توقيت القاهرة المحلي 19:48:03 آخر تحديث
  مصر اليوم -

آسفين إحسان.. لم ننصفك

  مصر اليوم -

آسفين إحسان لم ننصفك

بقلم :خالد منتصر

فى مصر أحياناً يطرح المثقف برحيله أسئلة على المجتمع الثقافى أكثر ضجيجاً، وأكثر استفزازاً وصداماً من الأسئلة التى طُرحت أثناء حياته، أسئلة تعرى الواقع الثقافى وتكشف عن كم اليقينيات والتابوهات التى تعشش فى نخاعه ونواته، أسئلة حين تطرحها فى نقاش أو حوار سرعان ما تجد من يكتب عن الحرية التى بلاسقف ينقلب إلى فاشى متعصب وكأنك تتحدث إلى أمير جماعة فى كهوف تورا بورا، إحسان عبدالقدوس من ضمن تلك الأسماء التى ألقت برحيلها حجراً فى البحيرة الراكدة وأسئلة ما زالت معلقة تنتظر الإجابة، وقد حفزنى على تذكر إحسان وموقفه وموقف النقاد منه ما كتبه الصديق السيناريست الكبير عاطف بشاى عن عدم إنصاف إحسان، وهو مقال بديع أكد فيه موقف النقاد اليساريين من إحسان، وهم الفئة الغالبة فى النقد فى الخمسينات والستينات، السؤال هو عن إحسان عبدالقدوس وهل لا بد أن يمر الروائى من باب النقد اليسارى؟

ظل الروائى الكبير إحسان عبدالقدوس، برغم إنتاجه الكبير والضخم، بعيداً عن الاحتفاء النقدى الذى يليق ببصمته وتميزه وتعدد إسهاماته، خاصة فى الستينات والسبعينات، وظل تصنيفه ككاتب سياسى وصحفى هو السائد والمسيطر، لكن كبار النقاد حينذاك والذين كانوا جميعاً من اليسار، كان تدشين الروائى لا يتم إلا من خلال ختمهم الخاص، وكان عالم إحسان عبدالقدوس بالنسبة لهم هو مجرد مجتمع بورجوازى مخملى ليست فيه رائحة الفلاح أو عرق العامل أو مشكلات البروليتاريا، وللأسف تحكمت تلك النظرة حتى فى من يحب أدب إحسان، فأصبح يخفى هذا الإعجاب حتى لا يفضحه أو يجرسه كبار النقاد ويتهموه بأنه من بقايا البورجوازية المتعفنة، احتفت به السينما وصارت أفلامه الأكثر جماهيرية، ولكن هذا بدلاً من أن يصب فى صالحه صار سبة وتهمة بأنه يغازل مشاعر الشارع الذى يشعله ويجذبه الجنس، وكأن الكتابة عن الحب والجنس جريمة، قمة الإحساس بالمرارة أن يتم تصنيفك وسجنك فى قفص هذا التصنيف، بسبب الانتماء الأيديولوجى الذى جعل البعض ممن لا تطاول قامتهم واحداً على عشرة من إحسان يتربعون على القمة وتكتب عنهم الدراسات المطولة ويحصلون على الجوائز، كل هذا الاحتفاء بسبب الانتماء إلى الشلة والانتساب إلى الرابطة.

آسفين إحسان فإنصافك لم يتم نقدياً على مستوى الرواية والقصة برغم شهرتك وانتشارك، وكأن الشهرة سبة، والانتشار عار، والبساطة خطيئة، عايروك بأنك بتاع سينما ورواياتك للشاشة وليست للناس، وهل السينما تقدم لكائنات فضائية مختلفين عن الناس؟! أعتقد أنه قد آن الأوان لقراءة إحسان بعين مختلفة، عين حيادية، عين منصفة، بعد أن تجاوز الزمن المدارس النقدية ذات النظرة الأيديولوجية الضيقة، النظرة التى تتعامل مع الرواية على أنها نص فنى وليست منشوراً سرياً أو مانفستو حزب!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

آسفين إحسان لم ننصفك آسفين إحسان لم ننصفك



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 10:46 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الأربعاء 18 ديسمبر / كانون الأول 2024

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مروة صبري توجّه رسالة لشيرين عبد الوهاب بعد ابتزاز ابنتها

GMT 23:53 2013 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إكسسوارات تضفي أناقة وتميُّزًا على مظهرك

GMT 11:54 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

أحذية لا غنى عنها في موسم هذا الصيف

GMT 04:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

السجن 50 عاما لامرأة أجبرت 3 أطفال على العيش مع جثة في أميركا

GMT 13:32 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

أرجو الإطمئنان بأن الآتي أفضل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon