توقيت القاهرة المحلي 20:21:01 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المستطيل الأخضر وجهنم الحمراء

  مصر اليوم -

المستطيل الأخضر وجهنم الحمراء

بقلم :خالد منتصر

هل يتحول المستطيل الأخضر إلى جهنم الحمراء؟ ما يحدث فى ملاعبنا وإعلامنا الرياضى يفرض علينا هذا السؤال، وأظن أن الوضع لو استمر على هذا الاحتقان العبثى ستشتعل الأمور، ويحدث ما لا تحمد عقباه، ويتحول الأخضر إلى لهيب نار أحمر مستعر، خُلقت الرياضة للتنافس الشريف، وصُنعت كرة القدم للمتعة أولاً ثم تحولت إلى صناعة وبيزنس، وبالطبع كل العالم يوجد فيه شغب ملاعب، لكنه شىء مؤقت وعارض ولم يدخل فى بنية المجتمع كثقافة، لكن المشكلة فى مصر أن هذا الاحتقان لم يعد داخل المدرجات فقط، ولم يعد وقتياً، ودخل فى تلافيف نسيج المجتمع العقلى والفكرى، التلاسن الذى نراه بشكل هستيرى ما بين جماهير أكبر فريقين فى مصر، والذى دخلت فيه النخبة ومثقفوها وقواها الناعمة، ليس مجرد تشجيع حماسى مبرّر بطبيعة التشجيع الكروى، ولكنه اختلط بإهدار قيم المفروض أن تحتفظ بالثبات، لأنها دعامة المجتمع الوطنية والإنسانية والاجتماعية.

تلاسن الألتراس انتقل من الدرجة الثالثة إلى كريمة الكريمة المؤثرة بجميع أطيافها، فى زلزال وخضم إهدار القيم، انفجرت بلاعة من الخطايا وظهرت على السطح طحالب عفن سلوكية مرعبة، صار التنمّر على لون بشرة لاعب والخوض فى شرفه وشرف عائلته شيئاً طبيعياً، صار لاعب يسب الجماهير بأبشع السباب أو يبصق على مدربه، صار الدعاء بالهلاك والموت نشيداً قومياً لجماهير الكرة إذا غضبوا، صار المثقفون يشطبون على فضيلة التفكير النقدى التى يتميزون بها ويتبنون التفكير المطلق الإقصائى الذى يبحث عن التبرير لا عن الحقيقة، أطنان من الحبر فى المقالات وساعات من الصراخ والجعير فى الفضائيات، واستدعاء أحداث قديمة كسر فيها لاعب لاعباً آخر أو اعتدى على مدرب، ولت وعجن واجترار غريب، شحن ساعات هواء وشحن عصبية وعدوانية متفجرة، والمشكلة الأخطر أن تلك الثقافة الكروية التى تخاصم المنطق والعقل هى الثقافة التى تمهد للفكر السلفى المطلق صاحب فلسفة إما أنا وإما أنت، وللأسف ومن على أرض الواقع ومتابعة صفحات معظم المتعصبين فى شباب ألتراس الفريقين، خاصة أبناء الريف منهم، ميول معظمهم إخوانية سلفية تكفيرية جهادية، وعلى صفحات بعضهم تحريضات صريحة، ومنهم من كان مع «حازمون»، ومنهم من كان مع «خيرت الشاطر»، لذلك فإن العوم مع تيارهم ومغازلتهم من جانب النخبة والمثقفين والمفكرين ورجال الأحزاب والسياسة والإعلاميين وغيرهم هو لعب بالنار، وعدم تحمل مسئولية وطن من الممكن أن يحترق فى أى لحظة بسبب تلك المهاترات.

الصراع من أجل التريند وكعكة الإعلانات من الإعلام صار تشريحاً وضرباً فى قواعد هذا المجتمع الذى يخصم من إنسانيته وتماسكه مع كل ضربة معول تعصب رياضى، هناك طاقة شباب لا بد أن تجد منفذاً، ابحثوا عن منافذ و«منافس» بديلة لهؤلاء، لن ننتظر حتى يصل الأمر إلى حرب شوارع وخناقات سيوف وتصيّد فضائح إنترنت، الوعى مش ناقص تسطيح!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المستطيل الأخضر وجهنم الحمراء المستطيل الأخضر وجهنم الحمراء



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 10:46 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الأربعاء 18 ديسمبر / كانون الأول 2024

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مروة صبري توجّه رسالة لشيرين عبد الوهاب بعد ابتزاز ابنتها

GMT 23:53 2013 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إكسسوارات تضفي أناقة وتميُّزًا على مظهرك

GMT 11:54 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

أحذية لا غنى عنها في موسم هذا الصيف

GMT 04:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

السجن 50 عاما لامرأة أجبرت 3 أطفال على العيش مع جثة في أميركا

GMT 13:32 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

أرجو الإطمئنان بأن الآتي أفضل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon