توقيت القاهرة المحلي 05:04:16 آخر تحديث
  مصر اليوم -

العلم الحقيقى لا يعيش فى الكهوف

  مصر اليوم -

العلم الحقيقى لا يعيش فى الكهوف

بقلم :خالد منتصر

العلم يحب الشمس والنور وينمو فى الأوكسجين والهواء النقى، ويحتاج الضوء ليصنع منه كلوروفيل التغيير والإبداع، لذلك فمقياسه النشر العلمى فى الدوريات العلمية، ومعياره وميزانه انتقادات العلماء فى المؤتمرات العلمية الدولية، العلم يسعى للعلن، لا يختبئ فى كهف ولا يعرف شغل العصابات ولا يتقن لغة الشفرة والسيم والتلسين ولهجة من تحت لتحت والدروب الجانبية والأنفاق السرية، العلم الزائف على العكس، يدعى السرية ويوهم الناس بالكتمان مخافة التسريب واحتياطاً من أطراف المؤامرة وتحسباً للسطو المسلح، والغريب أنه مع كل هذا الجو الهيتشكوكى الكافكاوى الغامض غالباً ما يعلن نتائجه فى مؤتمرات صحفية وضجة إعلامية وبروباجندا جوبلزية!!

لماذا يعلن العلم الزائف عن نتائجه إعلامياً فى مؤتمرات صحفية وبرامج فضائية قبل الإعلان عنها فى مجلات علمية محكمة أو مؤتمرات علمية دولية، بالرغم من أنه يردد دائماً نحن نحافظ على السرية خشية المؤامرة الكونية؟ سؤال مطروح ومشروع والإجابة عنه توضح لنا الميكانيزم الذى يستخدمه العلم الزائف للانتصار وكسب الجمهور، وللأسف هو انتصار وقتى ومكسب زائل لا يطمح إليه العلم الحقيقى الذى لا يتاجر بغرائز وعواطف البسطاء، هذا الشبق الإعلامى هو استباق من أصحاب العلم الزائف، لأن شرط التجربة فى العلم هو إمكانية إعادتها عدة مرات بأشخاص مختلفين وعلماء متعددين والحصول على نفس النتيجة، ومن هنا تأتى أهمية النشر لكى يطلع عليها من يريد تكرار التجربة للتأكد، وهذا حق علمى مشروع ومطلوب، فمن يعلن أن الماء يتجمد عند درجة حرارة الصفر هو إنسان يعلن للعالم ويدعوه قائلاً ها أنا اكتشفت قانوناً فيزيائياً معيناً فلتجربه يا شوان لاى فى الصين ويا جورج فى إنجلترا ويا محمد فى أفغانستان ويا بيتر فى كينيا ويا حاييم فى إسرائيل، ستجد حتماً نفس النتيجة، وأنا مستعد كعالم لمراجعة نتائجى إذا وجد أحدكم ظاهرة مختلفة أو رقماً مغايراً، والعالم الحق لا يخجل من مراجعة نتائجه ولا يعاند، العلم لا يعرف القمص والزعل وحساسية الكرامة الشخصية عند النقد، بل العالم الحق هو من يدق الأبواب على الآخرين قائلاً «استيقظوا وأنقدونى وقومونى بالأبحاث المضادة»، قوانين نيوتن التى غيرت العالم وكانت ثورة جديدة فى مفاهيم الحركة والفيزياء والنظرة إلى الكون عموماً هل عندما جاء أينشتين واكتشف أن هذه القوانين غير مناسبة فى ظروف أخرى مثل السرعات الهائلة أو حركة إلكترون أو طبيعة ضوء تفسيرها مختلف.. إلخ، هل زعل واتقمص تلاميذ نيوتن ممن حصلوا على الدكتوراهات طبقاً لمفاهيمه وأعلنوا الانتقام من أينشتين الذى أحرج أستاذهم وخذلهم وجرح كرامتهم؟! هذه المفاهيم الثأرية الانتقامية غير موجودة فى العلم الحقيقى على عكس العلم الزائف.

العلم لا يعرف الطناش بل وقوده هو الوسوسة والتشكك، العلم الزائف عمود خيمته الأساسى هو الطناش، بمعنى تجاهل الأخطاء التى تكتشف أثناء البحث المتسربع السريع الذى به من اللكلكة الكثير، كنس تراب الأخطاء وإخفاؤها أسفل سجادة البحث اللاعلمى اعتماداً على ذاكرة الجمهور المستهدف المصابة بالألزهايمر التى تمل بسرعة من الدقة والأرقام والإحصائيات، هذا الكنس والإخفاء هو القاسم المشترك الأعظم بين كل ما يسمى علماً مزيفاً، بداية من الجراحة الآسيوية بدون مشرط حتى ثنى المعادن وتحريك الأشياء عن بعد، وغالباً أو فلنقل دائماً العلم المزيف لا يراجع نفسه، وطبعة كتابه الأول شبيهة بل ومطابقة لطبعة كتابه الألف، فهو يكرر نفس الكلام ويدور فى نفس الفلك، لأنه لا يملك علماً تراكمياً تطورياً بل هى فكرة وهمية تلمع فى الذهن يلفق لها نتائج وتجارب لا تعرف لها رأساً من قدمين لتقدم للجمهور طبخة برائحة العلم ما إن يتناولها المجتمع حتى يصاب بالتلبك العقلى.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العلم الحقيقى لا يعيش فى الكهوف العلم الحقيقى لا يعيش فى الكهوف



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon