توقيت القاهرة المحلي 16:41:07 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فرج فودة والملعوب والمستريح

  مصر اليوم -

فرج فودة والملعوب والمستريح

بقلم :خالد منتصر

ما زال المصريون فى حيرة، كيف استطاع سواق توك توك ومسجل خطر أن يجمع ٢ مليار جنيه فى أقل من شهر بمجرد ادعائه أنه قد رأى السيدة زينب فى المنام وأنها قالت له انت بتتاجر مع ربنا؟! باع الناس مواشيهم والبعض باع بيته ومصوغات زوجته وأرضه! ألف مستريح قبله ولا عبرة أو اعتبار! بمجرد سبحة طويلة ملفوفة على الرقبة خدعهم، الرجل لا يملك حتى الملامح الطيبة التى من الممكن أن تخدع، ولا لغة الخطابة الرنانة ذات السجع والجناس والبلاغة والمحسنات البديعية!! أى طفل فى ابتدائى يعرف من أول نظرة أنه أمام «نصاب قرارى»، وبالرغم من ذلك خدعهم! عدوى العته الهستيرى انتشرت انتشار النار فى الهشيم، لم تفلح معها محاولات سرد حكايات من انتحر من قبل من مودعى شركات توظيف الأموال، ومن أصابه الشلل، ومن بات يتسول فى إشارات المرور، ومن دمرت حياته وضاعت أسرته وتشرد أولاده.. إلخ، بالطبع هناك ما أطلقت عليه الإيدز الذى أصاب عقلنا الجمعى، وتشخيصه وعلاجه يحتاج دراسات مفصلة وليس مقالاً مقتضباً، لكنى سأنعش ذاكرة المصريين وأعيد حق كشف تلك الظاهرة وتحليلها لأول من فضحها وتصدى لها، المفكر شهيد الرأى فرج فودة، كتب كتاب «الملعوب» فى منتصف الثمانينات، محذراً من تلك الكارثة وشارحاً لآلياتها وكيف يمكن إعطاء تلك الأرباح الخرافية بطريقة النصب وتلبيس طاقية هذا لذاك، كان قد أهدانى الكتاب بخط يده الأنيق وهو يكاد يبكى، فقد استنفد جهداً كبيراً وعرضه على عدة دور نشر وتم رفضه، واضطر لطبعه على حسابه، وكان سعره حينذاك جنيهين، شرح فيه بأسلوبه السلس ولغته القوية وخلفية دراسته الاقتصادية ما سماه أخطر وأكبر عملية نصب فى تاريخ الاقتصاد المصرى، أتمنى أن يعاد طبع هذا الكتاب لكى يعرف الشعب المصرى جذور تلك المسألة وأبعادها. وسأنقل جزءاً من مقدمة «الملعوب»، كتب فرج فودة:

أنت تكسب ليس لأنك الأذكى، ولكن لأن الآخرين أغبياء، وليس لأنك الأكثر مقدرة، ولكن لأن الآخرين عجزة، وليس لأن بابك مفتوح، ولكن لأنهم سدوا جميع الأبواب والنوافذ، وليس لأنك الأكفأ، ولكن لأنك الأثبت أعصاباً والأقل انفعالاً والأكثر إيماناً بأنك من التراب وإلى التراب تعود، والمعنى الدينى هنا ليس مقصوداً، وإنما المقصود هو المعنى المباشر، فالتراب الذى أتى منه هؤلاء، هو تراب الحوارى الذى أنبت أبناء الطبقة دون المتوسطة، فإذا عادوا إليه فلا بأس، وإذا عادوا إلى غيره فى أى مكان أمين للتحفظ فلا بأس أيضاً، بيد أن العودة هذه المرة مشكوك فيها، ما دام الجميع يتحصنون بعشرات الآلاف من صغار المودعين، وبالآلاف من متوسطيهم، وبالعشرات من كبارهم، وما دام للمال لغة تهتز أمامها الرؤوس وتنحنى لرنينها الرقاب، ويطمح إليها بعض المسئولين فى عالم اليوم، تحسباً لعالم الغد، حين تنطفئ الأضواء، فيأتى السعد ساعياً، ويصبح الزمن رياناً، ولا ضير فى ذلك طالما أنه يتم من خلال العمل الشريف! ولا تعليق.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فرج فودة والملعوب والمستريح فرج فودة والملعوب والمستريح



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 16:21 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد عز يتحدث عن تفاصيل فيلم فرقة موت
  مصر اليوم - أحمد عز يتحدث عن تفاصيل فيلم فرقة موت

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 07:44 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

البنك المركزي المصري يعلن تراجع معدل التضخم السنوي

GMT 22:26 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات Xbox One X تتجاوز 80 ألف فى أول أسبوع

GMT 14:26 2016 الجمعة ,16 كانون الأول / ديسمبر

أبطال " السبع بنات " ينتهون من تصوير أدوارهم في المسلسل

GMT 18:22 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن "هوندا سبورت فيجن GT" الجديدة بتصميم مثير

GMT 05:34 2016 الثلاثاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

إيفانكا ترامب تحتفل بعيد الميلاد في هاواي

GMT 09:27 2024 الخميس ,09 أيار / مايو

أهم صيحات فساتين السهرة المثالية

GMT 10:34 2023 الثلاثاء ,24 كانون الثاني / يناير

الأردن يسلم اليونسكو ملف إدراج أم الجمال إلى قائمة التراث

GMT 04:47 2021 السبت ,02 تشرين الأول / أكتوبر

الفنان محمد فؤاد يطرح فيديو كليب «سلام»
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon