توقيت القاهرة المحلي 21:07:13 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هل إجازة الجمعة فريضة دينية؟

  مصر اليوم -

هل إجازة الجمعة فريضة دينية

بقلم :خالد منتصر

الإمارات فى سبيلها لإلغاء إجازة الجمعة وهذا قرار جرىء ومدروس ويدمجك فى عجلة الاقتصاد العالمى، لكنه بالطبع قوبل بجدل ولغط وهجوم، وكأن القرار هو إلغاء صلاة الجمعة وليس عطلة الجمعة!، لكن ماذا لو فكر أى مسئول فى طرح فكرة أن يكون يوم الإجازة الأسبوعية فى المؤسسات الحكومية فى مصر يوم الأحد بدلاً من يوم الجمعة؟، من المؤكد أن اتهامه بالردة والخروج عن المعلوم من الدين بالضرورة سيكون جاهزاً وسيخرج من الأدراج والمخازن وقت تلفظه بهذا القرار!، لماذا؟! لأن تفسيرنا الجاهز لهذا القرار سيكون تفسيراً دينياً شأن تفسيراتنا لكل شىء الآن، فنحن نعيش عصر التمسك بالمظاهر والشكليات الدينية حتى النخاع، والبعد عن جوهر الدين وأخلاقياته ومعنى الضمير الكامن فيه!.

لذلك سنفسر هذا القرار بأنه تراجع ورِدة عن الإسلام، لأننا ببساطة اختزلناه فى هذا اليوم الذى فيه صلاة الجمعة، ولم نسأل أنفسنا سؤالاً بسيطاً: ما الرابط أو العلاقة الحتمية بين صلاة الجمعة وبين فرض ووجوب أن يكون كل اليوم إجازة؟!

مَن زار ماليزيا أعظم وأفضل دولة إسلامية نهضت اقتصادياً بالعلم، اعتماداً على مواردها وجهد مواطنيها وإخلاص حاكمها، مَن زارها يعرف أن إجازتها السبت والأحد مثلها مثل تركيا الدولة المسلمة الناهضة الأخرى، ويعرف أنهم يسمحون للموظفين والعمال بنصف ساعة لصلاة الجمعة ثم العودة مرة ثانية للعمل، وترى هناك المساجد ممتلئة وعامرة دون تشنجات أو مظهرية أو اتخاذ هذا الوقت مبرراً للتزويغ وإهمال العمل!

لم ينتقص هذا من إسلام أهل ماليزيا، ولم يجعلهم ملعونين يستحقون غضب الله على هذه الجريمة النكراء، لكن هل إجازة الأحد بدلاً من الجمعة هى التى أوصلت ماليزيا وتركيا إلى هذه النهضة؟، بالطبع لا، ولا يوجد مَن هو بهذه السذاجة ليعتبر أن هذه هى معادلة النجاح لدولة كانت حتى 1981 خارج التاريخ.

ما أقصده من عرض هذه النقطة هو الفلسفة وراء هذا القرار، فأنت حين تريد النهضة واللحاق بركب الحضارة ومحاولة السير بعد العثرات، بل فى حالتنا أستطيع أن أقول السير بعد الشلل، حين تريد كل هذا، لا بد من أن تطرح على نفسك سؤالاً واضحاً، هل الحل هو التقوقع فى شرنقتى أم الانفتاح على العالم؟

إذا اخترت الانفتاح على حركة العالم وقررت أن تنافس وتحلم وتبدع، فلا يصح أن تنعزل ثلاثة أيام عن هذا العالم، فالدول الإسلامية التى اختارت يوم الأحد إجازة لم يدر فى خلدها ولو للحظة أنها تتخذ قراراً دينياً، بل كانت تتخذ قراراً اقتصادياً، فيوم إجازة الجمعة يعنى أن تبتعد عن حركة البنوك والاقتصاد الجمعة والسبت، وعندما تعود الأحد تجد باقى العالم فى إجازة، إذن أنت قررت وبملء إرادتك أن تنام فى بيتك وتشخر ثلاثة أيام وعجلة العالم تدور، لم تكن ترساً يساعد على دوران العجلة، بل قررت أن تكون عصا تعرقل الدوران، أو على أكثر تقدير، متفرجاً على هذه العجلة وهى تدور بقوة وأنت تسخر من دورانها وتصرخ: سرقونى الكفرة... أنا اللى اخترعت العجلة!

تحقيق معادلة التقدم بالنسبة للدول المتخلفة من أمثالنا هو أن نعترف فى البداية بالمرض كمجتمع!، مثلما اعترف مهاتير محمد فى ماليزيا وفتحها على العالم، خاصة اليابان وكوريا، وقال: اتفضلوا سوقنا مفتوح ومستعد بس عايزين مشورتكم وعلمكم، ثم انفتاح وتحويل الثمانى عشرة ديانة وجنسية وعرقاً إلى طاقة إنتاج وعمل بدلاً من أن تتحول إلى ساحة عراك وشجار وتعطيل وشلل.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل إجازة الجمعة فريضة دينية هل إجازة الجمعة فريضة دينية



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 00:02 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

انسجام لافت بين إطلالات الملكة رانيا والأميرة رجوة
  مصر اليوم - انسجام لافت بين إطلالات الملكة رانيا والأميرة رجوة

GMT 11:17 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

غضب صلاح من بطء مفاوضات ليفربول واهتمام من باريس سان جيرمان
  مصر اليوم - غضب صلاح من بطء مفاوضات ليفربول واهتمام من باريس سان جيرمان

GMT 11:23 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة
  مصر اليوم - نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 06:00 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

العلماء الروس يطورون طائرة مسيّرة لمراقبة حرائق الغابات

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 20:12 2024 الخميس ,15 آب / أغسطس

عمر كمال يوجه رسالة مؤثرة لأحمد رفعت

GMT 10:00 2016 الأربعاء ,09 آذار/ مارس

إصبع ذكي يعيد حاسة اللمس للاصابع المبتورة

GMT 23:53 2016 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

مصمم مغربي يطرح تشكيلة راقية من القفطان الربيعي لموسم 2016

GMT 05:09 2015 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

توثيق ازدهار ونهاية مؤسس "داعش" أبو مصعب الزرقاوي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon