توقيت القاهرة المحلي 09:30:41 آخر تحديث
  مصر اليوم -

قراءة ثقافية بعيون معرض الكتاب

  مصر اليوم -

قراءة ثقافية بعيون معرض الكتاب

بقلم :خالد منتصر

من خلال التجول بين أجنحة معرض الكتاب، تستطيع أن تقتنى كتباً وهى بالطبع مهمتك الأساسية، وتستطيع أيضاً أن تحضر فعاليات وهى كثيرة ومتنوعة، فيها الندوات والأشعار والأغانى وحتى عروض السيرك، لكنك أيضاً تستطيع قراءة حال مصر والمنطقة العربية الثقافى والتغيرات التى طرأت على المناخ الثقافى، وهذه بعض ملاحظاتى عما خلف السطور والكواليس:

من التغيرات المهمة التى لاحظتها أن الشعر لم يعد ديوان العرب الآن، بل صارت الرواية هى الديوان، فالرواية هى الأكثر مبيعاً، مَن يحمل أكياساً ثقيلة من الكتب غالباً ثلاثة أرباعها روايات، شاهدت هذا الإقبال على الرواية فى الدار المصرية اللبنانية وفى المدى وفى دار الجمل وغيرها من دور النشر، فقد تراجع الشعر إلى خلفية الصورة الثقافية برغم أنه فن العرب الأول وتقدمت الرواية وصعدت، فما الأسباب والخلفيات؟ هذا هو دور النقاد.

وهناك ملاحظة أخرى على الروايات، وخاصة المترجمة، إذ ما زال الطلب أكثر على أدباء أمريكا اللاتينية، حيث جسارة الطرح وبكارة الأفكار وسحر الأسلوب ورشاقة اللغة، وهذا ملمح ثقافى يمنح الدول النامية الثقة فى قوتها الناعمة، وهناك ملاحظة أخرى هى إقدام بعض دور النشر على ترجمات أدب كان مهجوراً عند مثقفينا، مثل الأدب اليابانى والكورى الجديد وهذا لاحظته فى دار المحروسة على سبيل المثال ودور أخرى، وللأسف لاحظت عناوين كتب ومضامين أطروحات فلسفية وسوسيولوجية مقتبسة وأكاد أقول مسروقة بالنص من مراجع وكتب أجنبية، لم يعد حق المؤلف الأصلى موجوداً أو مهتماً به أصلاً.

أما الصادم فهو ارتفاع سعر الكتب التنويرية بشكل مبالغ فيه ورخص أسعار كتب عذاب القبر والنساء أكثر أهل النار.. إلخ، وهناك أجنحة على رفوفها عناوين تنويرية رائعة ومهمة، مثل جناح «مؤمنون بلا حدود»، ولكن إقبال الشباب ضعيف نتيجة العوامل الاقتصادية، ومن الأشياء المهمة فى معرض هذا العام وجود كتب المفكر يوفال نوح هرارى الذى يعد من أهم مفكرى القرن الحادى والعشرين. وجدت الكثيرين يسألون عن كتبه غير عابئين أو مهتمين بالفزّاعة التى يرفعها البعض فى وجوههم، فزّاعة أنه كاتب يهودى، وهى فزّاعة جاهزة كانت قوية التأثير فى الماضى ولكن شباب زمن الشبكة العنكبوتية صار لا ينطلى عليه هذا الخداع والترهيب، آخر الملاحظات التى سجلتها هى تعطش الأطفال لكتب وقصص تعبر عنهم وتتجه إليهم بخطاب لا يعتبرهم من السذج، لكنه يخاطبهم ككيانات ذكية تجاوزت تكلس زمن الكبار، ما زال أدب الأطفال فى مصر يحتاج إلى نهضة ودفعة كبيرة، ولا بد من تعاون الإعلام فى تلك النقطة من خلال قناة متخصصة أو برنامج خاص للأطفال وتقديم الدعم لناشرى كتب الأطفال، وإلى لقاء آخر العام المقبل مع أهم عرس ثقافى مصرى وعربى.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قراءة ثقافية بعيون معرض الكتاب قراءة ثقافية بعيون معرض الكتاب



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon