توقيت القاهرة المحلي 05:04:16 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هوجة تأثيم الفن

  مصر اليوم -

هوجة تأثيم الفن

بقلم :خالد منتصر

عندما أحست الفاشية الدينية بخطر الفن والدراما بدأوا فى تنفيذ الخطة البديلة وهى خطة تأثيم الفن والترويج لتصريحات فنانين منهم الممثل والممثلة والمطرب والمطربة.. إلخ، يخرج علينا مطرب مصرحاً بأنه يتمنى ألا يموت مغنياً! وتخرج علينا مطربة قائلة أنا باحس إنى باغضب ربنا لما بغنّى، ويقول فنان شعبى أنا هعتزل وأتفرغ للعبادة بعد ما أجوز ابنى.. إلى آخر تلك النوعية من التصريحات التى بالطبع لا يعقبها تصريح مكمل بالتبرع بكل هذه الأموال الحرام الملوثة إلى الفقراء والمحتاجين ومصارف الزكاة!!

نجحت هذه الخطة فى بداية ما سُمى بالصحوة الإسلامية فى الثمانينات والتسعينات حين حدثت ضغوط معنوية وإغراءات مادية لتحجيب الفنانات، مع تلميع إعلامى لظاهرة الفنانات المعتزلات، حتى ظهر من بينهن داعيات يعقدن دروساً دينية للنساء الباحثات عن الهداية! تزامن هذا مع إطلاق بعض الفنانين للحاهم وإعلانهم اعتزال الفن الحرام ودخول بعضهم تحت جناح شركات توظيف الأموال التى نصبت على المصريين فى كارثة أودت بحياة البعض ممن وضعوا مدخرات عمرهم فى تلك الشركات بفضل دعاية هؤلاء الفنانين وبعض المشايخ وقتها، لكن هل ستنجح حملة تأثيم الفن هذه المرة بنفس قدر نجاحها منذ أكثر من ثلاثين سنة؟ الإجابة وبكل اطمئنان لا، لعدة أسباب منها: أن معظم هؤلاء الفنانات اللاتى تحجبن والفنانين الذين اعتزلوا رجعوا فى كلامهم، المعتزلات خلعن الحجاب وعدن للتمثيل أو الغناء، وكذلك الممثلون الرجال عادوا للتمثيل بل باتوا يطلبون أجوراً مرتفعة لأنهم أصحاب قصة جهاد دينى سابق!! والمطربون، ومنهم من اشترك فى تنظيمات مسلحة مثل فضل شاكر، عادوا للغناء وكأنها كانت غفوة أهل الكهف وتم التعافى منها!

ثانياً: سقف الحرية والنقد والكشف التى منحتها السوشيال ميديا للناس أسهمت فى فضح الازدواجية والنفاق ونغمة المتاجرة الظاهرة فى سلوكيات هؤلاء المعتزلين الباحثين عن الشو، والمدهش أن معظمهم غير معروف إلا لجمهور محدود! ثالثاً: إعلان الاعتزال صار كثير من الشباب يتناوله بشكل كوميدى، وصارت تصريحات حراس الفضيلة المزيفة مثاراً للسخرية، فأن يخرج علينا مَن يقول انفصلت عن خطيبتى لأن ممثلاً قاس لها النبض فى المسلسل كما يحتم عليه الدور! لن تجد تعليقاً إلا أن تضحك حتى لا تخبط رأسك فى الحيط من الغيظ!

الفن ليس ذنباً حتى تطلب الغفران أو العفو بسببه، الفن ليس عاراً لكى تعلن أنك تغسله بالاعتزال، الفن ليس نجاسة لكى تتطهر منه، الفن ليس خطيئة لكى تتوب عنه، الفن إبداع لا بد أن تفتخر به وترفع رأسك عالياً أن اصطفاك ربك بموهبة سحره وألقه وجماله ودهشته، المتطرفون الفاشيون تجار الدين لا موهبة لديهم ولا إبداع، ولا يمكن أن تمس أرواحهم المتصحرة ونفوسهم الجافة وعقلياتهم المتكلسة عصا الفن السحرية، لذلك سيظلون كارهين للفن وأعداء للإبداع.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هوجة تأثيم الفن هوجة تأثيم الفن



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon