وصلتنى هذه الرسالة المهمة من أستاذى د. ناجى إسكندر، أستاذ الفسيولوجى، حول الدواء الجديد الذى تجرى تجاربه على علاج «كوفيد ١٩»، يقول د. ناجى:
أعلنت شركة «Merck and Ridgeback Biotherapeutics» ميرك الأمريكية عن اكتشافها لأول دواء يُعطى بالفم لعلاج مرضى «COVID19».
وتمت تسمية العقار «molnupiravir - مولنوبيرافير»، وقد وجد أن هذا العقار يقلل من احتمال دخول المستشفى والوفاة لمرضى «كوفيد 19» بنسبة 50%، وهى نسبة ممتازة وتمثل قفزة كبيرة واختراقاً مهماً فى معركتنا مع وباء «COVID19»، وستقلل من الضغط على المستشفيات، وذلك فى المناطق الأكثر تضرراً بوباء «كوفيد 19».
وهو أول عقار مضاد لفيروس «كوفيد 19» يعطى فى صورة أقراص بالفم لمدة نحو خمسة أيام، ويمكن إعطاؤها فى المنزل، ويتميز هذا العقار مقارنة بالأدوية الأخرى المضادة لفيروس «كوفيد 19» بأنه أعلى كفاءة، وتكلفته أقل، وذلك إلى جانب إمكانية إعطائه بالمنزل.
هوامش: عقار «رمديسيفير» المضاد للفيروس يعطى فى الوريد، وهو مرتفع التكلفة مقارنة بهذا العقار.
وقد أنهى عقار «مولنوبيرافير» المرحلة الثالثة الإكلينيكية وقد تم خلالها تجربته على 775 مريضاً وتم إعطاؤه لهم خلال الأيام الخمسة الأولى من ظهور الأعراض على هؤلاء المرضى، وبعد أن تم التأكد من تشخيصهم إيجابياً بالمسحة الأنفية لكونهم مرضى «COVID19»، وقد تمت تجربة العقار فى 170 موقعاً فى الولايات المتحدة والبرازيل وإيطاليا واليابان وأفريقيا الجنوبية وتايوان، وثبت نجاحه فى الحالات المبكرة الخفيفة والمتوسطة لمرضى «كوفيد 19» فى خفض احتمال دخولهم المستشفيات بنسبة 50%، وهؤلاء المرضى ممن تخطوا عمر 60 عاماً: هذا إلى جانب معاناتهم جميعاً من عامل آخر يمثل خطراً على حياتهم من جراء الإصابة بـ«كوفيد 19»، مثل السمنة أو مرض السكر أو أمراض القلب.
التأثير الإيجابى للعقار: ثبت فى هؤلاء المرضى أنه فى حالة إعطاء العقار مبكراً أنه وحتى اليوم التاسع والعشرين لم تحدث حالات وفاة واحدة بين من تلقوا العقار ودخل منهم المستشفى 7.3% فقط، وذلك مقارنة بـ14.1% من المجموعة التى لم تتلقّ المادة الفعالة للعقار وتلقوا المادة الوهمية، والذين دخلوا المستشفى، بل وتوفى ثمانية منهم من جراء الإصابة بـ«كوفيد 19».
طريقة العمل: لا يستهدف هذا العقار الأشواك البروتينية للفيروس التى تختلف فى تركيبها باختلاف المتحورات، ولكن هذا العقار يمنع كل متحورات الفيروس، ومنها المتحور الأهم والسائد عالمياً اليوم، وهو المتحور دلتا من استنساخ نفسه داخل الجسم البشرى عن طريق إدخال كود خاطئ للفيروس.
الآثار الجانبية للعقار: لم تحدث آثار جانبية مهمة، وساعد على ذلك قصر الفترة التى يحتاجها المريض لتلقى العقار، وفى العموم فقد حدثت الأعراض الجانبية فى 10% فقط من المتطوعين، واضطر 1.3% من المرضى الذين تلقوا المادة الفعالة إلى التوقف عن تلقِّى العقار وذلك مقارنة بنسبة 3.4% ممن تلقوا المادة الوهمية، وطلبوا التوقف عن الاستمرار فى تلقِّى العقار.
وقد طلبت شركة «ميرك» من منظمة الغذاء والدواء الأمريكية حق الاستخدام الطارئ للدواء، ووعدت حال موافقة المنظمة بإنتاج ما يكفى لاستخدام 10 ملايين مريض قبل نهاية عام 2021. وتعهدت بالتوسع فى إنتاجه العام المقبل فى أكثر من موقع على امتداد العالم، وعلى العمل على خفض تكلفته.
ملحوظة مهمة: هذا العقار لا يُغنى إطلاقاً عن تلقِّى اللقاحات، حيث إنه يخفض بنسبة 50% من احتمال دخول المستشفيات، وذلك فى حالة الإصابة بالمرض ولكنه لا يمنع الإصابة بالمرض، بينما اللقاحات تقلل فى الأصل من احتمال الإصابة بالمرض إلى نسبة الخمس مقارنة بمن لم يتلقوا اللقاحات الواقية من الإصابة بـ«كوفيد 19»، ويبقى احتمال دخول المستشفى والوفاة بين من لم يتلقوا اللقاح 11 ضعفاً مقارنة بمن تلقوا اللقاح.
كما أنه لوحظ أن أكثر من 90% من حالات الكوفيد التى ترقد الآن بالمستشفيات هى بين أشخاص لم يتلقوا اللقاح.
الخلاصة: هذا العقار لا يغنى إطلاقاً عن تلقى اللقاحات وهو يمثل إضافة فى المعركة ضد وباء «كوفيد 19» إلى جانب اللقاحات وليس أبداً بديلاً عنها.