توقيت القاهرة المحلي 16:35:03 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حب «جبران» الحقيقي

  مصر اليوم -

حب «جبران» الحقيقي

بقلم :خالد منتصر

فى عيد الحب نبحث عن أجمل رسائل الغرام، فنجد على رأس القائمة الرسائل المتبادلة ما بين «جبران ومى»، القائمة طويلة، لكن تلك الرسائل لها سحر خاص، لكن الحقيقة هى أن من امتلكت قلب «جبران» بشدة كانت مارى هاسكل، والقصة طويلة والأسباب كثيرة لا يستوعبها عمود صحفى، يلخصها مثلنا الشعبى «البعيد عن العين بعيد عن القلب»، اخترت لكم من مذكرات «هاسكل» لحظة إعلانها استحالة الزواج، وهى لحظة درامية متفردة، تقول «هاسكل»: «قضى خليل جبران الليلة هنا، أخبرنى أنه يحبنى، ولو استطاع لتزوجنى، لكنى أخبرته أن سنّى تجعل الأمر غير مطروح للنقاش أصلاً».

قال: «حينما أحاول مجاراتك فى الحديث، أجدك تفلّين هاربة إلى مناطق بعيدة لا أستطيع إتيانها، ولكنى أحملك معى»، أجبته بأننى أريد أن أحفظ صداقتنا آمنةً من فساد قد يعتريها إثر علاقة حب ضعيفة غير حقيقية، فى اليوم التالى، فى ظهيرةٍ كان قد قضى «خليل» بعضها هنا، أخبرته بأننى موافقة.

لكن بعد تلك الليلة، وفجأة اتخذا قراراً بعدم الزواج، وكان الداعى الرئيسى من وراء ذلك القرار ذلك الذى تُعبر عنه «هاسكل» بشاعرية فى أبريل من العام 1911، وفى منتهى الرومانسية والنبل كتبت:

لاح لى أن اللحظة الحالية هى التى يوشك أن يُطل فيها «خليل» على العالم الذى سيبادله الحب والإعجاب، والذى على «خليل» حينها أن يسقيه ويغدق عليه من فيض إبداعه، وأنا أرى أن هذه اللحظة من المستقبل قريبة جداً الآن، ولذا قررت أن أتبع ما بدا لى كقدرٍ محتم قضاه الله علينا، ولقد وضعت عن نفسى كل أمنية فى أن أكون زوجته، وعلى الرغم من أننى قد قضيت كل ساعة كنت واعية فيها فى دموع تسكبها روحى، إلا أننى أعلم أننى على صواب، وأن دموعى هنا هى دموع فرح، لا آلام، أستشرف بها المستقبل.

فى اليوم التالى أبلغت «هاسكل»، «جبران» بقرارها الحازم تدعّمه أفكارها، والمتردد تتضارب فيه عواطفها، وقالت له: «يتوق قلبى إلى التفريط ويميل، ولكنى أعلم أن الثبات هو قرارى الأخير»، وصفت «هاسكل» شعوره فى مذكراتها قائلة: «لقد بكى وانتحب، وناولته منديلاً، لكنه لم يتفوه بكلمة فى بداية حديثى، وقد توقفت عن الحديث مراراً بينما أحاول إخباره بقرارى، قال لى مُنكسراً: «مارى، تعلمين أننى سأصبح فى حالة لن يمكننى عندها الحديث والردّ»، ولم يزد بحرف، كان تعليقه الوحيد عن حبه لى، عندما فرغ الحديث مددت ذراعى إليه، وقد مد هو ذراعيه فاحتوانى، ولصار القلب حطاماً لو عَدِم العزاء والمواساة، عندما تأخر الوقت، ألصقت راحة يده اليمنى إلى شفتى، حينها استجابت الدموع للنداء أخيراً، فاقترب منى، قبّلت يده كما تمنيت طويلاً، وقد ترددت مراراً فى فعل ذلك، فقد علمت أن لمسة طفيفة كتلك كانت قادرة على تحريك مشاعره، أجابته القبلة نيابة عن قلبى.. بكيت قليلاً مرة أخرى عند الباب، وقد ظلّ يحاول محو آثار دموعى ولم يزد عن قول: «مارى - مارى - مارى»، وبينما يرحل قال محاولاً أن تتضح جملته قدر ما يستطيع: «لقد أنبتِّ لى قلباً جديداً الليلة».

هطلت دموعى فور أن ذهبت للنوم، بدا الأمر فجأة كما لو أن طاقة عظيمة من السلام والنور قد انبلجت -وقد بدونا أنا وهو من داخلها- ولذلك بكيت، «شكراً لك، يا الله، شكراً لك!» مراراً وتكراراً، كانت سعادة تغمرنى، أدركت أننى قد فرطت فيه، لكن تفريطى لم يفرقنا، وإنما قرّبنا أكثر فأكثر.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حب «جبران» الحقيقي حب «جبران» الحقيقي



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 09:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يفتح آفاقا جديدة في علاج سرطان البنكرياس

GMT 08:28 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يدعو مجموعة العشرين لبذل جهود قيادية لإنجاح كوب 29

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 01:54 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أغنياء المدينة ومدارس الفقراء

GMT 09:59 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

GMT 10:29 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

شريف مدكور يُعلن إصابته بفيروس يُصيب المناعة

GMT 12:37 2019 الأحد ,20 كانون الثاني / يناير

طبيب الأهلي يعلن جاهزية الثلاثي المصاب للمباريات
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon