توقيت القاهرة المحلي 02:42:27 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هشام سليم يرفع «الراية البيضا»

  مصر اليوم -

هشام سليم يرفع «الراية البيضا»

بقلم :خالد منتصر

وُلدنا فى اليوم نفسه ٢٧ يناير، برغم اختلاف السنين فإنه قد شكّل ركناً هاماً فى وجدانى، محطاته الفنية بصمات على جدران الروح لجيلى الذى أنهكته تقلبات الزمن والسياسة، جمعتنى لقاءات مع مكتشفه الفنى المخرج الكبير حسين كمال الذى منحه دور الانطلاقة فى إمبراطورية ميم، وكان الفيلم بداية حماتى كوثر هيكل فى الكتابة السينمائية.

كانت نبوءة حسين كمال منذ البداية أن هذا الاسم سيلمع نجمه، وظلت كوثر هيكل حتى رحيلها حريصة على متابعة أعماله ومكالمته هاتفياً لتهنئته، لكن هشام سليم بالنسبة لى ولجيلى مشوار وتاريخ لا يُنسى. عشت معه الحلم فى عودة الابن الضال، غنيت معه ومع ماجدة الرومى: «نبص قدامنا على شمس أحلامنا»، كانت الصالة تضحك بسذاجة على صوت ماجدة الأوبرالى وتعتبره صراخاً، لكنى كنت مأخوذاً بنظرة التصميم والتحدى عند هشام سليم، وهو يترك خلفه أسرة قتلت بعضها بعضاً، وبطلاً منهزماً، وبيتاً محترقاً، مؤكداً أن الشارع لنا إحنا لوحدنا والناس التانيين دول مش مننا، هشام سليم فى ليالى الحلمية المحب الحائر عادل سليم البدرى الذى يعشق «قمر»، كان هو وشقيقه ممدوح عبدالعليم أيقونتين لجيل الآمال المؤجلة والأحلام المجهضة، الفنان التشكيلى «هشام» فى الراية البيضا ابن المحامى أنيس البسيط العفوى، ابن زمن قصر الثقافة المقاتل ابن الطبقة الوسطى الذى يقف فى مواجهة فضة المعداوى، تلك المعلمة فى زمن الانفتاح الاستهلاكى القبيح.

تتخيل أنها تستطيع شراء كل شىء حتى التاريخ، حتى مفيد أبوالغار راهنت على الفيلا التاريخية التى يسكنها وتسكنه، وقف «هشام» ضد بلدوزر الخراب، لكن فى المشهد الأخير اقترب البلدوزر ولم نعرف هل دهس «هشام» ورفاقه أم تراجع عن سحق الوجدان المصرى؟ السؤال: لماذا شاهدنا كل تلك الدموع التى غمرت مصر كالفيضان حزناً على هذا الفنان؟ هشام سليم كان صريحاً مواجهاً لا يخشى لومة لائم فى الحق، كرامته فوق كل شىء، ابن أصول فعلاً، تربية رجل صارم جداً وفنان جداً، وأم شيك وراقية وهانم فعلاً.

جمع بين حكمة وهدوء دوره فى مسلسل الجاسوسية، والشقاوة فى مسرحية شارع محمد على، أما موقفه مع ابنه «نور» العابر جنسياً من بنت إلى ولد، ودعمه نفسياً ومواجهة المجتمع بكل شجاعة، فهذا موقف إنسان مثقف متحضر وفنان يمتلك من الوعى ما لا يمتلكه الكثيرون ممن يمتهنون الفن الآن.

وداعاً صاحب القلب الأبيض. رحلت جسداً بعد أن رفعت الراية البيضا أمام المرض القاسى، لكنك لم ترحل عن وجداننا.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هشام سليم يرفع «الراية البيضا» هشام سليم يرفع «الراية البيضا»



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان

GMT 12:50 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

علالو يؤكّد الجزائر "تعيش الفترة الأهم في تاريخ الاستقلال"

GMT 04:46 2019 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

اتجاهات ديكور المنازل في 2020 منها استخدام قطع أثاث ذكي

GMT 00:42 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

بدء تصوير فيلم "اهرب يا خلفان" بمشاركة سعودية إماراتية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon