توقيت القاهرة المحلي 00:06:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تفاهات الجنازات

  مصر اليوم -

تفاهات الجنازات

بقلم :خالد منتصر

الجنازة والعزاء والدفن.. إلخ، مظاهر حزن وشجن ورهبة وعبرة، حوّلها المصريون إلى شو تمثيلى وسيرك تهريجى، المصريون الذين صدّروا للعالم تقديس الموت، والذين اخترعوا الهرم والتحنيط من فرط هيبتهم من الموت ورغبة تكريم حكامهم وقادتهم الراحلين، يأتى الزمن ويصبح التصوير فى الجنازة هدفاً، وعروض الأزياء فى العزاء «ديفيليه»! خناقات ومحاولات سرقة كاميرا.. إلخ، يخرج على وسائل التواصل من يهاجم إعلامياً لأنه أمسك بيد زوجته فى الجنازة!! وانت مالك؟!! ما هذه الحشرية والتطفل التى أصبحنا فيها؟ فنانة تدّعى أن هناك من طردها من الأوتوبيس، ولغط وجدل واستهلاك حوارات وباقات إنترنت!! لماذا؟ لمجرد الشو، ماذا حدث للمصريين؟ سؤال أسأله بجد، سؤال سأله قبلى د. جلال أمين، واليوم أعيد تكراره، ماذا حدث لوجدان المصريين وعقلهم؟ الموت فى مصر صار إما عصا تخويف ورعب وتجارة سياسية من الإسلاميين، أو ساحة شماتة منهم فى المفكرين الليبراليين، أو استعراض منوعات من التافهين! من لم يقتنع بأفكار الإخوان تظهر له فوراً عصا الرعب ومقرعة الموت المفزعة، يحدثونه عن الثعبان الأقرع والدود والنار والعذاب.. إلخ، وأن مصيره لو لم يتبع الإخوان سيكون غرز السيخ المحمى فى صرصور ودنه والسقوط سبعين خريفاً فى اللهيب! ما إن يموت مفكر ليبرالى أو علمانى أو فنان مختلف مع الإسلاميين أو مناصر للدولة، حتى تجد الضباع قد خرجت على الفور لتنهش وتشمت، وتعلو الأدعية بالحشر فى جهنم للمفكر ومن يدافع عنه ومن جلس معه ومن التقط صورة بجانبه!! ثم يأتى ملوك الفراغ وأباطرة الهيافة على السوشيال ميديا ليقلبوا الجنازة إلى «تريند» من خلال كلمة عابرة أو إيشارب مخلوع أو بنطلون ملون أو تصرف غير مقصود.. إلخ، ويتحدث الجميع عن كل شىء إلا المرحوم!! يصير المرحوم نسياً منسياً، ولا يهتم أحد بالنعش ومن بداخله، لكنهم يهتمون: ها هى الفنانة قد كشفت الطرحة عن شعرها، ها هو الفنان يهرش فى رأسه غير عابئ بالدموع والحزن، ها هو نجم الكرة يحضر ببنطلون جينز مقطع، هناك من يزايد، وهناك من يحزن من أجل عدسة الكاميرا.. إلخ، الحزن ما عادلوش جلال يا جدع، قالها الجميل صلاح جاهين، وعلى أيدينا الآن ما عادلوش جلال ولا أهمية ولا لزمة أصلاً أو اعتبار، الحزن إحساس نبيل يتعارض مع جلافة الحس وغلظة السلوك وحشرية التصرف وبرود الفرجة وشهوة الاستعراض، نريد استعادة الصدق، ليس مهماً البكاء أمام المصورين، لكن المهم الصدق فى الحزن كما الصدق فى الحب، لقد هرمنا من الزيف والخداع.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تفاهات الجنازات تفاهات الجنازات



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 20:01 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أنغام تطلق فيديو كليب «تيجي نسيب» بتقنية Dolby Atmos لأول مرة
  مصر اليوم - أنغام تطلق فيديو كليب «تيجي نسيب» بتقنية Dolby Atmos لأول مرة

GMT 09:38 2024 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

أفضل ماركات العطور النسائية للخريف

GMT 01:24 2018 الخميس ,28 حزيران / يونيو

تذبذب أسعار الدواجن في الأسواق المصريةالخميس

GMT 21:46 2016 الإثنين ,14 آذار/ مارس

تعرَف على جمال مدينة "دهب" جنوب سيناء

GMT 18:21 2024 الثلاثاء ,06 شباط / فبراير

أهمية تناول المكملات الغذائية يومياً

GMT 10:03 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار تنسيق موديلات عبايات أسود وذهبي للمناسبات

GMT 00:30 2021 الأربعاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

عطل في تطبيق جيميل Gmail والمستخدمون يلجأون لتويتر

GMT 09:01 2021 الأربعاء ,08 أيلول / سبتمبر

ليلى طاهر تعلن اعتزالها التمثيل دون رجعة

GMT 21:32 2021 السبت ,04 أيلول / سبتمبر

أفكار لتنسيق السروال الأبيض في موسم الشتاء
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon