بقلم :خالد منتصر
صرح اللواء جمال عوض، رئيس الهيئة القومية للتأمين الاجتماعى، بأن الرئيس عبدالفتاح السيسى، كلف بتشكيل لجنة برئاسة وزيرة التضامن، الدكتورة نيفين القباج، لبحث رعاية الفنانين الذين أثروا الحياة الفنية فى مصر، وتفاجأوا بعد فترة عطاء طويلة بانقطاع الدخل وتقدم العمر، وأصبحوا فى موقف صعب، وجرى عقد اجتماعات مع نقيب المهن الموسيقية ونقيب الممثلين، ونقيب الفنانين التشكيليين، وتم العمل على تيسير اشتراك الفنانين فى التأمينات، وتذليل الصعوبات أمامهم، وتم عمل تيسيرات كبيرة جداً لدخول الفنانين لمنظومة التأمين، مع عمل لا مركزية فى الاشتراك للفنانين والمواطنين العاديين.
تصريح مهم وموقف رائع من القيادة السياسية تجاه الفن والفنانين، ويكفى أن تعرف أن معاش الفنان التشكيلى ٧٥ جنيهاً شهرياً لكى تعرف حجم المأساة! الأهم من التأمين هو دلالة هذا التأمين والاهتمام، إنه اعتراف بأهمية القوى الناعمة فى المجتمع ودور الفن فى تشكيل الوعى وصياغة العقل وتهذيب الروح، وكم شاهدنا فنانين يتسولون فى نهاية حياتهم ويعيشون على حد الكفاف، والقصص كثيرة ومُبكية ومحزنة ومليئة بالشجن.
الفن نافذة روح وطاقة بهجة ومحفز عقل، وأرجو أن تمتد الرعاية، وأن يشمل التأمين الكتّاب الروائيين وكتاب المسرح والقصة والشعر والنقد.. إلخ، ومعظمنا تابع حالات لكتّاب كبار عانوا تكاليف العلاج والطرق على أبواب المسئولين دون جدوى، كان آخرهم الروائى الجميل الرائع سعيد الكفراوى، ولا تندهشوا إذا قلت لكم إن معاش العضو العامل بالاتحاد حالياً هو ٢٤٠ جنيهاً كحد أدنى و٣١٧ جنيهاً كحد أقصى! ولى تجارب مع شعراء كبار وروائيين عظام ومفكرين بذلوا حياتهم وعصارة فكرهم من أجل مصر، لا يجدون سريراً فى مستشفى لعلاجهم.
أنا على يقين أن قدر الكاتب والفنان معروف، وأن يد العون ومظلة التأمين ستشمل كل القوة الناعمة المصرية التى منحت مصر بصمتها العربية ووزنها العالمى، فأهم رأس مال مصرى هو الفن، وأغلى بئر نفط مصرية هى الثقافة، وأعظم عملة هى الإبداع.