توقيت القاهرة المحلي 16:35:03 آخر تحديث
  مصر اليوم -

رصاصة فى الرأس

  مصر اليوم -

رصاصة فى الرأس

بقلم :خالد منتصر

الشكل السردى الذى اختاره الكاتب إبراهيم عيسى لإعادة قراءة التاريخ يحرز نجاحاً ويحقق قبولاً عند الشباب يوماً بعد يوم وكتاباً بعد كتاب، ويجعل التاريخ الذى هجره هؤلاء عند أطراف أصابعهم فى وجبة سهلة الهضم.

وقد تجاوز كتاب «رصاصة فى الرأس» كتبه التاريخية السابقة فى أنه يتحدث عن تاريخ قريب نستطيع أن نستخلص منه دروساً كثيرة فى مواجهتنا ضد الإرهاب كفكرة قبل مواجهة الإرهابيين كأشخاص، تنظيم التكفير والهجرة بقيادة شكرى مصطفى برغم أنه لم يقتحم مكاناً عسكرياً مثل سلفه صالح سرية، فإن زلزاله وتوابعه وتأثيره ودلالاته كانت أخطر، فالضحية الشيخ الذهبى هو شخص أقرب إلى اليمين الدينى، وهذه أولى مفاجآت تلك الحكاية المثيرة، فهو وقت أن كان وزيراً طالب بتنفيذ الحدود، والأغرب أنه تبنى حد قتل المرتد!!

ولكنه بالرغم من كل ذلك اعتبروه هو نفسه كافراً مرتداً، بل اختاروه قبل أى سياسى يسارى، وأطلقوا الرصاص على عينه اليسرى وحطموا جمجمته فى مشهد بشع، وهنا أهم الدروس، لا تزايد على الجماعات الدينية، فلن ترضيهم وستخسر كل شىء، هم لا يرضون إلا بالفوتوكوبى، ولا بديل عن ذلك، فشكرى مصطفى كفَّر من خرج على جماعته وحاول قتلهم، بل كفَّر الإخوان حلفاءه السابقين.

وضع المؤلف شكرى مصطفى على طاولة التشريح النفسى وغاص فى أعماقه، ونظر من زاوية لا يمكن إغفالها، طالب كلية الزراعة المنبوذ من الأب والأم اللذين انفصلا، حبه للشعر، تأثره بسيد قطب، العينان اللتان تشع منهما الرهبة والسيطرة والقسوة، صفات القائد الذى ينوم أتباعه مغناطيسياً، درس آخر يلتقطه قارئ ما بين السطور عن استغلال قتل الذهبى ليس لإدانة هؤلاء وتجديد الفكر الدينى والثورة على الركود والتحنط ومقاومة التغيير، لكن استغلاله للترويج أكثر لنفس فكرة المتطرفين، وهى أن هذا الحادث كما قال الشعراوى وزير الأوقاف حينذاك، القصد منه تعطيل تطبيق الشريعة والتشويش عليها!! الدرس الثالث هو غرقنا فى الشكليات التى تداعب وتغازل الغوغاء وإهمال الحادث الجسيم نفسه وهو قتل شيخ أعزل بكل هذه القسوة والإجرام، ففى مناقشات ومداولات الحكم كان الحديث الجذاب والذى احتل مساحة واسعة، هو تبادل الزوجات فى هذا التنظيم!! وليس الدم والرصاص والغدر، استعرض إبراهيم عيسى أيضاً الشكل التنظيمى الذى يعتمد فى الأساس على الأقارب وأهل الثقة ثم يبدأ الانتشار، وأيضاً تطرق إلى قضية مهمة وهى إيمان أجهزة الأمن حينذاك بالبناء الفكرى للجماعة، والتعامل معها كقضية فكرية لا أمنية فقط.

أما الدرس الخطير فهو سذاجة الاقتناع بأن الحية الرقطاء التى تربيها وتطعمها فى بيتك ستكون خادمك الأمين، فقد ترك الحبل على الغارب لمحافظ أسيوط ليكون الجماعات الإسلامية داخل الجامعات لضرب اليسار، وتخيل المحافظ وتخيلت السلطة وقتها أن مزايداتهم فى الطقوس الدينية ومحاربة الفن فى الجامعة وتحويل قصور الثقافة إلى زوايا، سيذيب ويصهر تلك الجماعات ويعلنوا اعتزالهم، ولكن هيهات أول من التهموه كان من ربى القط الذى تحول إلى نمر والتهمه فى يوم احتفاله.

رصاصة فى الرأس ليست مجرد حكاية مر عليها أقل من نصف قرن، ولكنها حكاية تتشكل بذورها كل يوم فى الشارع والمدرسة والبيت، وفى كل مرة نعتبرها مفاجأة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رصاصة فى الرأس رصاصة فى الرأس



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon