توقيت القاهرة المحلي 23:40:01 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«لسه الحياة ممكنة»

  مصر اليوم -

«لسه الحياة ممكنة»

بقلم :خالد منتصر

شفرة إسعاد يونس هى البساطة، الباسوورد هو التلقائية والعفوية، البساطة عندها ليست السطحية، والتلقائية والعفوية عندها لا تعنى الخفة، خلف تلك البساطة يكمن عمق وتسكن حكمة ويتنفس منطق وينبض عقل، وفى أعماق الضحكة تتذوق ملح الدمع ومرارة الألم، إسعاد يونس كتابتها مثل أدائها التليفزيونى والتمثيلى، خيط واحد يربطهما جميعاً، إنه الصدق، هى صديقتك على الورق وعلى الشاشة أيضاً، وبحثاً عن هذا الصدق قرأت كتابها الممتع «لسه الحياة ممكنة»، الذى أصدرته دار نهضة مصر، التهمته فى جلسة واحدة، استمتعت بالأسلوب الساخر واللغة العامية التى تحمل ثراء الوجدان المصرى، ابن فجر الضمير ووريث أقدم حضارة، الكتاب «جدارية» لحياة فنانة عاشت ألف عمر وألف حياة، «بورتريه» لتجارب من الصعب أن تتوافر لغيرها، عافرت وتعثرت وقامت، وخدشت جدار الصمت والتجاهل بأظافرها، وضحكت عندما فتح الستار وبكت بعد إغلاقه، الأب طيار وسيم اختطفه الموت وسرقه من بناته فى بداية الأربعينات، تشارك «إسعاد»، كبرى الثلاث بنات، أمها تربية البنتين «إيمان وأحلام»، تحملت ما لم تتحمله الجبال، بركان موهبتها الفياضة تعرفه جيداً وتثق فيه، الحياة لم تكن وردية، والطريق كان مليئاً بالأشواك، البيت كان يتنفس فناً فى كل ركن؛ شقيقة ترقص الباليه، وشقيقة أخرى تغنى أوبرا، والكبرى تحتضن وترعى، هزتنى مناطق الشجن العميق أكثر من مرة؛ فى حديثها عن شقيقتها «إيمان» التى احتملت ثلاثة وعشرين عاماً طفلاً ولد بنقص أوكسجين حاد نتيجة خطأ فى ولادة قاسية، احتملت وقاومت بكل صبر وحب ورضا، عندما كتبت عن مأساة سعاد حسنى التى رفضت أن تكون إلا «زوزو» وكُسرت عندما نظرت فى المرآة فوجدت «زوزو» قد تبخرت، فى كتابتها العذبة عن أمها، تلك الخلطة السحرية من الصرامة والحنان، عن عمار الشريعى وصلاح جاهين وعبدالله فرغلى.. إلخ، أنت فى هذا الكتاب تضبط «إسعاد» الطفلة الشقية فى كثير من الصفحات، وأيضاً تحس بـ«إسعاد» التى تحمل على كاهلها تجارب وخبرات وضربات وعثرات ومعافرات ومقاومات مثل أساطير الإغريق التى يخرج من نارها الأبطال مصهورين بالنجاح، تم تعميدهم بالتفوق والإصرار، لم تتقوقع، بل شاركت الشباب نوافذهم التواصلية، واقتحمت «فيس بوك» وكتبت عن روحه وفلسفته بقلم محلل لا مستهلك فقط، مؤمنة فى كل صفحات الكتاب بقدرة الشباب على التجاوز والنجاح وانتشال مصر من أى أزمة، تؤمن تمام الإيمان بالتواصل معهم وبأن بداخلهم طاقة تغيير تصنع مصر المستقبل، وهذه النظرة للشباب نادرة بين مثقفينا للأسف، عين إسعاد يونس هى كاميرا بقوة ألف جهاز رنين مغناطيسى، تلتقط وتصور وترسم العصارة السارية فى الأحشاء وترصد ما تحت الجلد وما هو داخل الشرايين، لا يوجد عندها ما هو بديهى، أو يعدى وخلاص، أو هو كده، فما هو عادى بالنسبة لك تحوله عين «إسعاد» إلى فيلم سينمائى هوليوودى، هو خليط من الجدية والعبث، فهى تفضح سن اليأس الرجالى وتنزع من الذكور كل أسلحتهم الفتاكة التى يجلدون بها المرأة التى تجاوزت الأربعين، وتصرخ من فلسفة الروبابيكيا المصرية، وتبكى على حفلة قتل جماعى لفنان جميل اسمه محمد شبل بسكين اللا مبالاة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«لسه الحياة ممكنة» «لسه الحياة ممكنة»



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 19:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
  مصر اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 20:50 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض
  مصر اليوم - منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 07:44 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

البنك المركزي المصري يعلن تراجع معدل التضخم السنوي

GMT 22:26 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات Xbox One X تتجاوز 80 ألف فى أول أسبوع

GMT 14:26 2016 الجمعة ,16 كانون الأول / ديسمبر

أبطال " السبع بنات " ينتهون من تصوير أدوارهم في المسلسل

GMT 18:22 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن "هوندا سبورت فيجن GT" الجديدة بتصميم مثير

GMT 05:34 2016 الثلاثاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

إيفانكا ترامب تحتفل بعيد الميلاد في هاواي

GMT 09:27 2024 الخميس ,09 أيار / مايو

أهم صيحات فساتين السهرة المثالية

GMT 10:34 2023 الثلاثاء ,24 كانون الثاني / يناير

الأردن يسلم اليونسكو ملف إدراج أم الجمال إلى قائمة التراث

GMT 04:47 2021 السبت ,02 تشرين الأول / أكتوبر

الفنان محمد فؤاد يطرح فيديو كليب «سلام»
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon