توقيت القاهرة المحلي 21:07:13 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لماذا لا نتعلم من الهاليو الكوري؟

  مصر اليوم -

لماذا لا نتعلم من الهاليو الكوري

بقلم :خالد منتصر

ما حدث من اكتساح جماهيرى للمسلسل الكورى «لعبة الحبار» وحصوله على أعلى نسبة مشاهدة فى تاريخ الدراما، ليس وليد اليوم ولكنه وليد خطة ترعاها الدولة نفسها وبرعاية الرئيس الكورى شخصياً، المسلسل يحتاج مقالاً مستقلاً سأكتبه وأتناوله بالتحليل لاحقاً، لكن ما نحتاج أن نعرفه ونفهمه ونتعلمه كيف تستغل دولة عمرها سبعون عاماً قواها الناعمة فى قيام وتنمية نهضتها الاقتصادية وتوسيع مساحة تأثيرها الثقافى، بداية نقول إن صناعة «الأنمى» فى كوريا الجنوبية تدر على الدولة نصف مليار دولار سنوياً!! فما بالك لو أضفت الدخل الذى يضخ فى شرايين الدولة من الفرق الموسيقية والسياحة لمشاهدتها والفرجة على أماكن التصوير.. إلخ، يكفى أن تعرف أن الدولة خصصت ١٪ من ميزانيتها لدعم صناعة الترفيه بكل أشكالها الفنية، ودعمت تقديم القروض لشباب الفنانين والمبدعين، وتم إنشاء أقسام إبداع فنى فى جامعات كوريا، وهناك هيئة متخصصة اسمها وكالة المحتوى الإبداعى المتخصصة فى التعرف على ما يرغب فيه الجمهور فى كل دولة على حدة وإنتاج ما يلائمه. كل ما سبق وغيره يندرج تحت ما يسمى «الهاليو» الكورى، موجة الثقافة الكورية التى سيطرت على العالم من أقصاه إلى أقصاه وبسرعة الضوء، لدرجة أن زاد الطلب على تعلم اللغة الكورية وانتشار معاهد تعليمها فى العالم كله، لكن هل جاء هذا الانتشار العالمى بمحض الصدفة؟ بالطبع لا، فالبداية كانت من قمة السلطة حين قال رئيس كوريا الجنوبية الأسبق كيم داى جونج فى خطابه ٢٠٠١، ووصف القوى الناعمة بأنها «صناعة خالية من المداخن»، ومحرك للتنمية الاقتصادية التى تخلق قيمة مضافة عالية، ثم أعلن الرئيس الأسبق روه مو هيون، أن من بين أهم أهدافه الرئيسية أن تصبح كوريا الجنوبية واحدة من «أفضل خمس قوى ذات محتوى فى العالم فى عام 2010»، وفى عام 2017، أعلن الرئيس مون جاى إن، أن هدفه نشر الأفلام والموسيقى والدراما الكورية إلى أكثر من 100 مليون شخص فى غضون خمس سنوات، مما يعنى أن المسألة فيها تخطيط واضح المعالم وإرادة سياسية عاشقة للفن، يساعدها - وهذا هو المهم- ثقافة شعب يحب الفن ولا يتربص به وبمبدعيه، وهذا ما حذرت منه فى مقال الأمس.

إليكم بعض الأرقام التى من خلالها ستعرفون كيف ترجمت تلك الأحلام الرئاسية الكورية إلى واقع، كوريا فيها ٢٠٠ استوديو إنتاجى، أدت شعبية مسلسل «أغانى الشتاء» إلى تدفق السياح اليابانيين إلى كوريا عام 2004، وأعلنت وزارة الثقافة والسياحة الكورية أن عدد السياح اليابانيين خلال عام 2004 بلغ حوالى أربعين ألف سائح يابانى بسبب المسلسل فقط، الدعم الحكومى لصناعة الدراما فى عام ٢٠١٥ بلغ ٣٣٠ مليون دولار! أغنية جانجام ستايل اكتسحت اليوتيوب باثنين مليار مشاهدة! أغنية Bonamana لفرقة سوبرجونيور حققت خلال ثلاثة أيام فقط نسبة مشاهدة قياسية بلغت 1٫323٫800 وهو رقم مذهل، اشتهرت الدراما الكورية «الكيدراما» حتى أصبحت توضع لها نسخ بنفس القصة وبنفس الأحداث فى الدرامات الصينية واليابانية والتركية، فى عام 2017 زار كوريا الجنوبية 800 ألف سائح، أى نحو 7% من جميع السائحين، بسبب اهتمامهم بفريق البى تى إس الموسيقى الشهير، الذى نجح فى جذبهم من خلال مبادرة «أحبوا سول مثلما أحبها».

الهاليو الكورى نجح فى فرض نفسه على العالم بالذكاء والإرادة، والأهم نجح بثقة القيادة والمجتمع والمبدعين فى أن الفن هو طوق النجاة والرهان الذى لا يخسر أبداً.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لماذا لا نتعلم من الهاليو الكوري لماذا لا نتعلم من الهاليو الكوري



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 00:02 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

انسجام لافت بين إطلالات الملكة رانيا والأميرة رجوة
  مصر اليوم - انسجام لافت بين إطلالات الملكة رانيا والأميرة رجوة

GMT 11:17 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

غضب صلاح من بطء مفاوضات ليفربول واهتمام من باريس سان جيرمان
  مصر اليوم - غضب صلاح من بطء مفاوضات ليفربول واهتمام من باريس سان جيرمان

GMT 11:23 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة
  مصر اليوم - نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 06:00 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

العلماء الروس يطورون طائرة مسيّرة لمراقبة حرائق الغابات

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 20:12 2024 الخميس ,15 آب / أغسطس

عمر كمال يوجه رسالة مؤثرة لأحمد رفعت

GMT 10:00 2016 الأربعاء ,09 آذار/ مارس

إصبع ذكي يعيد حاسة اللمس للاصابع المبتورة

GMT 23:53 2016 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

مصمم مغربي يطرح تشكيلة راقية من القفطان الربيعي لموسم 2016

GMT 05:09 2015 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

توثيق ازدهار ونهاية مؤسس "داعش" أبو مصعب الزرقاوي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon