توقيت القاهرة المحلي 16:35:03 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لماذا تقبلين الضرب؟

  مصر اليوم -

لماذا تقبلين الضرب

بقلم :خالد منتصر

عريس يضرب عروسته بالبوكسات والشلاليت فى الشارع وأثناء الزفة، يسحلها من شعرها من داخل الكوافير، أهل العروسة يبكون فقط، لا يوجد رد فعل، تكتمل الزفة، يستمر حفل الزفاف، وفى الصباحية صورة ابتسامة عريضة احتفالاً بالدخلة!! هذا المشهد يتكرر كثيراً، لا يستهجنه الشارع، ولا يدينه أهل العريس، ويخضع له أهل العروسة، السؤال الذى يفرض نفسه مثيراً الدهشة والعجب، لماذا ترضى البنت؟ ولماذا تقبل العروسة بهذا الموقف المهين؟ لماذا تقبل الانسحاق؟ وللأسف أقول ليس مجرد القبول فلقد تطور الأمر أكثر وصار استعذاب الموقف وتمريره، ليس كأنه عادى ولكن لأنه مطلوب لشكم العروسة ودبح القطة، واكسر لها ضلع يطلع لها ضلعين!!! المشكلة أن العروسة ليلى أو سعاد ليست هى ليلى أو سعاد فعلاً ولكنها النموذج الذى خلقه المجتمع وشكله على مقاس باترون أخلاقياته وسلوكياته وأولوياته، العروسة بالفعل غلبانه ومسكينة، فلقد رباها الأب والأم على أنها درجة تانية، فرز تالت، تخدم الذكر الأخ الأعلى، عادل يذاكر وسعاد تكنس، العنف ضدها مقبول ويطنشه المجتمع بامتياز، منذ ختانها وفرض غطاء الشعر عليها وهى طفلة والتعامل معها كعورة متحركة وحرمانها من الرياضة وحتى من الابتسام والتعطر وتنميص الحواجب، المجتمع يلعنها ويصفها بناقصة العقل وبأنها فى قاع النار، حتى عندما تدخل الجنة فمكافأتها المنتظرة طبقاً لثقافة المجتمع الذكورى هى مراقبة الزوج مع الحور العين وانتظاره حتى ينتهى من مهمته! فالعروسة بالفعل هى طبخة تمت تسويتها على مهل منذ الطفولة تجهيزاً لهذا اليوم وذلك الموقف، فلا تندهش إذا قبلت انسحاقها ودافعت عن قيودها، وكونت جمعية لتعدد الزوجات، ومطالبة كل زوجة بقتل غريزة الغيرة والبحث لزوجها عن ضرة جميلة!! لا تندهشوا وأنتم تقرأون تعليقات البنات على بعض الكتاب المجتهدين الذين يريدون تحريرها من تلك القيود التى هى عادات قبلية وليست أوامر دينية، تجد البنات هن أكثر الشاتمات الشامتات المهاجمات، والأهل وما أدراك ما الأهل، فالأم التى كانت على بعد سنتيمترات من ابنتها وهى تتلقى الصفعات والأقلام لم تحرك ساكناً! هل سألت نفسك لماذا قبل أن تتعجب وتندهش؟ لأن تلك الأم تخاف من شبح عنوسة ابنتها، وأن تعود إلى البيت حاملة لقب طالق، مرعوبة والمجتمع زادها رعباً، البنت للأسرة عبء وعار وخطيئة، لا بد أن نتخلص منها بسرعة، ونطردها لبيت عريسها حتى لا تظل صداعاً فى دماغنا، فقد تعبنا من المراقبة والحصار والكبت لهذا الشيطان الإغوائى الذى يسكن معنا فى البيت!!! هذه لقطة زووم للعروسة المنسحقة، لأى عروسة تجدونها تتحمل المر والضنى فى سبيل أن تتزوج وتستريح من سجن الأسرة، لتدخل زنزانة الزوج الذى يوصيه تراثه بأن يعلق سوطاً على الجدار! تستكمل العيشة لا الحياة، من أجل الأولاد ثم من أجل عدم الفضيحة والقيل والقال، هل ما زلتم تتساءلون لماذا تقبل العروسة الضرب؟!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لماذا تقبلين الضرب لماذا تقبلين الضرب



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon