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن "هوندا سبورت فيجن GT" الجديدة بتصميم مثير

GMT 05:34 2016 الثلاثاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

إيفانكا ترامب تحتفل بعيد الميلاد في هاواي

GMT 09:27 2024 الخميس ,09 أيار / مايو

أهم صيحات فساتين السهرة المثالية

GMT 10:34 2023 الثلاثاء ,24 كانون الثاني / يناير

الأردن يسلم اليونسكو ملف إدراج أم الجمال إلى قائمة التراث

GMT 04:47 2021 السبت ,02 تشرين الأول / أكتوبر

الفنان محمد فؤاد يطرح فيديو كليب «سلام»
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon