بقلم :خالد منتصر
تميزت دراما هذا العام بتميز نجوم كثيرة، خاصة فى مجال التمثيل الذى أعتبره أهم الكنوز التى تمتلكها مصر فى المجال الفنى، والذين أعتبرهم الركن الأساسى فى «القوى الناعمة»، أهم من جذب نظرى هذا العام هو النجم أحمد مكى الذى عاد بعد غياب وكان الجميع يخشى أن بصمة «الكبير أوى» التى انطبعت فى أذهان الجمهور والتى تركت أثراً كبيراً، لن يستطيع «مكى» تجاوزها، فهو فى عرفهم قد فعل كل شىء وأدى نوعيات مختلفة من الشخصيات، فما الجديد الذى سيفعله؟ لكن «مكى» بحسه وثقافته وذكائه استطاع أن يتجاوز بالفعل، قدم لنا أهم مسلسل كوميدى هذا العام، جذب متابعين من كل الأعمار والطبقات، انتقد فيه من خلال الشكل البسيط والإيقاع السريع والانتقادات للأحداث المعاصرة حتى الإعلانات ونصب الكركمين وأغانى المهرجانات ومهرجانات السينما والبحث الهستيرى المرضى عن التريند.. إلخ، أحمد مكى مثقف يفهم ما هو فن الكوميديا؟ ويعرف أنه فن يخاطب العقل ويتطلب ثقافة وذكاء فى التقاط التناقضات، «مكى» يعرف جيداً الثقافة الغربية ولكنه ابن بلد يعرف الحارة والقرية والزقاق، ليست لديه نرجسية وأنانية النجم الأوحد الذى يشطب على كل من حوله، لكنه استطاع خلق شخصيات لا يمكن أن تنساها ويمنحها المساحة لكى تظهر وتتألق، والغريب أن تألقها معه يكاد يكون متفرداً ولا يتكرر مع آخرين: «الغفير فزاع وهجرس وأشرف»، حتى الأدوار البسيطة التى يعتبرها البعض «كومبارس»، جعلهم «مكى» نجوماً، وأضاف فى هذا الجزء شخصيات جديدة مثل «مربوحة وابن حزلقوم والكبيرة فحت».. إلخ، ومنحهم مساحات تألق، أيضاً منحتهم ختم اللمعان الدرامى لسنوات وسنوات، التقط «مكى» مفردات ومناطق يعرف جيداً أنها ستجذب الاهتمام، مثل حلقات المسلسل الكورى لعبة الحبار أو مهرجان المزاريطة السينمائى أو صراع أرباح اليوتيوب.. إلخ، «مكى» لم يترجم فن الكوميديا على أنه فن الردح والتنمر وطول اللسان ولكنه ترجمه على أنه فن كشف المتناقضات والتأمل فيما وراء الظاهر وزرع الدهشة وتنوير المجتمع، أحمد مكى نجم هذا العام فى الكوميديا، استطاع تجميعنا أمام الشاشة، ابتسامة راقية وكوميديا شيك وإحساس فنى عالٍ، شكراً «مكى» على متعة الفرح فى زمن بخيل بالبهجة.