توقيت القاهرة المحلي 20:18:55 آخر تحديث
  مصر اليوم -

بلوغ المرام في مشاهدة الأفلام

  مصر اليوم -

بلوغ المرام في مشاهدة الأفلام

بقلم :خالد منتصر

إزاى تتفرج على فيلم بشكل فنى؟ هل المشاهد المصرى يحتاج إلى أن يتعلم كيف يتذوق السينما؟ هل يحتاج إلى دروس تقوية ومذكرات تفسيرية فى الفرجة على الأفلام؟ الإجابة نعم، وبشدة وإلحاح وبشكل عاجل، لذلك نحن فى حاجة إلى كتب مثل «بلوغ المرام فى مشاهدة الأفلام»، و«كيف تتعلم السينما فى ٢٤ ساعة»، و«دليل المتفرج الذكى فى قاعة السينما»... إلخ. ما حدث من ردة فعل تجاه فيلم «أصحاب ولا أعز» يوضح كيف أن ذائقتنا السينمائية قد تشوهت لأسباب كثيرة، وعلى رأسها الذائقة السلفية التى انتصرت واكتسحت وجعلت مزاج المصريين فى التذوق الفنى عموماً يميل إلى الرجعية والأحكام الأخلاقية، يحكم على شخصية منى زكى فى الفيلم وكأنها منى زكى الحقيقية لا الشخصية التى تجسدها، ويتعامل معها ليس كظل على شاشة فى قاعة مظلمة، ولكنه يتعامل معها كعروسة سيخطبها لابنه فى صالون حماته!

ذكرنى الهجوم الهستيرى على الفنانة الرائعة منى زكى ببدايات الفرجة على السينما الصامتة، حين كان الناس يتخيلون، من فرط سذاجتهم، أن ما يحدث على الشاشة حقيقى وواقعى، فكانوا يهرولون من المقهى أو الصالة حين يظهر القطار على الشاشة، خوفاً من أن يدهسهم! أخذ ذلك الفزع والخوف وقتاً لكى يختفى، وصار الجمهور المصرى حتى أواخر السبعينات يتسامح مع قبلات السينما ومايوهات البلاج وعلاقات الخيانة، لأنه يدرك جيداً أنه يشاهد فيلماً، وأن كل ما يراه موجود منه نماذج تسكن الواقع ولا داعى لأن نخفى رؤوسنا فى الرمال خجلاً أو إنكاراً. ضحكنا مع إسماعيل يس فى «الآنسة حنفى» وهو يستعرض قضية تحويل الجنس، واستمتعنا بأداء نور الشريف فى «قطة على نار» ويوسف شعبان فى «حمام الملاطيلى» ومديحة كامل فى «الصعود إلى الهاوية» ورؤوف مصطفى فى «ديل السمكة»، لأننا حاسبنا الأفلام على جودتها الفنية وتعاملنا معها كسينما وليست كمشاهد فيها مثلى جنسياً، ورغم أن بعض تلك الأفلام قد أُنتجت بعد الثمانينات التى كانت سطوة السلفيين قد بدأت فى الظهور وقتها، إلا أنها لم تقابل بتلك الهستيريا التى نلمسها الآن، والسبب أن السوشيال ميديا خلقت دكتاتورية رقابية تكفيرية كارهة للفن والفنانين بشكل عصابى، ومجتمع يكره الفن هو مجتمع ينتحر بجفاف العاطفة وأنيميا الخيال وسرطان الجلافة والتبلد، مجتمع يريد كل العالم شبهه، نسخة فوتوكوبى منه، يعيش شيزوفرينيا حادة، مظاهرات تحرش فى الأعياد، ومظاهرات منع أفلام وقمع منصات وفنانات فى البوستات والتويتات والتريندات والهاشتاجات!

الفيلم لم يخدش الحياء كما يدّعون، ولكنه خدش الهشاشة، هشاشة الفكر وسطحية الإحساس التى نعيش فيها، وعدم احترام حرية الاختيار، بداية من حرية عدم الاشتراك فى نتفلكس، وحرية الضغط على زر الريموت كونترول للتوقف عن الفرجة، وحتى حرية مناقشة النماذج الإنسانية التى تنكر وجودها وتتعامى عن حضورها المجتمعى، سواء كان نموذجاً مختلفاً اجتماعياً أو سياسياً أو إنسانياً أو حتى جنسياً، فى النهاية كل التحية للفنانة منى زكى التى أكدت أنها فنانة تقدم سينما لمشاهد ناضج وليست سمسارة تغازل زبوناً رجعياً.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بلوغ المرام في مشاهدة الأفلام بلوغ المرام في مشاهدة الأفلام



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:13 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة
  مصر اليوم - زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة

GMT 18:02 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

محمد سعد يشيد بتعاونه مع باسم سمرة ونجوم فيلم "الدشاش"
  مصر اليوم - محمد سعد يشيد بتعاونه مع باسم سمرة ونجوم فيلم الدشاش

GMT 22:20 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

دراسة حديثة تكشف علاقة الكوابيس الليلية بالخرف

GMT 22:21 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

عباس النوري يتحدث عن نقطة قوة سوريا ويوجه رسالة للحكومة

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 09:13 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 06:04 2024 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الثلاثاء 31 ديسمبر / كانون الأول 2024

GMT 14:18 2024 السبت ,13 كانون الثاني / يناير

من أي معدن سُكب هذا الدحدوح!

GMT 21:19 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

البورصة المصرية تربح 7.4 مليارات جنيه ومؤشرها الرئيس يقفز 1.26%

GMT 21:48 2020 الأحد ,04 تشرين الأول / أكتوبر

البورصة المصرية تغلق التعاملات على تباين
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon