توقيت القاهرة المحلي 14:21:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

زواج أم صفقة؟!

  مصر اليوم -

زواج أم صفقة

بقلم :خالد منتصر

حكايات الانفصال فى فترة الخطوبة وما قبل الزواج الرسمى صارت تقترب من مسرح العبث، كل يوم أسمع حكاية أكثر سريالية من سابقتها، حكايات وقصص تنتمى للكوميديا السوداء التى فيها ملح الدمع ممزوج بمرارة السخرية، كنت مدعواً على حفل زفاف ابن صديق وفجأة وأنا أسأله عن تفاصيل المكان.. إلخ، وجدته يقول لى بأسى «الجوازة اتفشكلت»! أخذتنى الدهشة ولم أستطع كتمان فضولى وسألت عن السبب، فقال لى «القايمة»، سمعت تفاصيل مخجلة وأرقاماً عجيبة وغريبة، ومفاوضات تقترب من اسكتشات المونولوجات الرديئة فى مسارح بير السلم، جوازه تبوظ عشان نكتب التلاجة والتليفزيون فى القايمة ولا لأ، والقايمة لازم تبقى بمليون جنيه.. إلى آخر هذا الهراء والعبط، أب يأتمن رجلاً على ابنته وخايف على تلاجة وطقم صينى ونيش! لا كلام عن حب أو عشرة أو أحاسيس أو عواطف أو مشاعر، الكلام عن فخار وصاج وبلاستيك، غير القايمة هناك تفاصيل أعجب من العجب تكون هى السبب فى الانفصال.

وما سأحكيه وأذكره من أمثلة ليست طرائف ولا نكاتاً ولا كوميكس، إنها حقائق ووقائع سمعتها وشاهدتها، هناك من فسخ خطوبته بسبب إصرار أهل خطيبته على الباركيه المسمار، وأبوه مصر على الباركيه اللزق! ولم يصل الطرفان إلى حل وسط، وهناك من انفصل لأن مافيش «بيديه» فى الحمام بجانب التواليت! فشقيقة العروس قد دخلت بـ«بيديه» وهى مش أقل منها! وهناك من انفصل قبل الفرح بيوم عشان جزمة وفستان العروسة على مين، وهناك من أقسم بالطلاق على مطرب معين فى الفرح والطرف الآخر قال له حنمشيها «دى جى»، وهناك من ألقى بالشبكة فى وجه خطيبته لأنها طلبت شهر العسل فى المالديف وهو عايزه فى بلطيم! ناهيك عن آلاف الخطوبات التى فشلت بسبب الخلاف على خاتم الشبكة كام قيراط من الألماظ!.

يا جماعة سهلوا الدنيا، يا جماعة الأسر المصرية العزيزة كفاكم تعقيدات وتدخلات وصعوبات وتفاهات، الشباب مشتت ومخنوق أصلاً، وسن الزواج تأخر، والجيل الجديد كره كلمة زواج أصلاً، ونسب الطلاق فى مصر أصبحت فلكية، ومنتهى الحرام ومنتهى القسوة ومنتهى اللامنطق ومنتهى الحماقة والغباء، أن يتحول الزواج إلى صفقة، وأن يصبح الحديث بين عائلة العريس والعروسة وكأنه عقد بيع دابة من الدواب -لا مؤاخذة- أو سيارة! الزواج سكن يفرح الوجدان لا تحولوه إلى سكِّينة تذبح الإنسان! الزواج علاقة ود وحب لا تحولوه إلى سمسرة وبيزنس، يكفى الشباب ما يعيشونه من معافرة فى الحياة حتى يكفى كل منهم قوته بالكاد، ويكفى البنات ما يعانينه من قهر وكبت، الزواج مؤسسة تعاون لا ينفع فيها العناد، شراكة لا يجدى فيها «دبح القطة» وفرد العضلات، سهلوها عليهم يسهلها عليكم ربنا.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

زواج أم صفقة زواج أم صفقة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon