توقيت القاهرة المحلي 16:08:40 آخر تحديث
  مصر اليوم -

منزل تولستوي ومنزل أم كلثوم

  مصر اليوم -

منزل تولستوي ومنزل أم كلثوم

بقلم :خالد منتصر

تولستوى هو وديستوفيسكى أشهر روائيى القرن التاسع عشر فى روسيا والعالم، ولد فى كنف عائلته الأرستقراطية، فوالده كان الكونت نيكولاى تولستوى، أما والدته فكانت الأميرة فولكونسكايا، التى تنحدر من سلالة روريك، أول حاكم فى تاريخ روسيا، تنقل عميد الرواية فى العالم ليو تولستوى فى مدن روسية كثيرة وسكن بيوتاً مختلفة، كنت فى زيارة أحد تلك البيوت أمس التى تقع فى مدينة موسكو، المكتوب عنه فى المتحف، عاش الكاتب فى هذا المنزل ما يقرب من عشرين عاماً، من عام 1882 إلى عام 1901.

تم تجديد المنزل وتأثيثه بناءً على تعليماته الخاصة، لذا فإن زيارة المتحف سترسم صورة كاملة عن حياة ليو تولستوى وعائلته، فضلاً عن أذواقه وعاداته وتقاليده.

بالتأكيد هو متحف للسيرة الذاتية، وفى نفس الوقت مرتبط ارتباطاً وثيقاً بتولستوى ومخصص لأعماله الإبداعية، على عكس العديد من المتاحف الأخرى التى تم إنشاؤها بشكل مصطنع، كل شىء هنا أصلى وأصلى جداً، انتهى المكتوب ولكن الاهتمام لم ينته، الاهتمام رهيب بكل متعلقات صاحب «الحرب والسلام» و«أنا كارنينا»، موظفون كل مهمتهم ألا تلمس شيئاً من الأشياء التى كان يحتفظ بها هذا العبقرى، هناك تذكرة دخول وتذكرة تصوير وسماعات للشرح، وهناك حديقة رائعة تحيط بالمنزل وتضفى عليه لمسات جنة الإبداع، شاهدت ملابسه وأحذيته ودراجته، مكتبه وأوراقه وخطاباته لزوجته وصفحات من مخطوطاته، مخطوطات سيمفونيات لبيتهوڤن وموتسارت، البيانو الذى كان يعزف عليه، أطباق الأكل، سريره ومائدة طعامه، الملاعق والأقلام.. إلخ، كل شىء متروك كما هو، احتراماً للإبداع والفن وجسارة الخيال، تذكرت حينها كيف تعاملنا مع منزل أم كلثوم، فيلا شارع أبوالفدا بالزمالك التى تم هدمها بعد وفاتها!، كيف تعاملنا مع عود بليغ حمدى ومكتبه والبيانو الذى ألّف عليه أجمل ألحانه!، أين مسودات روايات وقصص نجيب محفوظ ويوسف إدريس؟ أين النوَت الموسيقية لألحان عبدالوهاب والسنباطى؟ أين مخطوطات مسرحيات يوسف وهبى وصلاح عبدالصبور؟ أين الأقلام التى كتب بها شوقى وحافظ والعقاد وسلامه موسى؟ أين نظارة العميد طه حسين؟ أين تراث مبدعينا الثرى؟ الاهتمام والحفاظ على متعلقات وذكريات مبدعينا هى رسائل ضمنية للمواطن أن الإبداع ليس رفاهية وأن الفن ليس تفاهة، وأن الفنان يذوب من أجل هؤلاء، يلمس الروح بعصاه السحرية ويصنع الرقى والمتعة بموهبته التى تستحق الاحتفاء والاحتفال، فى تلك البلاد لم يبرعوا فى فن التحنيط ولكنهم ظلوا محافظين على قبى الفن بشكل عام، هم لا يحنطون مبدعيهم ولكنهم ينفخون فيهم روح البقاء والوجود، لا يصبحون مجرد ذكريات، لكنهم يظلون فعّالين ومؤثرين وأحياء.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

منزل تولستوي ومنزل أم كلثوم منزل تولستوي ومنزل أم كلثوم



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon