توقيت القاهرة المحلي 20:07:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

قلب الخنزير

  مصر اليوم -

قلب الخنزير

بقلم :خالد منتصر

هل نحن صرنا مجتمعاً من الزومبى؟! فرحة عارمة بين الأصوليين الإسلاميين والإخوان لوفاة أول من خضع لزراعة قلب خنزير!!! حولوها لمعركة عجيبة بين الرب والإنسان، واعتبروا أن موت هذا المريض هو عقاب من الله للبشرية التى تجرأت وفكرت بالعلم لتزرع قلب حيوان نجس محرم!!! وهو نفس الحيوان الذى قدم لهم الإنسولين وأنقذهم من مرض السكر الذى كان قاتلاً! فكر بائس من الإسلاميين يدل على تمكن الهلاوس والضلالات من أناس فقدوا بوصلة العقل تماماً، نحن صرنا لا نعرف أن سر قوة العلم فى نسبيته، وأن أى فشل فى مسيرة أى بحث علمى هو درس مستفاد ودرجة سلم لصعود أرقى وأصح، أول جراحة زرع قلب أجراها برنارد سنة ٦٧، توفى المريض بعد مدة قليلة، لكن العالم الغربى العلمى العاقل احتفى بتلك الخطوة الجبارة لأنه يعرف منهج العلم النسبى وتجاربه التى يستفيد من تعثرها مثلما يستفيد من نجاحها، وكان العالم متأكداً من أن جراحة زراعة القلب ستصل إلى مستويات رائعة ودقيقة، وكلنا يتذكر د. أحمد بهجت الذى عاش بقلب مزروع أكثر من خمسة عشر عاماً، موقف ابن المريض الذى زرع قلب خنزير كان أكثر إنسانية وفهماً من موقف من يسمون أنفسهم متدينين، فقد شكر العلماء والمستشفى على تلك التجربة التى ستفيد البشرية برغم وفاة والده، تذكروا أيها البؤساء عقلياً وإنسانياً أن عملية اللوز قديماً كانت عملية خطيرة ومن الممكن أن تؤدى للوفاة، والشيخ صديق المنشاوى نفسه راح ضحية جراحة استئصال اللوز!! لكنها الآن وبالتقدم العلمى صارت فى سهولة تنظيف الأسنان بالفرشاة!!!

العلم سيظل طوق النجاة لكم مهما شمتم فيه وهللتم وصفقتم لخطأ تجربة أو فشل اكتشاف، العالم الحقيقى لا يخدعكم مثلما يخدعكم سماسرة الدين، العالم الحقيقى يقول ربما وأظن ونسبة النجاح ٨٠٪.. إلخ، لكن السمسار والدجال يخدعكم ويضللكم قائلاً كل أحلامك سأحققها، يبيع لكم مساحات الجنة ويمارس عليكم بيزنس خداع الأوهام المريحة والأكاذيب المطمئنة، العلم يقدم لكم الحقائق حتى ولو كانت مزعجة، متى ننتصر للإنسانية فى مشاعرنا ولا ننشغل بضبط كل مقاييس حياتنا على باترونات الماضى؟ متى تسرى روح العلم فى نخاع حياتنا مسرى العصارة فى الزيتونة؟ متى نستمتع بمغامرات العلم المدهشة لا بقصص القتل المرعبة؟ متى نتوقف عن الشماتة فى العلم ونحن ننعم بكل منجزاته ولولاه لكنا ما زلنا فى مرحلة الجبلاية؟!! متى نعلم أولادنا فضيلة السؤال وشجاعة المناقشة وأن علامات الاستفهام ليست رجساً من عمل الشيطان، وأن عصر الإجابات الجاهزة المعلبة قد انتهى وعليهم أن يصنعوا جنتهم بأنفسهم على الأرض؟

متى نتخلص من الزومبى؟!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قلب الخنزير قلب الخنزير



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 09:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يفتح آفاقا جديدة في علاج سرطان البنكرياس

GMT 08:28 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يدعو مجموعة العشرين لبذل جهود قيادية لإنجاح كوب 29

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 01:54 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أغنياء المدينة ومدارس الفقراء

GMT 09:59 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

GMT 10:29 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

شريف مدكور يُعلن إصابته بفيروس يُصيب المناعة

GMT 12:37 2019 الأحد ,20 كانون الثاني / يناير

طبيب الأهلي يعلن جاهزية الثلاثي المصاب للمباريات
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon