توقيت القاهرة المحلي 22:45:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

نيللي وفزورة الأرمن

  مصر اليوم -

نيللي وفزورة الأرمن

بقلم :خالد منتصر

غمرتنى السعادة وأنا أشاهد تكريم الفنانة الجميلة نيللى فى مهرجان القاهرة السينمائى، نوستالجيا الحنين إلى زمن خلية نحل ماسبيرو التى صنعت «عسل» أكثر من عشر سنوات فوازير أخرجها الرائع الفنان الراحل فهمى عبدالحميد، تذكرت وهى على المسرح التمبوكا وعالم ورق والخاطبة وعروستى.. إلخ، لقد قمت بحل كل فوازير نيللى إلا فزورة الأرمن، لماذا حدث معهم ما حدث من قسوة وبشاعة؟ نيللى آرتين كالفيان هى حكاية مصرية أرمنية جميلة، لم تُثر شجونى الفنية فقط عن السينما والفوازير وشقاوة ثلاثى «فيروز ونيللى ولبلبة»، ولكنها أثارت نوستالجيا مصر، أيقونة التسامح التى احتضنت الجميع، أعراق وجنسيات مختلفة وطوائف مضطهدة وعائلات مطاردة، تذكرت وأنا أشاهد نيللى كيف احتضنت المحروسة الأرمن الهاربين من الاضطهاد، تذكرت دور مصر الرائع فى استقبال الأرمن، الذين ارتُكبت ضدهم مجازر ومذابح راح ضحيتها ما يقرب من مليون ونصف المليون أرمنى، وفى هذه المناسبة من المهم أن نتحدث عن وثيقة مهمة، وهى بيان شيخ الأزهر حينذاك، الذى أدان تلك المذابح فى فتوى طبعها المحامى حسين صبرى على حسابه، وأرسل منها ٢٥ ألف نسخة إلى الحكومة التركية، هذه الوثيقة أصدرها شيخ الجامع الأزهر سليم البشرى فى مايو 1909، وندّد فيها بالمسلمين الأتراك ومذبحتهم الأولى، التى قتلوا فيها 30 ألف أرمنى فى مدينة أضنة، وهى إحدى أكبر المدن فى الإمبراطورية العثمانية، قال شيخ الجامع الأزهر فى بيانه:

(وبعد فقد اطلعنا فى الصحف المحلية على أخبار محزنة وإشاعات سيئة عن مسلمى بعض ولايات الأناضول من الممالك العثمانية، وهى أن بعضهم يعتدون على بعض المسيحيين فيقتلونهم بغياً وعدواناً، فكدنا لا نصدق ما وقع إلينا من هذه الإشاعات، ورجونا أن تكون باطلة، لأن الإسلام ينهى عن كل عدوان، ويحرّم البغى وسفك الدماء والإضرار بالناس كافة، المسلم والمسيحى واليهودى فى ذلك سواء.

فيا أيها المسلمون فى سائر البقاع وغيرها احذروا ما نهى الله عنه فى شريعته الغراء واحقنوا الدماء التى حرم الله إهراقها، ولا تعتدوا على أحد من الناس فإن الله لا يحب المعتدين.

إن للذين عاهدوكم والمستأمنين لكم والذين جاوروكم من أهل الذمة بينكم حقاً من الله تعالى فى رقابكم أن تستقيموا لهم ما استقاموا لكم، وأن تمنعوهم مما تمنعون منه أنفسكم وأهاليكم، وأن تجعلوا لهم من بأسكم قوة لهم ومن قوتكم عزاً ورخاء، وأن تكفوا عن أديارهم وكنائسهم وبيعهم ما تكفون عن مساجدكم ومعابدكم.

ولا والله ما داس امرؤ حريمهم ووضع السيف فيهم وبغى عليهم إلا كان ناقضاً لما أخذ الله على المسلمين من عهد وأوجب عليهم من أمر.

واعلموا أنه إن كان ما بلغ الناس عنكم حقاً فقد أغضبتم ربكم، وما أرضيتم نبيكم وشريعتكم، وأحفظتم إخوانكم المسلمين عليكم غيرة على دينهم الذى قد تنكرت بهذا العمل الشنيع (إن صح) معالمه، وانتُهكت محارمه وأطلقتم ألسنة الجاهلين بدينكم بنكر القول فى المسلمين أجمعين.

ألا فاسمعوا بعض ما قال نبيكم فى مثل ما أنتم فيه اليوم. قال صلى الله عليه وسلم: «من قتل معاهداً لم يرح رائحة الجنة وإن ريحها يوجد من مسيرة أربعين عاماً».

وقال عليه الصلاة والسلام: «من قذف ذمياً حُد له يوم القيامة بسياط من نار»).

هكذا كانت مصر، وستظل النور والاستنارة، فجر الضمير ومنبع الحكمة وملجأ المقهورين.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نيللي وفزورة الأرمن نيللي وفزورة الأرمن



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon