توقيت القاهرة المحلي 22:45:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المرشد والدليل في النصب بالطب البديل

  مصر اليوم -

المرشد والدليل في النصب بالطب البديل

بقلم :خالد منتصر

أخيراً سقط واحد من سماسرة النصب البديل بعد أن كون ثروة تقدر بمئات الملايين من النصب بأعشاب الفنكوش الذى يشفى كل الأمراض من الإسهال والروماتيزم حتى السرطان والتبول اللاإرادى!! لكنه لن يكون الأخير فالمشتل الجهنمى للتجار يعتمد على جهل الضحايا، لذلك سيظل يثمر لنا نصابين ودجالين ومجرمين جدداً، كانت لى تجارب عديدة مع دجالى الأعشاب وتجار الطب النبوى وصلت إلى المحاكم، وبرغم كل المصاعب التى عانيتها فى هذا الموضوع بداية من السباب بأفحش الألفاظ حتى التكفير واصلت الكتابة فى هذا الموضوع الذى أعرف أن هدمه أصعب من هدم خط بارليف! إلا أننى بعد هذه الفترة من الصراع آمنت بأن ساحات المحاكم لن تحسم هذا الموضوع أبداً، فمعظم من واجهتهم وبرغم وضوح نصبهم فإن الثغرات القانونية وحيل المحامين الذين دافعوا عنهم أخرجتهم كالشعرة من العجين، ويكفى أنه فى قضية من تلك القضايا أخذ النصاب براءة لأن مفيش حد اشتكى لنقابة الأطباء وما دام مفيش شكوى يبقى مفيش جريمة! إنها لا تحتاج تغيير قانون ولكنها تحتاج تغيير ثقافة، ولذلك آمنت أنه لا بد قبل أى إجراء مع الفضائيات النصابة -وهو إجراء ضرورى- أن نخلق المواطن الذى لديه جهاز مناعة قوى ضد نصب هذه الفضائيات الحصرى، لا بد من صناعة كرات دم بيضاء ضد هذه الأفكار السوداء، هذا هو أسهل طريق مختصر لمحاربة هذا النصب، ولذلك سأقدم سريعاً بعض النقاط كدليل للمواطن المصرى لعدم الوقوع فى فخ النصب الحصرى:

لا يوجد شىء اسمه دواء يعالج كل حاجة وكل شىء وكل عرض، لا يمكن أن أصدق أن هناك دواء يعالج زيادة ونقص الغدة الدرقية فى نفس الوقت، وأيضاً لا يوجد دواء يعالج عضواً وإنما هناك دواء يعالج خللاً ما أو اضطراباً ما أو يقتل بكتيريا ما... إلخ، يعنى مفيش دوا نقول عليه يعالج الكبد أو يعالج القلب مثلاً، فيه دوا نقول إنه بيعالج خلل الإنزيم الفلانى أو يقطع سلسلة تكاثر الفيروس فى الجزء العلانى... إلخ، هذه هى فلسفة الدواء فى عصر الطب القائم على الدليل. أنا خدت الدوا ده وخفيت. يعنى إيه خفيت؟ ما معنى الشفاء؟ عندما تقول لك سيدة إنها شربت بول إبل وشفيت من الانزلاق الغضروفى، هل الشفاء هو ذهاب الأعراض التى من الممكن أن تعود أكثر قسوة أو أن يكون غيابها إنذاراً بشىء أخطر مثل غياب الألم فى بعض السرطانات، والذى هو أكثر خطورة من ألم غير سرطانى؟ هل صورة الأشعة أو الرنين أظهرت أن الفقرة عادت إلى مكانها وأن الأعصاب لم يعد مضغوطاً عليها؟!! الشفاء من خلال تأكيد التحاليل والباثولوجى والأشعة.. هذا هو معنى الشفاء فى الطب وليس أن تقول جدتى: ركبتى خفت تبقى خفت!! من الممكن أن تخف بعد تناول أى شىء ومنه الدواء وهذا له أكثر من معنى، من الممكن أن تكون طبيعة المرض أنه يشفى بدون دواء، ومن الممكن أن يكون بسبب الدواء، ومن الممكن أن تكون صدفة أن تزامن الشفاء مع آخر جرعة دواء لأن مدة الحضانة هى نفس مدة تناول الدواء... إلخ.. ما الذى يحسم ذلك؟ التجارب المعملية والمجموعة الضابطة التى يقاس عليها نجاح الدواء ودرجة السمية... إلخ، والأعشاب ينطبق عليها نفس الكلام ونحن لسنا ضد الأعشاب كما يفهم البعض ولكننا ضد عشوائية الأعشاب التى لا بد أن تدخل فى إطار البحث العلمى، فكلنا يستعمل الأسبيرين والديجيتالس والأتروبين وهى أعشاب ولكنها خضعت للتجارب الصيدلية والإكلينيكية حتى عرفنا الجرعة والأعراض الجانبية... إلخ، وطريقة تحضير العشب فى مصنع الدواء صيدلياً تنقيه من سموم الأفلاتوكسين التى من الممكن أن تسبب سرطانات.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المرشد والدليل في النصب بالطب البديل المرشد والدليل في النصب بالطب البديل



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 08:35 2024 الأحد ,22 أيلول / سبتمبر

دفاتر النكسة

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon