توقيت القاهرة المحلي 23:40:01 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مواطنة كمان وكمان

  مصر اليوم -

مواطنة كمان وكمان

بقلم :خالد منتصر

تعيين المستشار بولس فهمى إسكندر رئيساً للمحكمة الدستورية هو خطوة جبارة على طريق ترسيخ مبدأ المواطنة ودولة القانون، وإرساء لشعار الأولوية للكفاءة دون النظر إلى دين أو عرق أو جنس.

توقيع الرئيس على هذا التعيين ليس مجرد إمضاء على ورقة رسمية تُنشر بعدها فى الجرائد الرسمية، ولكنه مضى فى طريق استنارة طويل هذه هى خطوته الأولى المهمة، رئيس المحكمة الدستورية مشهود له بالكفاءة والتبحر فى القانون، وكل من تحدّث عنه تحدّث عنه كمرجع لشباب القانونيين الذين يتعلمون على يديه، لم تنظر الدولة أو تلتفت لفزّاعات السلفيين التى تبث سمومها فى أوساط الشباب، خاصة شباب الريف، من كلام عن الجزية ومنع تهنئة المسيحى أو مشاركته أعياده أو عدم توليته أى منصب... إلخ، فالجمهورية الجديدة هى ثورة فكر قبل أن تكون مبانى أو كبارى أو طرق، الدولة وضعت اللبنات الأولى، وما زال صرح المواطنة يحتاج مشاركاتنا جميعاً، المرأة صارت تجلس على كرسى القضاء فى مجالات كانت ممنوعة عنها، والمسيحى صار يحتل واحداً من أعلى المناصب القضائية فى الدولة.

هى رسائل ستعقبها رسائل أخرى بالنسبة لطوائف ظلت مهمشة كثيراً وتنتظر دورها فى طابور دولة المواطنة، لكن ما هى مقومات المواطنة؟ يحددها الكاتب فرحان المساعيد بقوله: «تساهم المواطنة بشكل كبير وملموس فى تطوير المجتمعات، وذلك من خلال ما يأتى: تحقيق الانسجام بين أفراد المجتمع عن طريق استخدام لغة الحوار لحلّ جميع أنواع الخلاف التى تنشأ بين مختلف فئاته.

حفظ الحقوق والحريات وتحفيز الأفراد على تقديم التزاماتهم وواجباتهم تجاه الدولة، وبالتالى تحمّلهم المسئولية عند مشاركتهم فى شئون الحكم.

احترام الاختلاف والتنوع العرقى والعقائدى والفكرى بين أفراد المجتمع، وتقديم مصلحة الوطن على المصالح الخاصة، والمساهمة فى ترسيخ المبادئ الأساسية؛ كالكرامة، والحرية، والمساواة. احترام جميع حقوق الأفراد فى مختلف المجالات، مما يدفع المواطنين للمشاركة فى الشأن العام، حيث يُقوّى ذلك المواطنة الفاعلة ويساعد على بناء الدولة».

ويضيف الكاتب العراقى علاء الدين جنكو: «يجب التساوى بين جميع أفراد المجتمع فى الحقوق والواجبات، وإتاحة جميع الفرص أمامهم باختلاف عقائدهم الدينية، ومعتقداتهم الفكرية، وانتماءاتهم السياسية، حيث يمكن تحقيق ذلك بوجود ضمانات قانونية وقضاء عادل ونزيه ينصف كل من تتعرّض حقوقه للانتهاك.

ينبغى فتح المجال للمواطنين للمشاركة فى جميع المجالات السياسية، والاجتماعية، والثقافية، والاقتصادية، بدءاً من حق الطفل فى التربية والتعليم، مروراً بحرية الأشخاص الفكرية، وحقهم بالاستفادة من الخدمات العامة، ومشاركتهم بالأنشطة الثقافية المختلفة، وانتهاء بحقهم فى الانخراط بحرية فى الأحزاب السياسية، وتولى المناصب العليا، والمشاركة فى صنع القرار».

وعن علاقة المواطنة بالانتماء والولاء يؤكد «جنكو»: «تسمو علاقة الفرد بوطنه عن أى علاقة أخرى، ولا تنحصر فى الجانب العاطفى والشعور فقط بالولاء وإنما إدراكه من خلال الاعتقاد الدائم بأهمية التقيد التام بالالتزامات والواجبات تجاه الوطن، والشعور بالمسئولية لتحقيق النفع العام وبأن كل فرد معنىّ بخدمة وطنه وتنميته والرفع من شأنه».

خطوة كانت صعبة لكنها مهمة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مواطنة كمان وكمان مواطنة كمان وكمان



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 19:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
  مصر اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 20:50 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض
  مصر اليوم - منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 07:44 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

البنك المركزي المصري يعلن تراجع معدل التضخم السنوي

GMT 22:26 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات Xbox One X تتجاوز 80 ألف فى أول أسبوع

GMT 14:26 2016 الجمعة ,16 كانون الأول / ديسمبر

أبطال " السبع بنات " ينتهون من تصوير أدوارهم في المسلسل

GMT 18:22 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن "هوندا سبورت فيجن GT" الجديدة بتصميم مثير

GMT 05:34 2016 الثلاثاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

إيفانكا ترامب تحتفل بعيد الميلاد في هاواي

GMT 09:27 2024 الخميس ,09 أيار / مايو

أهم صيحات فساتين السهرة المثالية

GMT 10:34 2023 الثلاثاء ,24 كانون الثاني / يناير

الأردن يسلم اليونسكو ملف إدراج أم الجمال إلى قائمة التراث

GMT 04:47 2021 السبت ,02 تشرين الأول / أكتوبر

الفنان محمد فؤاد يطرح فيديو كليب «سلام»
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon