توقيت القاهرة المحلي 16:35:03 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المسرح المدرسي ضد الإرهاب

  مصر اليوم -

المسرح المدرسي ضد الإرهاب

بقلم :خالد منتصر

علموا أولادكم الرسم والموسيقى والمسرح المدرسى، لا يمكن لطفل نشأ على حب الفن أن يتطرّف، مستحيل لمن يعزف البيانو فى غرفة الموسيقى ويلون الحقول فى فصله المدرسى ويمثل شكسبير على خشبة مسرح المدرسة، أن يتحول إلى إرهابى، لذلك أنادى بعودة المسرح المدرسى بشدة، وسأقصر حديثى عليه، لأنه إذا كانت حصص الرسم والموسيقى ما زالت حية، وإن كانت تنازع وتقاوم الموت، فالمسرح المدرسى فى مصر قد مات وشبع موتاً.

أنا من جيل كان يشارك فى مسابقات المسرح المدرسى فى المرحلة الابتدائية، وكنت أرى نجوماً فى عالم التمثيل والإخراج يأتون إلى مدرستنا كلجنة تحكيم ونحن ما زلنا أطفالاً نحبو، كنا نمثل بلهجة خطابية زاعقة ومتشنجة، ولكننا فى النهاية كنا نمارس فناً، بل هو أبوالفنون، ففيه الموسيقى وفيه الرسم والديكور والرقص والغناء، المسرح المدرسى لا تمارس فيه فناً فقط، بل تتعلم الالتزام الصارم والانضباط، فأنت كطفل تشارك فى تفاصيل العمل منذ ولادته، تتعلم كيف تشارك فى تخطيط الميزانية، وتشارك عمال الديكور فى النجارة والتصميم، وتكنس خشبة المسرح، وتشرف على جلوس المدعوين.. إلخ.

خلق العمل المسرحى متعة وفناً ومسئولية، فعودة المسرح المدرسى قوياً كما كان تمثل خطوة مهمة فى بناء الطفل السوى نفسياً وتحميه من الوقوع فى براثن الفكر الإرهابى التكفيرى، لن يتبنى الطفل ثقافة الكراهية والعدوانية، فالمسرح هو علاج للكراهية وعدم قبول الآخر وليس سبباً لهما.

كلما قرأت سيرة فنان مرموق من الجيل القديم أجد بدايته كانت المسرح المدرسى، سواء كوميديان أم تراجيديان، وزكى طليمات إحقاقاً للحق بجانب أياديه البيضاء على مسرح الكبار فهو أيضاً صاحب مبادرة المسرح المدرسى فى شكله الجديد المتطور، وإذا كانت هناك صعوبة فى توفير الميزانيات، فلنبدأ بمسرحة المناهج، ونجرى مسابقات تنافسية بين المدارس، تسهيلاً لفهم العلوم والجغرافيا والتاريخ.. إلخ، نحول المعلومات الدسمة الثقيلة على الفهم إلى فكرة مسرحية من لحم ودم، تحويل تاريخ أحمس ورمسيس إلى مسرح، قوانين نيوتن ومعادلات الكيمياء إلى مسرح، رحلاتنا بين التلال والوديان والهضاب والتضاريس إلى مسرح، ثم رويداً رويداً يستعيد المسرح المدرسى عافيته وتستطيع المدارس تقديم مسرحيات ناضجة وثرية فى حفلاتها، بدلاً من اسكتشات الاستظراف وأغانى المهرجانات التى أندهش عندما أجد مدارس محترمة وغالية تقحمها فى احتفالاتها، عودوا إلى المسرح المدرسى وامنحوه قبلة الحياة تصحوا وتتعافوا.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المسرح المدرسي ضد الإرهاب المسرح المدرسي ضد الإرهاب



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon