بقلم :خالد منتصر
«ورزازات» هى مدينة سياحية مغربية تبعد عن مدينة مراكش بحوالى 200 كلم، وعن مدينة الرشيدية بحوالى 295 كلم. يحدها شمالاً الجماعة القروية لغسات، وشرقاً الجماعة القروية لادلسان، وجنوباً الجماعة القروية لتارميكت، وغرباً الجماعة القروية لأيت زينب. وتشتهر ورزازات بمناظرها الطبيعية الخلابة المحيطة بها، وبتصوير أفلام سينمائية عالمية فى نواحيها وفى الاستوديوهات الموجودة بها، وتقع بمدينة ورزازات محطة نور، وهى أكبر محطة للطاقة الشمسية فى المغرب، هذا هو المكتوب عنها فى الويكيبيديا، لكن ما ظهر منها على الشاشات العالمية هو الذى جعلها من أشهر المدن العربية، فقد صارت قبلة هوليوود فى التصوير، بعد أن وجد المخرجون العالميون صعوبة فى التصوير فى مصر التى هى من المفروض هوليوود الشرق، فضلاً عن تخليد السينما العالمية لتلك المدينة فقد نهضت بها اقتصادياً عبر اشتراك الكثير من أهل تلك المدينة كمجاميع والقضاء على البطالة.
قبل أكثر من قرن ذهب إلى ورزازات المخرج الفرنسى الشهير لويس لوميير، حيث صور هناك أحد أجمل كلاسيكيات السينما الفرنسية وهو فيلم «راعى الماعز المغربى» وكان ذلك سنة 1897، وبعد سنوات قليلة فى سنة 1922 صور المخرج لوتنز مورا فى صحارى ورزازات وقصورها فيلمه «دماء»، كما عرفت ورزازات تصوير أعمال سينمائية أخرى منها «إن شاء الله» وهو من إخراج فرانز توسان، كما صُوِّر فيها خلال سنة 1927 شريط المخرج الألمانى جيمس بوبر الذى يحمل اسم «عندما تعود أسراب السنونو إلى أعشاشها». وذهب إليها المخرج العالمى الراحل جوزيف فون ستينبريج لتصوير رائعته الخالدة «المغرب» (1930) بطولة جارى كوبر، عرفها ألفريد هيتشكوك، وشين كونرى وعمر الشريف وسيرجيو ليونى وأنطونى كوين وبيرتيلوتشى وجون هوستون وإزابيل أدجاى ومارتن سكورسيزى وأنا كارينا ودافيد لين وريدلى سكوت وأنجيلينا جولى وبراد بيت ومونيكا بيلوتشى وليوناردو دى كابريو وغيرهم، يكفى أن تسرد أسماء الأفلام التى صُورت هناك مثل: «مملكة الجنة» للمخرج العالمى ريدلى سكوت، و«جلادياتور» و«الأربعون لصاً» و«أوسريكس وأبوليكس» و«مهمة كليوباترا» و«جوهرة النيل» الذى اشترك فيه مايكل دوجلاس، و«لورنس العرب» و«الإسكندر العظيم» و«مملكة الجنة» وفيلم «شاى فى الصحراء»، فى مدينة ورزازات توجد استوديوهات ضخمة، من بينها استوديو «كان زمان» ويمتد على مساحة شاسعة، وقد جُهز بأحدث التقنيات، ويضم معهداً لتكوين التقنيين والفنيين فى مجال السينما، واستوديوهات أخرى.
قارنوا ما يحدث فى تلك المدينة المغربية والصعوبات التى يجدها المخرج والمنتج المصرى فى استخراج التصاريح للتصوير ثم دفع الرسوم الباهظة التى بلغت ١٠٠ ألف جنيه فى شوارع القاهرة لليوم الواحد، تخيلوا المخرج الأجنبى الذى يريد التصوير عند الهرم أو المتحف... إلخ كم سيتكلف؟ تذكروا فيلم «صراع فى الوادى» ليوسف شاهين وكيف جذب السياح لجمال معبد الكرنك، أو فيلم «غرام فى الكرنك» لفرقة رضا وغيرهما من الأفلام التى كان اللوكيشن فيها بطلاً إلى جانب نجوم التمثيل.