بقلم :خالد منتصر
هل نحن فى مصر فجر الضمير ومهد الفن نحتاج إلى اقتباس فن تشكيلى من الغرب أو الشرق ووضع اسمنا عليه وفى أماكن مهمة نفخر بها؟ هل نضبت قريحة الفنان المصرى وجفت موهبته لكى نستورد جداريات من الخيال الروسى أو الأفريقى أو الصينى.. إلخ؟ الحقيقة لا، مصر فيها كنز اسمه الفن التشكيلى، وبها فنانون تشكيليون يعرضون فى معارض بالخارج ويحتفى بهم لكنهم مهملون فى الداخل، مصر أم النحت تشكو من تماثيل الميادين الجديدة فى المحافظات وشبابها بيعمل كوميكس عليها! الاستسهال جعل فنانة تقتبس رسماً غربياً وتدعى أنه من بنات أفكارها! نحن فقط نحتاج نتعب نفسنا حبتين وندور ونبحث ونسمع من الفنانين التشكيليين نفسهم، سؤال بسيط وساذج، هو الفنان صلاح عنانى هاجر؟ وهل عادل السيوى اعتزل؟ وهل محمد عبلة قرر الرحيل عن الفيوم، حيث يتهافت عليه الجمهور لرؤية واقتناء أعماله؟! أين هؤلاء من الجداريات؟ إذا أردنا وضع عمل فنى تشكيلى نفتخر به فهذه قائمة ببعض وأكرر بعض الفنانين العظام العمالقة والعباقرة، خذوا من الأحياء فوراً ومباشرة واحصلوا على توقيعات الورثة بالنسبة لمن رحلوا، من كانوا ينقشون على المعابد بألوان ونقوش تحدت الزمن منذ عهد المصريين القدماء على جدران المعابد والمقابر من المؤكد أن أحفادهم قادرون وفنانون، من أخذتهم إسطنبول فى زمن الخلافة العثمانية لكى ينهضوا بفنها وكانوا حرفيين بسطاء وفنانى أرابيسك وخيامية ومشربيات وقباب ومقرنصات وحفر على النحاس ونقش على الخشب والحجر والقماش، هؤلاء أحفادهم ما زالوا يبدعون، وإذا كان معظمنا لا يعرف سأقدم لكم «كوكتيل» من بعض الأسماء التى تعرفت على أعمالها الفنية، ومن المؤكد أن هناك أضعاف أضعافهم فى الكواليس:
أدهم وسيف وانلى، محمود سعيد، جمال قطب، حامد سعيد، حامد ندا، كنعان، البهجورى، حلمى التونى، بيكار، راغب عياد، عبدالهادى الوشاحى، صبحى جرجس، عدلى رزق الله، عصمت داوستاشى، فاروق حسنى، محمود مختار، يوسف كامل، ناصر عراق، حسين نوح، عز الدين نجيب، مصطفى رحمة..إلخ
كتبت من جاء على بالى بسرعة وبدون ترتيب أفضلية أو سن، الحى والميت، من ما زال ينتج ومن توقف عن الإنتاج، أنا لا أكتب تلك الأسماء للمسئولين فقط، ولكنى أكتبها لكم، للقراء، لكى تعرفوا مخزونكم الحضارى وقوتكم الناعمة وفنانيكم العظام، حاول فى العيد ولو من باب التسلية، تكتب هذه الأسماء، وتبحث وتتأمل فى لوحاتها وأعمالها الفنية سواء منحوتات أو جداريات أو حتى أغلفة كتب، متع نظرك واغسل روحك وغير مودك، واعرف واتأكد أن مصر مليانة، قم بزيارة معارض الفن فى مصر، متحف مختار ومحمود خليل ومتحف الفن الحديث ومتحف محمود سعيد.. إلخ، مصر ولادة، مصر عمر ما بير نفطها الفنى يجف أبداً، كل المطلوب نسمعهم ونشوفهم وندوّر عليهم.