توقيت القاهرة المحلي 17:59:40 آخر تحديث
  مصر اليوم -

قناة السويس كنز العطاء

  مصر اليوم -

قناة السويس كنز العطاء

بقلم :خالد منتصر

صرح الفريق أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس، بأن حصيلة الإيرادات المحققة بدءاً من شهر يناير حتى النصف الأول من شهر ديسمبر الجارى بلغت 6 مليارات دولار، وهو رقم لم تسجله قناة السويس من قبل، شعرت بالفخر أن أبناء قناة السويس يستكملون ملحمة هذا الكيان الذى سطر تاريخ مصر بالنور والنار، نور الحضارة والمدنية والتقدم، ونار المعارك ضد أعدائها ممن أرادوا تركيع مصر بإغلاقها ومنع المرور فيها.

وقد طمأن الفريق أسامة جميع المصريين بأنه «لم تتوقف مشروعات التطوير بقناة السويس بعد مشروع القناة الجديدة، حيث عكفت الهيئة على تطوير محطات المراقبة الموجودة على طول القناة، وذلك بالتوازى مع إنشاء سلسلة من الجراجات على القناة الجديدة لمواجهة حالات الطوارئ المحتملة، كما يجرى العمل حالياً على تطوير القطاع الجنوبى للقناة من الكيلو 122 إلى الكيلو 162 ترقيم قناة لزيادة عامل الأمان الملاحى وزيادة الطاقة الاستيعابية للقناة فى تلك المنطقة بواقع 6 سفن إضافية»، وأشار الفريق أسامة ربيع رجل المهام الصعبة إلى حادث «إيفرجيفن» وقال «إن حادث جنوح سفينة الحاويات البنمية العملاقة EVER GIVEN كان حادثاً استثنائياً وتحدياً غير مسبوق لم تشهده قناة السويس من قبل، حيث اجتمعت فيه عدة تحديات تمثلت فى أبعاد السفينة الضخمة وطبيعة التربة، فضلاً عن الطقس السيئ، مما تطلب معه اللجوء لحلول غير تقليدية، حيث استحدثت الهيئة استخدام التكريك لأول مرة فى أعمال الإنقاذ البحرى، كما تضافرت جهود جميع العاملين لتعويم السفينة بنجاح».

لا بد أن نعرف أن قناة السويس ليست ممراً مائياً فحسب، لكنها تاريخ نابض وكيان عملاق وخبرات بشر وأحلام وطن، أزمة السفينة الجانحة أيقظتنا على حقيقة أن قناة السويس ليست معبراً للسفن فقط، ولا مصدراً للدخل والإيرادات فقط، ولكنها قبل ذلك كنز من الخبرات والمهارات، مهندسون ومرشدون ومحاسبون وأطباء وعمال مهرة، لديهم انتماء وطنى لهذا الكيان العظيم، الذى دفع الأجداد ثمنه روحاً، واستشهد فى مياهه الأبناء وبذلوا الدماء دفاعاً عنه، واليوم يقف الأحفاد بالتكنولوجيا والخبرة وقبلهما الإرادة لمنع أى محاولات تعطيل للمجرى أو منع للملاحة.

استيقظ العالم على أحفاد الفراعنة، من علموا الدنيا أصول الهندسة، وهم يواجهون هذا الموقف الصعب الذى قدر له العلماء الحل فى شهور، ونفذه أبطال قناة السويس فى أقل من أسبوع، كان الشامتون يسخرون من قناتنا ويصفونها بالترعة، ولطمهم العالم على قفاهم حين وقف على أظافره منتظراً الحل، ارتفعت أسعار النفط، واحتل الخبر مانشيتات أهم الجرائد العالمية ونشرات أخبار الفضائيات الأمريكية والأوروبية.

عرف العالم وحفظ عن ظهر قلب إدارات الهيئة، التحركات والكراكات والهندسية.. إلخ، عرفوا عامل الكراكة والحفار والغطاس والبناء والقياس والقبطان وسائق اللنش، واكتشف أبناء الهيئة طاقاتهم التى استفزها الحدث وصهرتها الأزمة، فخور بأننى أنتمى لهذا الكيان الذى قضيت فيه معظم سنوات عمرى، وبين جدرانه تنفست عبق التاريخ الذى هو ملخص تاريخ المحروسة الحديث، فخور بأننى خدمت هؤلاء الأبطال كجندى فى جيشهم الطبى الأبيض، فخور بجو العائلة الذى نحسه فى المكتب والعيادة والنادى والشارع والسكن، فخور بكل القيادات وبكل العمال، فخور بروح العناد والحب والتصميم، قُبلة على جبين كل من شارك فى تلك النهضة فى الإيرادات وقبلها فى تعويم وتحريك ذلك العملاق والمارد العائم على سطح القناة، كنت واثقاً من استيعاب الدرس وتدارك أى قصور فى المستقبل، بدليل التوسعات التى تحدث الآن للقناة لتلافى مثل هذا الحادث مرة أخرى، وبدليل أن إيفرجيفن مرت منذ أيام قليلة فى نفس المجرى بكل أمان وبكل كفاءة وسهولة ويسر، أشد على أياديكم أبطال هذا الصرح الذى سيظل شاهداً على عظمة مصر وتفردها.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قناة السويس كنز العطاء قناة السويس كنز العطاء



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان

GMT 12:50 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

علالو يؤكّد الجزائر "تعيش الفترة الأهم في تاريخ الاستقلال"

GMT 04:46 2019 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

اتجاهات ديكور المنازل في 2020 منها استخدام قطع أثاث ذكي

GMT 00:42 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

بدء تصوير فيلم "اهرب يا خلفان" بمشاركة سعودية إماراتية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon