توقيت القاهرة المحلي 15:37:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ليلى رستم نجمتنا المفضلة

  مصر اليوم -

ليلى رستم نجمتنا المفضلة

بقلم : خالد منتصر

 

رحلت ليلى رستم ورحل معها زمن إعلامى مصرى ترك بصمته على جيل الستينات، الذى كان التليفزيون بالنسبة إليه نافذة المعرفة وباب رؤية العالم والمنهل الثقافى الجديد إلى جانب الكتاب. ظهرت ليلى رستم مع الجيل الذى بنى ماسبيرو على كتفيه، الجيل الذى حفر مقولة «وُلد ماسبيرو عملاقاً»، وهو بالفعل وُلد عملاقاً، معها الجيل الذهبى، منهم صلاح زكى وتماضر توفيق وأمانى ناشد وكوثر هيكل وهمت مصطفى وسميرة الكيلانى... إلخ. جيل كان يصعد على السقالات أثناء بناء مبنى ماسبيرو وكأنهم فى مهمة اقتحام عسكرية، كانوا بالفعل يقتحمون ويفتحون أبواب الحداثة من خلال هذا السحر المسمى التليفزيون.

ظهرت ليلى رستم وسط هذا الزخم، لكن كان لها طعم خاص ومميز ببرنامجها «نجمك المفضل»، براند خاص بليلى رستم فقط، لدرجة أن الضيوف كانوا يخشونها من فرط حضورها الطاغى وكاريزمتها وثقافتها الموسوعية، فهى خريجة الجامعة الأمريكية التى تتقن الإنجليزية والفرنسية، وفى نفس الوقت لغتها العربية رصينة ورشيقة، بالإضافة لتلك الثقافة هناك جمال ملامحها المصرية المنحوتة بنمنمة فرعونية نفرتيتية خالصة. الكل ما زال يتذكر تسريحة شعرها الأنيقة، وملابسها التى تجمع ما بين البساطة والشياكة.

استضافت ليلى رستم عمالقة الفكر والفن فى مصر، لا يمكن أن ننسى لقاءها النادر الخالد الذى ما زال يعاد كل فترة على «ماسبيرو زمان»، لقاء عميد الأدب العربى طه حسين الذى يرتعش من الجلوس أمامه أى مذيع. لم يكن طه حسين هو وحده الحاضر، فقد كان هناك نجوم الفكر المصرى الذين يمثل ويجسد كل منهم مؤسسة ثقافية منفردة تمشى على قدمين، تخيل أن تدير ليلى رستم حواراً ما بين طه حسين وضيوفه الذين كان من بينهم نجيب محفوظ وعبدالرحمن بدوى ويوسف السباعى وأنيس منصور ومحمود أمين العالم وثروت أباظة وعبدالرحمن الشرقاوى!!! أعتبر هذا اللقاء بحق أهم لقاء فى تاريخ التليفزيون كله.

أتذكر أيضاً لقاءها مع الفنان أحمد رمزى والذى نكشت فيه أعماق شقاوة النجم الوسيم فى مشاكسة ما زالت محفورة فى ذهنى حتى الآن، وهناك لقاءات عبدالحليم حافظ ونجيب محفوظ ومحمد عبدالوهاب، وكل لقاء يحتاج صفحات وصفحات كلها دروس فى فن الأداء التليفزيونى.

هاجرت ليلى رستم إلى لبنان فى السبعينات، وهناك حافظت على نفس التألق والحضور. رحلت ليلى رستم وهى على مشارف التسعين، وكانت قد داهمتها مشاكل فى الذاكرة منذ سنوات، لكننا لن ننساها كقامة وقيمة إعلامية لها بصمة خالدة فى العقل والوجدان.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ليلى رستم نجمتنا المفضلة ليلى رستم نجمتنا المفضلة



GMT 15:37 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

لبنان.. عودة الأمل وخروج من الأسر الإيراني

GMT 08:16 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

انتخابات النمسا وأوروبا الشعبوية

GMT 08:14 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

معضلة الدستور في سوريا

GMT 08:11 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

تقاتلوا

GMT 08:10 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

سوريا بعد الأسد واستقبال الجديد

GMT 08:09 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

الموسوس السياسي... وعلاج ابن خلدون

GMT 08:07 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

تسييس الجوع والغذاء

GMT 08:05 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

ترمب وماسك... مشعلا الحرائق

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:38 2024 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

أفضل ماركات العطور النسائية للخريف

GMT 01:24 2018 الخميس ,28 حزيران / يونيو

تذبذب أسعار الدواجن في الأسواق المصريةالخميس

GMT 21:46 2016 الإثنين ,14 آذار/ مارس

تعرَف على جمال مدينة "دهب" جنوب سيناء

GMT 18:21 2024 الثلاثاء ,06 شباط / فبراير

أهمية تناول المكملات الغذائية يومياً

GMT 10:03 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

أفكار تنسيق موديلات عبايات أسود وذهبي للمناسبات

GMT 00:30 2021 الأربعاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

عطل في تطبيق جيميل Gmail والمستخدمون يلجأون لتويتر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon