توقيت القاهرة المحلي 16:08:40 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حكايتي مع «الكنيسي»

  مصر اليوم -

حكايتي مع «الكنيسي»

بقلم :خالد منتصر

رحل عنا الإذاعى المخضرم القدير حمدى الكنيسى، تتساقط أوراق شجرة جيل إذاعى عظيم ورائد أثر فى أجيال وترك بصماته على كل ألوان الطيف المصرى، هو ابن مدرسة «صوت العرب» الرصينة، لكنه كان على عكس المذيع أحمد سعيد الذى كان من مدرسة الصوت العالى الحماسى الخطابى الزاعق، كان «الكنيسى» على العكس هادئ الصوت رقيق النبرات يتسلل برقة إلى قلب وعقل المستمع، ارتبطنا به جميعاً وقت أن كان مراسل الإذاعة فى حرب أكتوبر، كانت تقاريره اليومية كشافاً للبيانات العسكرية السريعة التى كنا فى لهفة أن نتعرف على تفاصيلها، كنا نجد تلك التفاصيل عند حمدى الكنيسى.

لى مع الأستاذ الراحل حكاية بسيطة لكنها تعكس معنى الشخصية الملتزمة الجدعة، فقد كان رئيساً للإذاعة وقت أن كنت أعد المسلسل الرمضانى الذى كان مقسماً إلى ثلاثة أجزاء، مسلسل «بنات القمر» عن قصة الكاتب الكبير عادل حمودة وبطولة يسرا وهالة صدقى ويوسف شعبان وماجد المصرى وأبوبكر عزت ومعالى زايد وغيرهم من النجوم، من إخراج المخرج الراحل الجميل يوسف المشرى الذى غادرنا فى عز شبابه، كنت ما زلت فى بداية المشوار أتحسس طريقى فى دروب الإذاعة، حائراً ما بين الطب والكتابة، محتاجاً لإثبات وجود وتحقق هوية، وإذا بلجنة القراءة ترفض المسلسل، وعرفت أن ناقداً كبيراً واسماً مهماً وباحثاً عظيماً فى التراث الشعبى هو الذى قاد جبهة الرفض داخل اللجنة، معترضاً على الجزء الثانى الذى يحتوى على قصيدة هوامش على دفتر النكسة للشاعر نزار قبانى، وكان الطلبة فى أحداث المسلسل يتداولونها سراً، اعتبرها الناقد الكبير إهانة للزعيم جمال عبدالناصر، وكان هذا الناقد ناصرياً متحمساً جداً، وهدد بالاستقالة ورفع الأمر لجهات عليا، وقال «على جثتى مرور هذا المسلسل».

كنت فى هذه المعركة وحيداً، وبحماس الشباب وجدتنى أطلب من مدير مكتب رئيس الإذاعة حمدى الكنيسى الدخول للشكوى وشرح الأمر، وكان أمامنا أسبوع على رمضان، سمح لى الكنيسى بالدخول وهو لا يعرف من هذا المجهول الذى اقتحم عليه مكتبه، قابلته وشرحت له الأمر، وظل منصتاً طيلة حديثى لا يعلق، وقال اترك لى الأمر وسأقرأ المسلسل بنفسى، وبعد يومين هاتفنى المشرى وهو فى منتهى السعادة قائلاً «رئيس الإذاعة وافق على المسلسل بل وكتب أنه مسلسل متميز»، لم أصدق نفسى فقد كان تجميع هؤلاء النجوم فى زحمة رمضان ثم الاعتذار لهم كارثة تشطب عليك إلى الأبد، والحمد لله نجح المسلسل بفضل تدخل رئيس الإذاعة حمدى الكنيسى، وللأسف استقال الناقد الكبير من اللجنة احتجاجاً وظل يهاجم الكنيسى طيلة حياته، لكن الكنيسى انتصر للفن وللحرية برغم أن الكلام عن الهزيمة فى الدراما بالنسبة لمراسل عسكرى حضر النصر شيئاً من الممكن أن يستفزه، لكنه كان إعلامياً بداخله شاعر، رحم الله حمدى الكنيسى وأمد الله فى أعمار من ما زال حياً من هذا الجيل الذهبى.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حكايتي مع «الكنيسي» حكايتي مع «الكنيسي»



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon