أتمنى أن تلعب تبرعات رجال الأعمال عندنا فى مصر نفس الدور الذى تلعبه تبرعات رجال الأعمال فى الغرب، فتبرعات رجال الأعمال فى أمريكا وأوروبا تلعب دوراً محورياً فى تمويل البحث العلمى والأبحاث الطبية، وتسهم فى تحقيق تطورات كبيرة فى هذه المجالات، يعود هذا إلى أن البحث العلمى غالباً ما يتطلب ميزانيات ضخمة ودعماً طويل الأمد، وهو ما يُكمل التمويل الحكومى الذى قد يكون محدوداً أو موجهاً لمجالات معينة.
فيما يلى عرض لأهمية هذه التبرعات وأمثلة بارزة ومهمة:
1- دعم الابتكار والتكنولوجيا: تسهم التبرعات فى تمويل الأبحاث المتقدمة فى مجالات مثل الذكاء الاصطناعى، والروبوتات، والبيوتكنولوجى توفر تمويلاً للمشاريع التى قد تكون عالية المخاطر ولا تحظى بدعم حكومى، مما يعزز من تطوير تقنيات جديدة.
2- تسريع الأبحاث الطبية: تبرعات رجال الأعمال تساعد على تمويل الأبحاث الطبية، خاصة فى مجالات الأمراض النادرة أو الأمراض المزمنة مثل السرطان والزهايمر.يُمكن أن تسهم هذه التبرعات فى تطوير علاجات وأدوية جديدة، وتسريع التجارب السريرية.
3- توفير منح دراسية وفرص تعليمية: يسهم الدعم المالى فى تمويل برامج تعليمية ومنح دراسية للطلاب والباحثين فى مراحل مبكرة من حياتهم المهنية، مما يساعد فى إعداد الجيل القادم من العلماء والأطباء.
4- بناء مراكز بحثية حديثة: بفضل التبرعات تستطيع الجامعات والمؤسسات البحثية بناء مراكز أبحاث متخصصة ومزودة بأحدث التقنيات، مما يسهم فى تطوير الأبحاث بشكل أسرع وأكثر فاعلية.
بعض الأمثلة على تبرعات بارزة فى أمريكا وأوروبا:
1- مؤسسة بيل وميليندا جيتس (Bill & Melinda Gates Foundation)
تعد واحدة من أكبر المؤسسات الخيرية فى العالم، وتركز على الأبحاث الطبية ومكافحة الأمراض المعدية مثل الملاريا وفيروس نقص المناعة (HIV).
تبرعت بمليارات الدولارات لدعم الأبحاث الطبية فى الجامعات والمؤسسات الصحية حول العالم، خاصة فى الدول النامية.
2- تبرعات مارك زوكربيرج وبريسيلا تشان (Chan Zuckerberg Initiative)
تبرع زوكربيرج وزوجته بمليارات الدولارات لمؤسسات بحثية وطبية، بما فى ذلك تمويل أبحاث السرطان وأبحاث الجينوم.
هدفهم هو استخدام الذكاء الاصطناعى لتحليل البيانات الطبية وتسريع اكتشاف العلاجات.
3- مؤسسة ويلكوم ترست (Wellcome Trust) - المملكة المتحدة* تعد من أكبر المؤسسات الخيرية فى أوروبا التى تمول الأبحاث الطبية والعلمية.*
تركز على تمويل الأبحاث التى تهدف إلى فهم وتحسين الصحة العامة على مستوى العالم.قدمت تمويلاً ضخماً لدعم أبحاث الأمراض المعدية وعلم الجينوم.
4- تبرعات وارين بافيت لمؤسسة غيتس (Warren Buffett Donations)
تبرع وارين بافيت بمليارات الدولارات لمؤسسة بيل وميليندا غيتس، التى يتم توجيهها لدعم الأبحاث الطبية والمشاريع الصحية العالمية.
جزء كبير من هذه الأموال يُستخدم فى أبحاث تطوير اللقاحات ومكافحة الأمراض المعدية.
5- مؤسسة هاورد هيوز الطبية (Howard Hughes Medical Institute) - الولايات المتحدة- من أكبر المؤسسات الخاصة الممولة للأبحاث الطبية فى الولايات المتحدة.
- تستثمر فى الأبحاث البيولوجية والوراثية وتهدف إلى دعم العلماء المبدعين والابتكاريين.
6- تبرعات إريك شميدت (Eric Schmidt)- الرئيس السابق لشركة جوجل، الذى قدم تبرعات بمئات الملايين لدعم الأبحاث فى مجال الذكاء الاصطناعى والصحة الرقمية.
- دعم تطوير أدوات تعتمد على الذكاء الاصطناعى لتحسين الأبحاث الطبية وتقديم الرعاية الصحية.
7- تبرعات ليونارد لاودر (Leonard Lauder) - جامعة بنسلفانيا- تبرع بملايين الدولارات لدعم الأبحاث فى مجال الزهايمر، خاصة بعد وفاة والدته بالمرض.
- ساعدت تبرعاته فى إنشاء مركز أبحاث متخصص فى جامعة بنسلفانيا يركز على تطوير علاجات جديدة للزهايمر.
8- مؤسسة روكفلر (Rockefeller Foundation) - الولايات المتحدة وأوروبا- مؤسسة تاريخية ساهمت فى تمويل الأبحاث الطبية منذ بدايات القرن العشرين.
- ساعدت فى تمويل أبحاث الصحة العامة وتطوير اللقاحات لمكافحة أمراض مثل الحمى الصفراء.
وهكذا مفهوم الصدقة الجارية عند الغرب، فلن يحدث تقدم أو نهضة أو حداثة إلا من خلال الاهتمام بالتعليم والبحث العلمى