توقيت القاهرة المحلي 16:08:40 آخر تحديث
  مصر اليوم -

انتحار فتاة المول

  مصر اليوم -

انتحار فتاة المول

بقلم :خالد منتصر

انتحرت فتاة تبلغ من العمر 25 عاماً بأن ألقت نفسها من الدور السادس فى أحد المولات الشهيرة، الفتاة تدعى «م. م. هـ» والبالغة من العمر 25 عاماً، وتوفيت صباح اليوم بالمستشفى بسبب توقف عضلة القلب والتنفّس، وقال أحد الأقارب إنَّ الفتاة كانت تعانى من الاكتئاب بسبب بعض الخلافات الأسرية.

هكذا تمت صياغة الخبر الكارثى الصادم، لكن ما وراء هذا الخبر لم نجد له صياغة بعد، ولا فهماً بعد، ولا تحليلاً بعد، نظل نكرر أسطوانتنا التى حفظناها منذ عشرات السنين، نحن شعب متدين لا ينتحر، ونتغافل عن حالات انتحار كثيرة تتم حتى من مراهقين بعد نتيجة امتحان، وفتيات بعد فشل عاطفى، أو مثل الحالة المذكورة التى انتحرت نتيجة عدم تفهّم واحتواء واحتضان من الأهل للبنت، والغريب أن الجدل الذى حدث بعد انتحار هذه البنت المسكينة كان حول جواز الصلاة عليها، وهل يُصلى عليها أم لا؟!، هل هذه هى القضية التى تشغلنا الآن؟ بدلاً من البحث فى أسباب الانتحار وكيفية علاجه، نبحث فى هل هى كافرة أم مؤمنة؟! وقد قلنا وكررنا من قبل إن الإدانة الدينية للمنتحر نتيجة الاكتئاب القاتل الأقسى من السرطان، هى قسوة مع إنسان هشّ ومكسور وبائس.

التعليقات على أى منتحر من قبيل «مات كافراً».. «الشيطان وسوس له».. «انتحر رغم أنه كان بيصلى».. إلخ، هى خلل فهم، فهذا الاكتئاب الجسيم لن تعالجه صلاة أو صيام أو حج أو تناول أو تعميد أو حائط مبكى أو تقديم قرابين لبوذا، إنه مرض وخلل كيمياء وموصلات عصبية فى المخ، وقصة علمية كبيرة لها تفاصيل معقّدة، إنه مسئولية طبيب نفسى وليس رجل دين، والمريض حينها يحتاج إلى دكتور لا واعظ، قرص دواء أو جلسات تنظيم إيقاع مخ وليس خطبة جمعة أو درس أحد، تكفير المنتحر أو عدم الصلاة عليه فى الكنيسة لا يمكن أن أصفها إلا بالقسوة فى التعامل مع هذا الغلبان المنتحر الذى لم يملك من أمر نفسه شيئاً.

لو راقبتم قفزتها التى تردّدت فيها لثوانٍ ثم طارت فى الهواء بكل إصرار على الفناء وعزيمة على الموت، إصرار على التخلص من هذا الوحش الرابض على الصدر، الخانق للروح، المدمر للكيان، راقبوها لكى تدركوا كم هو قاسٍ ذاك الكلب الأسود كما أطلق عليه تشرشل الذى كان مريض اكتئاب مزمن.

عدد المنتحرين فى العالم أكثر من ضحايا الحروب والقتل العمد، 3000 حالة انتحار يومياً، الانتحار هو السبب الأول للموت عند المراهقين والبالغين تحت الـ35، هناك شخص ما ينتحر فى مكان ما فى العالم كل 40 ثانية، الرجال ينتحرون بنسبة ثلاثة أضعاف المرأة، على عكس ما تتخيلون، هناك شخص يحاول الانتحار، ولم ينجح فيه كل ثلاث ثوانٍ!!، أرقام مُرعبة توضّح حجم المشكلة وخطورتها، لذلك أطلقت منظمة الصحة والجمعية العالمية لمكافحة الانتحار شعار connect، care، communicate لدعم المقبل على الانتحار، ليكن هذا شعارنا القادم، التواصل مع المقبل على الانتحار وفهمه لا تكفيره.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

انتحار فتاة المول انتحار فتاة المول



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon