توقيت القاهرة المحلي 05:04:16 آخر تحديث
  مصر اليوم -

من المهندس مينا إلى الصيدلى موريس

  مصر اليوم -

من المهندس مينا إلى الصيدلى موريس

بقلم :خالد منتصر

من أجمل الشخصيات المرسومة والمنسوجة بعناية ومهارة ودقة وشجن فى مسلسل «الاختيار» شخصية الصيدلى موريس وزوجته، «موريس» متمسك بأرض الوطن، متردد فى الهجرة، مصر بالنسبة إليه ليست حفنة من تراب عفن مثلما يقول الإخوان، ولم يخطر فى خياله للحظة أن يقول «طز فى مصر» كما قال مرشدهم، عاشق لأرضه حتى آخر نفَس، يموت طفله الذى ظل ينتظره من الدنيا بسبب انقطاع الكهرباء فى زمن الإخوان، وبرغم ذلك ظل قلبه مسكوناً بمصر، يعرف أنها بلد يمرض ولا يموت، وأنه ليس تابعاً ولكنه صاحب أرض، قبطى يعرف أن معنى قبطى هو المصرى، لذلك وكما شاهدنا فى البرومو يخرج فى ٤٠ يونيو ضد سماسرة الدين الذين أرادوا شق الصف وتفجير السبيكة الوطنية المصرية، هتف للوطن لا للكنيسة، وضع يده فى يد محمد ومحمود حتى سقط الإخوان.

وبرغم حرق الكنائس فإنه ظل صابراً يردد ما قاله البابا شنودة من قبل: «مصر وطن يسكن فينا ولا نسكن فيه»، ومقولة البابا تواضروس محفورة فى ذهنه عندما قال: «إذا حرقوا الكنائس هنصلى مع إخوتنا المسلمين فى الجوامع، ولو حرقوا الجوامع هنصلى إحنا الاثنين فى الشوارع، وطن بلا كنائس أفضل من كنائس بلا وطن»، وإذا كان موريس شخصية درامية فى مسلسل، فلنتذكر المهندس مينا فيليب الذى عاش الواقع المرير، وها هى حكايته، كما كتبتها الجرائد حينذاك:

«كان الرجل عاريا تماماً من الأعلى فى ليلة باردة من ليالى ديسمبر، وينزف من وجهه بغزارة وآثار الكدمات والورم تحيط بعينه، بعد أن أوسعه عناصر الجماعة عنفاً وضرباً، لكن عندما سألوه عن اسمه اضطرب كثيراً ودارت فى ذهنه الأفكار عما يمكن أن يلحقه من أذى مضاعف إذا علمت كل هذه اللحى أنه مسيحى الديانة، فاضطر أن يجيب قائلاً: «مش فاكر» فضَّل أن يدعى نسيان اسمه عن أن يقول لهم إنه مينا فيليب فى مشهد يهدر أى كرامة للإنسان فى وطنه.

فى أقواله أمام النيابة قال المهندس مينا فيليب إنه تصادف وجوده فى شارع الخليفة المأمون بمصر الجديدة أثناء عودته من عمله، وفوجئ بهجوم عدد من الإخوان.

وأضاف: «قاموا بضربى على وجهى ورأسى وسحلى على الأرض وسبِّى بأقذع الألفاظ، وتم احتجازى لساعات ولم يعلم أحدهم أنى مسيحى، إلى أن جاء أحدهم وقال بصوت عالٍ: «الرجل ده مسيحى»، فاستمروا فى لكمى وضربى بشدة».

لم يهاجر موريس ولم يهاجر مينا، مصر كانت تسكن كل واحد منهما، كان مينا يؤمن بأن ما حدث له أمام «الاتحادية» هو من عصابة وليس من رفاق الوطن وإخوة الدرب، وكان موريس مؤمناً بأن ما حدث لطفله هو نتيجة سعار تنظيم يتاجر فى الدين، لا يهمه كهرباء أو ماء أو حياة للمصريين أصلاً لكن ما يهمه هو الكرسى.

كل سنة وكل المصريين طيبين بمناسبة عيد القيامة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من المهندس مينا إلى الصيدلى موريس من المهندس مينا إلى الصيدلى موريس



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon