توقيت القاهرة المحلي 20:16:08 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الوسوسة في العلم ضرورة وليست مرضاً

  مصر اليوم -

الوسوسة في العلم ضرورة وليست مرضاً

بقلم :خالد منتصر

كلما دارت مناقشات فى مصر عن مشكلة طبية نكتشف أن الكثير من المصريين يجهلون أبجديات العلم ولا يعرفون معنى البحث العلمى ويعنى إيه دواء ويعنى إيه علاج ويعنى إيه شفاء... إلخ.

غياب هذه البديهيات عن الأذهان وغيبوبة المصطلحات والتفكير بالتمنى والإحساس الرهيب بالدونية الذى ولد عدوانية تجاه العلم الذى احتكره الآخرون، لأنهم ببساطة اتبعوا قواعده ولم يخونوا مبادئه، كل هذا يجعل من الواجب أن نعود إلى نقطة الصفر ونناقش مضطرين تلك البديهيات التى كتب علينا أن نظل فى حرب لتوضيحها وأن نناقشها بعد أن ظننا أننا قد تجاوزناها، وسنأخذ من على ألسنة الناس والبسطاء والجمهور هذه التساؤلات:

أول وأهم تلك التساؤلات إحنا ليه فى العلم لازم ننتظر ونطيل الانتظار لحد الملل والزهق تجارب وأبحاثاً واتباع إجراءات مش كفاية إن شوية مرضى يقولوا إحنا خفينا على إيد فلان أو علان؟!، هذا السؤال هو نفس السؤال الذى يردده كارهو القانون: «لماذا التطويل فى المحاكمات والمرافعات وانتظار محاكم أول درجة وتانى درجة واستئناف ووجوب توكيل محامٍ للدفاع وصحة إجراءات... إلى آخر تلك الدوشة؟ أليس المتهم معروفة جريمته ومن الممكن أن يكون معترفاً ويوجد شهود كمان؟! ما نعدم ونسجن وخلاص بمحاكم استثنائية فى يوم وليلة وبلاش ملل!!، اتباع إجراءات القانون التى تراها أنت مملة هو الذى يضمن حقك فى محاكمة عادلة لو كنت مظلوماً وليست لحماية المجرم الذى فى القفص، نفس الكلام بالنسبة لإجراءات وخطوات البحث العلمى الطويلة والطب القائم على الدليل وليس الظن أو الانطباع الشخصى، كل هذا التطويل والتأنى هو لحماية المريض الذى يرقد بلا حول أو قوة على سرير فى مستشفى أو من سيتعرض لتجربة علمية، العلم لا يعرف المحاكم الاستثنائية ولا يعرف إلا القاضى الطبيعى وطريق البحث الطبيعى والنطق بالحكم الطبيعى أمام ساحة المؤتمرات العلمية والمجلات المحكمة.

ينفجر السؤال الثانى فى وجوهنا إيه اللى يضمن لى الأدوية اللى انتو بتوصفوها لنا ما هى يمكن فنكوش هى كمان ما تسيبونا نجرب وتسيبوا المصريين يخترعوا دوا وعلاج وبلاش إحباط لعزيمتنا؟!، والإجابة طبعاً كل مصرى نفسه وأمنية حياته أن بلده يخترع دواء ويبتكر علاجاً، لكن العالم اتفق على أن اختراع الدواء والإعلان عنه لا بد أن يمر بمراحل فى منتهى الصرامة ولا حياد عنها حتى نستطيع أن نطلق على المنتج النهائى الذى هو قيد البحث دواء أو علاجاً، وكما أنك لا تستطيع بيع خادمتك لجارك على أنها جارية احتراماً للمواثيق الدولية فأنت أيضاً لا تستطيع أن تعلن عن دواء لمجرد أنه طق فى دماغك واخترعته، من المسموح أن يطق فى دماغك أى شىء، ولكن من الممنوع بل من المجرم والمحرم أن تسميه دواء إلا بعد المرور من فلتر البحث العلمى المنضبط، وهناك فرق بين الإنجاز العلمى وبين العلم نفسه، فالإنجاز العلمى شخصى ولكن العلم نفسه لا شخصى، العلم موضوعى جداً بارد جداً صارم جداً لا منفعل جداً جداً، من حقك أن تشطح وتقول لى إن المسحوق الذى تحتفظ به فى جيبك يشفى من السرطان، ولكن ليس من حقك أن تجبرنى على ابتلاعه إلا إذا أجريت عليه البحوث الإكلينيكية والصيدلية المناسبة، ولكن ما هى تلك البحوث والإجراءات والخطوات؟ هذا ما سنستكمل شرحه غداً.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الوسوسة في العلم ضرورة وليست مرضاً الوسوسة في العلم ضرورة وليست مرضاً



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:55 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أحمد مكي يخلع عباءة الكوميديا في رمضان 2025
  مصر اليوم - أحمد مكي يخلع عباءة الكوميديا في رمضان 2025

GMT 09:13 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

GMT 00:03 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

بايدن يُكرم ميسي بأعلى وسام في أمريكا

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 13:37 2020 الأحد ,24 أيار / مايو

الفيفا يهدد الرجاء المغربي بعقوبة قاسية

GMT 12:48 2020 الثلاثاء ,19 أيار / مايو

أسعار الذهب في مصر اليوم الثلاثاء 19 مايو

GMT 16:51 2020 الثلاثاء ,31 آذار/ مارس

إصابة طبيب رافق بوتين في جولة "فيروس كورونا"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon