توقيت القاهرة المحلي 18:05:47 آخر تحديث
  مصر اليوم -

نظرية الذباب والحلوى المكشوفة

  مصر اليوم -

نظرية الذباب والحلوى المكشوفة

بقلم :خالد منتصر

لم يلوث تفكير شبابنا ومراهقينا مثل تلك النظرية، نظرية أن البنت التى تكشف شعرها مثلها مثل الحلوى المكشوفة التى من حق الذباب أن يتجمع عليها ويترك عليها نفاياته وقاذوراته، نظرية مشوهة دمرت أجيالاً آمنت بتلك النظرية وذبحت لها القرابين وجعلتها صنماً مقدساً، تظهر تلك النظرية ويزداد لمعانها وبريقها مع كل عيد أو مناسبة دينية! تخيلوا فى المناسبات التى لا بد أن يتطهر فيها الإنسان ويقترب من الخالق عز وجل، ويمضى لحظات تبتل وورع وتقوى، تجد كماً مرعباً من الشباب والمراهقين ينزل إلى الشوارع والحدائق كالضباع الجائعة، يبحثون عن قطعة لحم، شعر مكشوف أو نص كم أو فستان.. إلخ، بشبق شرير يبحثون عن هدف أنثوى مستباح فى عرفهم تطبيقاً لنظرية الذباب والحلوى أو السيارة والغطاء.. إلى آخر هذه التشبيهات المريضة التى أفرزتها عقول مكبوتة مدعومة بتراث طويل من تحقير نون النسوة، وللأسف يطل علينا هذا التراث المعادى للمرأة من المنابر والشاشات، البنت فى نظرهم قطعة لحم لأن داعية الجيم وشمشون الشريعة ورامبو الفقه قد حذّر بأنها تستفز ذكورته، وهرموناته لا تحتمل التبرج، ولكى لا يقع ذكورنا فى هوة احتقان البروستاتا عليهم تطبيق ما قاله بأن الطفلة المربربة تتزوج ما دامت تحتمل الوطء، وتبرير السبى بأن السبايا لهن احتياجات!! تذكروا جيداً وأنتم مندهشون من التحرش من قال بأن خروج المرأة سافرة بشعر مكشوف هو إلحاح منها فى عرض نفسها على الرجال!! قبل أن تندهشوا من التحرش حاسبوا المحامى الشهير الذى كل شهرته أنه يسب ويشتم، والذى خرج على الهواء وقال إن التحرش بلابسة الجينز واجب قومى ووطنى! والداعية الكيوت محاضر التنمية البشرية الذى دخل فى مظاهرة الضباع تلك وقال: «الراجل اللى ما يتحرش بالبنت اللى تلبس قصير ما يبقاش راجل»، دخل المراهقون والشباب بكل هذه الذخيرة التراثية الفكرية المشحونة بقلة تربية وجهل تعليمى وجلافة حس وغلظة وجدان، دخلوا فى مشهد مرعب يثير الغثيان على سائحات فى مضايقات تحرش يندى لها الجبين خجلاً، لم يتعلم هذا الشاب بعد أن السائح يصرف عمله صعبة ويفتح أبواب رزق وأكل عيش لعشرين شغلانة تنقذ أمثالهم من البطالة، بداية من ريسبشن الفندق حتى بازارات خان الخليلى، مروراً بسائق التاكسى والطباخ والسفرجى والمرشد السياحى ومحلات الملابس والإكسسوار فى شرم الشيخ والغردقة ومطاعم مصر من القاهرة إلى أسوان.. إلخ. لا بد أن نتعلم كشعب أن هؤلاء السياح أهم من طوابير العواطلية الذين يرهبوننا فى الشوارع بعصا النهى عن المنكر والحشرية اللزجة فى تفاصيل حياتنا، السياحة هى البشر قبل الحجر، سلوك استقبال وحفاوة، وليس سلوك تطفل لزج من ذباب متطفل يحمل فى زوائده القبيحة كل ميكروبات الهوس الجنسى، جرس إنذار فالبلاد التى ليس فيها أثر أو هرم أو معبد أو متحف، تزدحم بأضعاف أضعاف من يأتى إلينا من السياح، أبهرنا العالم بحفل المومياوات الملكية، فلانريد ضياع هذا المجهود الرهيب بحفلات التحرش المبكية.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نظرية الذباب والحلوى المكشوفة نظرية الذباب والحلوى المكشوفة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:00 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الإجازات الرسمية في مصر لعام 2025 جدول شامل للطلاب والموظفين
  مصر اليوم - الإجازات الرسمية في مصر لعام 2025 جدول شامل للطلاب والموظفين

GMT 09:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020

GMT 00:28 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف كواليس تدريباته على معارك «ممالك النار»

GMT 14:08 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 00:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتدي جاكيت الفرو على طريقة النجمات

GMT 20:08 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة تصدر 9 قرارات تهم المصريين "إجازات وتعويضات"

GMT 08:01 2019 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

عرض فيلم "الفلوس" لتامر حسني أول تشرين الثاني

GMT 08:44 2019 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

إنجي علي تفاجئ فنانا شهيرا بـ قُبلة أمام زوجته
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon