توقيت القاهرة المحلي 23:40:01 آخر تحديث
  مصر اليوم -

بلوغ المرام في مشاهدة الأفلام

  مصر اليوم -

بلوغ المرام في مشاهدة الأفلام

بقلم :خالد منتصر

إزاى تتفرج على فيلم بشكل فنى؟ هل المشاهد المصرى يحتاج إلى أن يتعلم كيف يتذوق السينما؟ هل يحتاج إلى دروس تقوية ومذكرات تفسيرية فى الفرجة على الأفلام؟ الإجابة نعم، وبشدة وإلحاح وبشكل عاجل، لذلك نحن فى حاجة إلى كتب مثل «بلوغ المرام فى مشاهدة الأفلام»، و«كيف تتعلم السينما فى ٢٤ ساعة»، و«دليل المتفرج الذكى فى قاعة السينما»... إلخ. ما حدث من ردة فعل تجاه فيلم «أصحاب ولا أعز» يوضح كيف أن ذائقتنا السينمائية قد تشوهت لأسباب كثيرة، وعلى رأسها الذائقة السلفية التى انتصرت واكتسحت وجعلت مزاج المصريين فى التذوق الفنى عموماً يميل إلى الرجعية والأحكام الأخلاقية، يحكم على شخصية منى زكى فى الفيلم وكأنها منى زكى الحقيقية لا الشخصية التى تجسدها، ويتعامل معها ليس كظل على شاشة فى قاعة مظلمة، ولكنه يتعامل معها كعروسة سيخطبها لابنه فى صالون حماته!

ذكرنى الهجوم الهستيرى على الفنانة الرائعة منى زكى ببدايات الفرجة على السينما الصامتة، حين كان الناس يتخيلون، من فرط سذاجتهم، أن ما يحدث على الشاشة حقيقى وواقعى، فكانوا يهرولون من المقهى أو الصالة حين يظهر القطار على الشاشة، خوفاً من أن يدهسهم! أخذ ذلك الفزع والخوف وقتاً لكى يختفى، وصار الجمهور المصرى حتى أواخر السبعينات يتسامح مع قبلات السينما ومايوهات البلاج وعلاقات الخيانة، لأنه يدرك جيداً أنه يشاهد فيلماً، وأن كل ما يراه موجود منه نماذج تسكن الواقع ولا داعى لأن نخفى رؤوسنا فى الرمال خجلاً أو إنكاراً. ضحكنا مع إسماعيل يس فى «الآنسة حنفى» وهو يستعرض قضية تحويل الجنس، واستمتعنا بأداء نور الشريف فى «قطة على نار» ويوسف شعبان فى «حمام الملاطيلى» ومديحة كامل فى «الصعود إلى الهاوية» ورؤوف مصطفى فى «ديل السمكة»، لأننا حاسبنا الأفلام على جودتها الفنية وتعاملنا معها كسينما وليست كمشاهد فيها مثلى جنسياً، ورغم أن بعض تلك الأفلام قد أُنتجت بعد الثمانينات التى كانت سطوة السلفيين قد بدأت فى الظهور وقتها، إلا أنها لم تقابل بتلك الهستيريا التى نلمسها الآن، والسبب أن السوشيال ميديا خلقت دكتاتورية رقابية تكفيرية كارهة للفن والفنانين بشكل عصابى، ومجتمع يكره الفن هو مجتمع ينتحر بجفاف العاطفة وأنيميا الخيال وسرطان الجلافة والتبلد، مجتمع يريد كل العالم شبهه، نسخة فوتوكوبى منه، يعيش شيزوفرينيا حادة، مظاهرات تحرش فى الأعياد، ومظاهرات منع أفلام وقمع منصات وفنانات فى البوستات والتويتات والتريندات والهاشتاجات!

الفيلم لم يخدش الحياء كما يدّعون، ولكنه خدش الهشاشة، هشاشة الفكر وسطحية الإحساس التى نعيش فيها، وعدم احترام حرية الاختيار، بداية من حرية عدم الاشتراك فى نتفلكس، وحرية الضغط على زر الريموت كونترول للتوقف عن الفرجة، وحتى حرية مناقشة النماذج الإنسانية التى تنكر وجودها وتتعامى عن حضورها المجتمعى، سواء كان نموذجاً مختلفاً اجتماعياً أو سياسياً أو إنسانياً أو حتى جنسياً، فى النهاية كل التحية للفنانة منى زكى التى أكدت أنها فنانة تقدم سينما لمشاهد ناضج وليست سمسارة تغازل زبوناً رجعياً.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بلوغ المرام في مشاهدة الأفلام بلوغ المرام في مشاهدة الأفلام



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 19:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
  مصر اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 20:50 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض
  مصر اليوم - منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 07:44 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

البنك المركزي المصري يعلن تراجع معدل التضخم السنوي

GMT 22:26 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات Xbox One X تتجاوز 80 ألف فى أول أسبوع

GMT 14:26 2016 الجمعة ,16 كانون الأول / ديسمبر

أبطال " السبع بنات " ينتهون من تصوير أدوارهم في المسلسل

GMT 18:22 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن "هوندا سبورت فيجن GT" الجديدة بتصميم مثير

GMT 05:34 2016 الثلاثاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

إيفانكا ترامب تحتفل بعيد الميلاد في هاواي

GMT 09:27 2024 الخميس ,09 أيار / مايو

أهم صيحات فساتين السهرة المثالية

GMT 10:34 2023 الثلاثاء ,24 كانون الثاني / يناير

الأردن يسلم اليونسكو ملف إدراج أم الجمال إلى قائمة التراث

GMT 04:47 2021 السبت ,02 تشرين الأول / أكتوبر

الفنان محمد فؤاد يطرح فيديو كليب «سلام»
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon