توقيت القاهرة المحلي 11:36:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

وداعاً وائل الإبراشى

  مصر اليوم -

وداعاً وائل الإبراشى

بقلم :خالد منتصر

ساقية الحزن لا تجف، وتأتى من بئر الأحزان بالمزيد من الحزن، المآقى صارت نبع دموع.. لا ترى شخوصاً بل نعوشاً كل يوم، منذ بداية السنة الجديدة لم تعد تشرق شمس يوم جديد إلا بغروب صديق أو رحيل حبيب، آخر الراحلين كان الصديق العزيز وائل الإبراشى، رفيق البدايات فى روزاليوسف، جمعتنى معه رحلة صعود مجلة روزاليوسف كسوبر ستار الصحافة وقتها، ومصدر الأخبار ومحرك الأحداث وحديث كل الناس بخبطاتها المتفردة وتمردها على التقليدى والراكد والسائد، كنت ضيفاً وكان هو صاحب بيت مع كل كتيبة عادل حمودة حينذاك، محمد هانى وإبراهيم عيسى وعصام زكريا وعبدالله كمال... وغيرهم ممن أصبحوا نجوماً فى سماء صاحبة الجلالة فيما بعد.

كان وائل متميزاً فى التحقيق الصحفى، لا ينافسه أحد من جيله فى تلك المساحة التى اختارها مع سبق الإصرار والترصد، اختار التميز منذ البداية، كان معجوناً بعشق ما وراء الخبر، كواليسه السرية، دلالاته، دوافعه... إلخ، قبل السوشيال ميديا كانت تحقيقات وائل الإبراشى بنفس الزخم والتأثير، انتقل من التحقيق الصحفى إلى التحقيق التليفزيونى بنفس الدأب والدقة والسخونة والإيقاع اللاهث، وكانت حلقاته التى أعدها مع الإعلامية المتميزة هالة سرحان حديث الشارع العربى فى كل أسبوع، استقل بعدها ببرنامج «الحقيقة» فى «دريم» الذى استطاع أن ينافس به أشهر برنامج توك شو فى نفس القناة، وكانت عنده إلى جانب مهارته فى التحقيق التليفزيونى، مهارة أخرى لا تقل أهمية وهى مهارة اكتشاف ضيوف، صاروا نجوماً فيما بعد، كان خبير جواهر تليفزيونية لا يُبارَى، جاءته الفرصة ليقدم برنامج «العاشرة مساء» بعد أن كان قد حقق نجاحاً هائلاً وصار البرنامج رقم واحد فى مصر، فكان تحدياً توقع الجميع أن ينسحب من مواجهته وائل، لأن السؤال كان: كيف سيتجاوز وائل سقف هذا النجاح؟ كان ذكاء وائل الإبراشى أنه قد أخذ البرنامج إلى منطقته التى يجيدها، منطقة التحقيق التليفزيونى الذى يغوص إلى أعماق الأعماق وكأنه أشعة سينية، وكان يشرف بنفسه على كل تفاصيل الإعداد، بعدها لظروف تتعلق بالقناة الخاصة التى كان يعمل فيها، انتقل إلى التليفزيون المصرى فى رحلة تحد أخطر وأصعب، نجح وائل فى هذا الامتحان الذى كان بكل المقاييس مرعباً، واستكمل مسيرته الإعلامية المتميزة بانفرادات تليفزيونية ومن خلال إمكانيات ليست فى حجم إمكانيات القنوات الخاصة، لكنه بذكائه الإعلامى استطاع أن يتفوق على برامج توك شو عربية شهيرة، تصرف محطاتها على المراسلين والضيوف واللقاءات مئات أضعاف ميزانية برنامجه.

وائل كانت لديه خلطة إعلامية سحرية مسجلة باسمه، وائل ترك لنا مدرسة متميزة فى التحقيق التليفزيونى، سواء اتفقت أو اختلفت معها، لا تستطيع إلا أن تعترف بتميزها وتأثيرها، وترك لنا ابنته الطفلة الجميلة التى كان يعشقها ويحب كل يوم أن يستمع إلى عزفها الموسيقى الناعم، كان يحلم بأن تتعلم أفضل تعليم فى العالم، وبإذن الله ستحقق حلمه وأمنياته وتصبح امتداداً لأب كان علامة نجاح فى أى مكان حل فيه، أب وصحفى وتليفزيونى ترك بصمة فى عالم الإعلام لن ينساها الناس.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وداعاً وائل الإبراشى وداعاً وائل الإبراشى



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon