توقيت القاهرة المحلي 22:45:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

طريق السلامة العلمي وطريق الندامة الخرافي

  مصر اليوم -

طريق السلامة العلمي وطريق الندامة الخرافي

بقلم :خالد منتصر

المجد للعلم على الأرض، فهو طوق النجاة الوحيد فى محيط مشاكلنا الهادر، وملاذنا الأخير فى غابة لا يعيش فيها إلا الأقوى والأكثر علماً، علينا أن نتحمل صعابه وتشككه وبروده وصرامته وثقل ظله، علينا أن نتحمل لغة معادلاته الجافة وأرقامه الخرساء وخلوه من الاستعارات المكنية والزخارف البلاغية، علينا أن نتحمل خلوّ عباراته من السجع والجناس. للأسف العلم -بمفهومنا وعاداتنا- «غلس» بعض الشىء، و«رخم» أحياناً لأنه لا يدللنا ولا يدلعنا، ويصر على أن الجنة على الأرض من صنعنا نحن، ويكرر ويلح على أن رداء الفردوس من نسجك أنت، وأنهار عسله ولبنه نتاج بذرك وحصادك أنت.

للأسف العلم يقول دائماً «ربما وأظن ويمكن ومش دايماً وأحياناً ونسبياً»، يعنى باختصار «بيخنقك» فى حين أنك تتمنى من يقول لك «كل طلباتك أوامر، وانت تؤشر بس يا بيه، وعندنا من الإبرة للصاروخ، واحنا بتوع كله»... إلى آخر دلع التفكير الأسطورى ومرجيحة التفكير الخرافى التى تهدهدك وتقول لك يا ولدى نام نام وأدبح لك جوزين حمام!

فى المؤتمر العلمى لن تجد التلميذ يحترم كلام أستاذه إلا بقدر الصدق العلمى الذى يمنحه له، أما إذا أخطأ الأستاذ فسيراجعه التلميذ، ويمكن أن ينهره ويخطِّئه، والأستاذ سعيد مبتهج فرحان، لأنه سيراجع أخطاء بحثه ويعدله ليصبح فتحاً جديداً! لا غرابة ولا دهشة فى ذلك، بل هذا هو العلم، لن تجد الرتب الهرمية فى المؤتمرات العلمية! من لا يستطيع تحمُّل هذه الغلاسة العلمية لن ينجح فى الإفلات من سجن الجهل والتخلف، من يريد المكسب السريع ومدح المؤتمرات الصحفية التلميعية سيخسر حتماً، من يريد أن يصل إلى أسيوط عن طريق السنبلاوين سيظل يدور فى دائرة «المتر فى متر» التى يسكنها، والتى حتماً ستتحول إلى قبر يُدفن فيه، لا بد أن تتحمل طول طريق العلم ومسافته المجهدة المتعبة التى لا بد أن ترى فى نهايتها بقعة الضوء، لا يمكن أن تقول أنا اخترعت دواء إلا بعد تجربته على مراحل بداية من الحيوانات وانتهاء بالإنسان، وأثناء التجارب تقارن بمجموعات ضابطة وتحدد مدى السمية والفاعلية والأعراض الجانبية، ثم تنشر بحثك فى مجلة علمية، ثم تعرضه فى مؤتمرات دولية، ثم تنتظر تقييم اللجنة العلمية المحايدة ولجنة الدواء والغذاء... إلخ.

طريق طويل، لكنه هو الطريق الوحيد الذى عليه لافتة طريق السلامة، أما من اختار طريق الندامة أو طريق اللى يروح مايرجعش فلا يلومن إلا نفسه.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

طريق السلامة العلمي وطريق الندامة الخرافي طريق السلامة العلمي وطريق الندامة الخرافي



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 10:46 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الأربعاء 18 ديسمبر / كانون الأول 2024

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مروة صبري توجّه رسالة لشيرين عبد الوهاب بعد ابتزاز ابنتها

GMT 23:53 2013 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إكسسوارات تضفي أناقة وتميُّزًا على مظهرك

GMT 11:54 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

أحذية لا غنى عنها في موسم هذا الصيف

GMT 04:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

السجن 50 عاما لامرأة أجبرت 3 أطفال على العيش مع جثة في أميركا

GMT 13:32 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

أرجو الإطمئنان بأن الآتي أفضل

GMT 13:13 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

اتفاقية بين مصر وموانئ دبي العالمية لتطوير منطقة حرة عامة

GMT 19:17 2021 الأربعاء ,16 حزيران / يونيو

التشكيل الرسمي لمباراة إنبي والبنك الأهلي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon