بقلم :خالد منتصر
أجريت دراسة دولية كبيرة على واحد من أخطر الأمراض تأثيراً على البشرية، وهو «ألزهايمر»، الدراسة عبارة عن اختبار دم تم تطويره فى كلية الطب بجامعة واشنطن فى سانت لويس، وقد أثبت الاختبار دقة للغاية فى اكتشاف علامات مبكرة لمرض «ألزهايمر». فى دراسة تنطوى على ما يقرب من 500 مريض من ثلاث قارات، صرح رئيس فريق البحث: «دراستنا تظهر أن اختبار الدم يكشف بدقة عن لويحات الأميلويد المرتبطة بمرض ألزهايمر، حتى بين المرضى الذين لم يتعرضوا بعد للأعراض المعرفية». وأضاف أنه «نظراً لأن هناك أدوية جديدة متاحة، فقد يُحدد اختبار الدم من الذى قد يستفيد من العلاج، بما فى ذلك تلك المجموعة الموجودة فى مراحل مبكرة للغاية من المرض».
يقيم اختبار الدم ما إذا كانت لويحات الأميلويد بدأت تتراكم فى الدماغ بناءً على نسبة مستويات بروتينات بيتا الأميلويد فى الدم، لقد اتبع الباحثون منذ فترة طويلة اختبار دم منخفض التكلفة، كبديل لمسح الدماغ باهظ الثمن، الذى يبلغ متوسط تكلفته من 5000 دولار إلى 8000 دولار فى المرة! بينما أى اختبار آخر يحلل مستويات البروتين من الأميلويد بيتا وTAU فى السوائل المخاطية، يكلف نحو 1000 دولار، ولكنه يتطلب عملية بذل من العمود الفقرى، وهو إجراء مزعج، اختبار الدم الجديد قيمته 500 دولار، ويقلل نصف التكلفة. وتجد الدراسة أن الفحص مع اختبارات الدم وحده يمكن أن يكتمل فى أقل من ستة أشهر، وطرح هذا الاختبار الغرض منه بأنه تقديم المعلومات التى ستساعد التقييم الطبى ورعاية المرضى الذين لديهم بالفعل أعراض الانخفاض المعرفى، وسيُتاح الاختبار فى أوروبا، وبالطبع لم يغطِّ الاختبار بعد معظم التأمين الصحى، وهذه مشكلة كبرى، تظهر الدراسة الحالية أن اختبار الدم لا يزال دقيقاً للغاية، حتى عند إجرائه فى مختبرات مختلفة بعد بروتوكولات مختلفة، وفى مختلف الأفواج عبر ثلاث قارات، لم يعرف العلماء إذا كانت الاختلافات الصغيرة فى أساليب أخذ العينات، مثلما إذا كان يتم جمع الدم بعد الصيام أو نوع مضاد التجلط المستخدم فى معالجة الدم، وهذا يمكن أن يكون له تأثير كبير على دقة الاختبار، لأن النتائج تستند إلى نسب خفيفة فى مستويات البروتين بيتا الأميلويد، ويخشى الباحثون من أن تلك الاختلافات تتداخل مع القياس الدقيق لنسب البروتين الأميلويد، وتتسبب فى نتيجة سلبية أو إيجابية كاذبة، لتأكيد دقة الاختبار، حيث قام الباحثون بتطبيقها على عينات الدم من الأفراد المسجلين فى دراسات «ألزهايمر» المستمرة فى الولايات المتحدة وأستراليا والسويد، كل منها يستخدم بروتوكولات مختلفة لمعالجة عينات الدم وتصوير الدماغ المرتبط بالدم.
أكدت النتائج من هذه الدراسة أن اختبار دم باستخدام تقنية طيفية عالية الدقة، والتى تم تطويرها فى جامعة واشنطن توفر نتائج دقيقة ومتسقة للغاية، حيث قال رئيس فريق البحث: «هذه النتائج تشير إلى أن الاختبار يمكن أن يكون مفيداً فى تحديد المرضى الذين قد يكونون معرضين لخطر الخرف فى المستقبل، مما يوفر لهم الفرصة للتسجيل فى التجارب السريرية عندما يكون التدخل المبكر لديه القدرة على التدخل بشكل جيد». وأضاف أن «نتيجة اختبار سلبية يمكن أن تساعد الأطباء فى استبعاد مرض ألزهايمر فى المرضى الذين قد ترتبط إعاقاتهم ببعض المشكلات الصحية الأخرى أو المرض أو الدواء»، لكن السؤال المحير الذى يفرض نفسه: هل سيتحمل الجهاز العصبى للإنسان معرفة أنه سيصاب بـ«ألزهايمر» حتماً بعد خمس أو عشر سنوات؟! يرونه بحثاً علمياً وأراه رعباً إنسانياً.