توقيت القاهرة المحلي 19:11:28 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«جوجل» يحتفل بعيد ميلاد «هوكينج»

  مصر اليوم -

«جوجل» يحتفل بعيد ميلاد «هوكينج»

بقلم :خالد منتصر

احتفل «جوجل»، أقوى محرك بحث فى العالم، وأغلى مؤسسة عنكبوتية على وجه الأرض، بعيد ميلاد العبقرى ستيفن هوكينج، وأهدى إليه فى عيد ميلاده مشاركة متواضعة مع من يعتبرونه أيقونة التحدى، حيث تصفه الأوساط العلمية على مستوى العالم بأنه أذكى عالم فيزياء بعد أينشتاين، إنه ستيفن هوكينج الذى عندما احتفل بعيد ميلاده، لم يستطع إطفاء الشمع وغناء «هابى بيرث داى تو يو»، لأنه لا يستطيع تحريك شفتيه ويتنفّس من خلال شق فى القصبة الهوائية، لم يستطع أن يتحرّك إلى حيث المائدة التى عليها التورتة، إلا على كرسى متحرك، فهو لا يحرّك يديه ولا رجليه. من يريد أن يعرف معنى كلمة «أمل» لا بد أن يقرأ سيرة هذا العبقرى العظيم، من يريد أن يقهر اليأس ويعرف ما هى المعاناة بجد، وكيف بالإرادة والتصميم والعزيمة أن تستطيع بناء صرح نجاحك والتغلب على هذه المعاناة، لا بد له أن يقرأ كتاب «موجز تاريخ الزمن» لهذا الفيزيائى الذى جعل هذا العلم المعقّد عند أطراف أصابعنا.

أخبره الأطباء 1963 عندما اكتشفوا مرض التصلب العضلى الجانبى الذى يلتهم أعصابه ويشل عضلاته بالتدريج، وكأنه فأر يقرض حبلاً مهترئاً، أنه لن يعيش أكثر من بضعة أشهر وعلى أكثر تقدير متفائل سيعيش سنتين، لكنه بعزيمة حب الحياة المنتجة الفعّالة عاش نصف قرن بعدها، وكان ينتج ويضيف إلى العلم، وهو على هذه الحالة من الشلل والضمور، ويكتشف ويحلم من على هذا الكرسى المتحرك الضيق الصامت، لم يعش سوى 5 فى المائة ممن أصيبوا بنفس مرض «هوكينج»، لأكثر من عشرة أعوام، حصل «هوكينج» على 12 درجة فخرية، ووسام الفروسية برتبة قائد، وفى 2009 مُنح وسام الحرية الرئاسى، وهو أعلى جائزة تُمنح لمدنى فى الولايات المتحدة، وقد بدأت أعراض المرض تظهر على «هوكينج» قُبيل بلوغه الحادية والعشرين من عمره، وكانت بسيطة فى بادئ الأمر، لكن تفاقمت حالته بعد ذلك، وقد كان تشخيص إصابته بالمرض صدمة مروّعة، لكنه أصبح حافز نجاحه فى ما بعد.

يقول «هوكينج»: مع هالة الغموض التى اكتنفت مستقبلى، وجدت نفسى أستمتع بحياتى أكثر من ذى قبل. وكان ذلك شيئاً مفاجئاً لى. ويضيف: بدأت أحقق تقدماً فى أبحاثى، وارتبطت بفتاة تُدعى جين وايلد، بعدما قابلتها فى فترة تشخيص حالتى الصحية، وكان ذلك نقطة تحول فى حياتى، إذ منحتنى سبباً أحيا من أجله.

وحتى عام 1974 تمكن «هوكينج» وزوجته من التعامل مع مرضه دون الحاجة إلى مساعدة خارجية، وأنجب منها ثلاثة أطفال، وكان فى ذلك الوقت قادراً على تناول الطعام بنفسه، والذهاب إلى السرير والقيام منه بمفرده. لكن كان صعباً عليه التحرّك لمسافات كبيرة، ومع زيادة الصعوبات، بدأت عضلاته تخذله، وقرّر الزوجان أن يعيش معهما أحد الباحثين الذين يدرسون مع «هوكينج»، وكان الطلاب يُمنَحون سكناً مجانياً ورسوماً شخصية مقابل مساعدة «هوكينج» داخل المنزل، وعلى مدار الأعوام القليلة التالية، كان واضحاً أن العائلة فى حاجة إلى مساعدة ممرضين متخصّصين، وتبيّن أن «هوكينج» سيقضى ما تبقّى من حياته على مقعد متحرك.

فى عام 1985 أصيب «هوكينج» بالتهاب رئوى، مما ضاعف معاناته، وللتغلب على صعوبات التنفس أجريت له عملية جراحية ورُكّبت له أنبوبة فى القصبة الهوائية. نجحت العملية، لكنها أثرت على صوته، وأصبح يحتاج إلى رعاية على مدار الساعة من فريق متخصّص، وظل «هوكينج» لبعض الوقت لا يمكنه التواصل مع أحد إلا عن طريق ذكر الكلمات حرفاً تلو الآخر من خلال رفع حاجبيه عندما يشير أحد إلى الحرف الصحيح على بطاقة توجد عليها حروف الهجاء.

سمع وولت ولتوسز، خبير كمبيوتر فى كاليفورنيا، عن محنة «هوكينج»، فأرسل إليه برنامج كمبيوتر يطلق عليه إكواليزر Equalizer. وساعده البرنامج على اختيار الكلمات من قوائم تظهر على شاشة يتحكم فيها من خلال زر فى يده، قامت شركة إنتل للمعالجات والنظم الرقمية بتطوير نظام حاسوب خاص متصل بكرسيه يستطيع «هوكينج» به التحكم فى حركة كرسيه والتخاطب باستخدام صوت مولد إلكترونياً، وإصدار الأوامر عن طريق حركة عينيه ورأسه، وعن طريق حركة العينين، يقوم بإخراج بيانات مخزّنة مسبقاً فى الجهاز تمثل كلمات وأوامر، من خلال هذه الإشارات واللفتات، عاش «هوكينج» يبدع ويمنح العالم أملاً فى حياة أكثر بهجة وسعادة وتطوراً، والمصادفة الغريبة أنه رحل يوم عيد ميلاد أينشتاين.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«جوجل» يحتفل بعيد ميلاد «هوكينج» «جوجل» يحتفل بعيد ميلاد «هوكينج»



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 08:47 2020 الثلاثاء ,11 شباط / فبراير

ميسي وصيفا لـ محمد صلاح تسويقيا

GMT 16:55 2019 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

السويد تعتقل عراقيا اتهمته بالتجسس لصالح إيران

GMT 06:05 2020 السبت ,03 تشرين الأول / أكتوبر

تعرّف على الفوائد الصحيّة لفيتامين "ك" ومصادره الطبيعية

GMT 05:39 2020 الخميس ,06 آب / أغسطس

حقيقة إصابة خالد الغندور بفيروس كورونا

GMT 07:44 2020 الثلاثاء ,16 حزيران / يونيو

سيفاس يفوز على دينيزليسبور بصعوبة في الدوري التركي

GMT 22:48 2018 الثلاثاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

منى زكي تؤكد هشام نزيه موسيقار عبقري ويستحق التكريم

GMT 09:07 2018 الأربعاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

رجل يعتدي على فتاة بالضرب بسبب صفّ السيارات في تكساس
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon