توقيت القاهرة المحلي 20:07:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

سرطان العلم الزائف

  مصر اليوم -

سرطان العلم الزائف

بقلم :خالد منتصر

العلم الزائف أو الـpseudoscience مصطلح تبدو تركيبته ظاهرياً متناقضة وكأننا نقول الأبيض الأسود!!، فالعلم الحقيقى الجاد يتميز دائماً بالصدق العلمى الأكاديمى، فكيف يكون مزيفاً؟!، لكن العلماء الحقيقيين اضطروا لاختراعه وقبول تناقضه لتوصيف الدجل الذى يتمحك فى مجرد اسم نظرية علمية بدون أى منهج علمى، وصار الإعلام مهتماً بتوضيحه لوضع الحدود الفاصلة بين العلم الحقيقى بصرامته والعلم الزائف بأوهامه وأساطيره.

من أدوات العلم المزيف المصطلحات الكبيرة، والرطانة اللاتينية، والبهارات الإعلامية، والغيبيات الدينية، أسلحته جهل المستقبل وكاريزما المرسل، وجمهوره شعوب فقدت المناعة العلمية وأصيبت بالإيدز، فأصبح من السهل اختراق عقلها المشوش باختراعات بهلوانية، مثل أطباء الفلبين الذين يجرون جراحات بدون مشارط، أو تجار بول الإبل المصريين الذين يعالجون مرضى فيروس سى بفضلات الناقة، أو علماء باكستان الذين يستخرجون الطاقة من الجان!!

من الممكن عزيزى القارئ أن ترد قائلاً «ما العلم الزائف فى كل مكان، حتى أمريكا وأوروبا»، وأنا موافق، لكن العلم الزائف عندنا تيار وهناك استثناء، العلم الزائف هناك يقف على حدود المعمل، ولا يستطيع الدخول من باب الجامعة، وإلا كُسرت ساقاه، لكن عندنا للأسف تقدم فيه رسائل ماجستير ودكتوراه، ويقتنع به أساتذة جامعة وتروج له مؤسسات ويرعاه مسئولون!!.

هذه معركتى منذ أكثر من ربع القرن، دخلت فيها معارك كثيرة، جرجرت فيها إلى المحاكم، واتُّهمت بسببها أبشع الاتهامات، لكنى احتملت كل غبار وجراح تلك المعارك، لأننى مؤمن بأن قارب نجاة هذا البلد الوحيد ينتظرنا على شاطئ العلم، ولا قارب غيره، ولذلك لا بد من تيار فكرى فى مصر لتوضيح ماهية العلم المزيف، ولماذا انتصر على العلم الحقيقى فى مصر، وللأسف الشديد فى مجالات كثيرة؟

إنها دراما مصرية فيها ميلودراما الفواجع، وفيها أيضاً الكوميديا الفارس، لكنها كوميديا سوداء نضحك فيها حتى نختنق بالدموع، تكلمنا كثيراً عن أعراض المرض، لكن العلاج يحتاج جهد كل مسئول وكل مواطن، ولا يمكن أن تحله مقالات ولا جريدة ولا إعلام، من الممكن أن تكون أنت الحل عزيزى القارئ، بداية طريق الحل، إذا استطعت فقط أن تتساءل لماذا؟، بداية انتصار العلم الحقيقى وهزيمة العلم الزائف هى السؤال والدهشة والفضول، فلتقرأ أى معلومة تصل إليك من أى شخص مهما كان بتلك العدسات المتسائلة المندهشة الفضولية واطرح التلقين والبديهى والموروث جانباً، واستمع إلى أى شخص يقول عن نفسه «خبير استراتيجى» أو يسبق اسمه حرف الدال بتشكك العقل النقدى الذى يضع كل الأفكار على طاولة التشريح، والحقيقة عندك لا بد أن تستقل عن قداسة الماضى وقداسة الشخص وقداسة الأغلبية الشعبوية الجماهيرية، فليس كل ما هو جماهيرى صادقاً علمياً، احذروا العلم المزيف، فهو أخطر أنواع السرطان.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سرطان العلم الزائف سرطان العلم الزائف



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020

GMT 00:28 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف كواليس تدريباته على معارك «ممالك النار»

GMT 14:08 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 00:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتدي جاكيت الفرو على طريقة النجمات

GMT 20:08 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة تصدر 9 قرارات تهم المصريين "إجازات وتعويضات"

GMT 08:01 2019 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

عرض فيلم "الفلوس" لتامر حسني أول تشرين الثاني

GMT 08:44 2019 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

إنجي علي تفاجئ فنانا شهيرا بـ قُبلة أمام زوجته
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon