توقيت القاهرة المحلي 09:44:51 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الانتخابات ورصيد الشارع

  مصر اليوم -

الانتخابات ورصيد الشارع

بقلم - خالد منتصر

من حق كل مواطن أن تكون له تحفّظات، ومن حقه أن يطرح اقتراحاته لآليات الانتخاب التى يراها مناسبة من وجهة نظره، لكننى لست مقتنعاً بما أعلنه البعض أن الوقت قصير لجمع التوكيلات، لأنه من المفروض أن الكل يعلم أن ٢٠٢٤ هى بداية فترة الرئاسة الجديدة، ولا بد أن مصر فى بدايتها ستكون قد عرفت من هو الرئيس من بين المرشحين، بغض النظر عن أسمائهم، هذا العنوان العام الذى ملخصه أن هناك انتخابات ستُجرى معروف منذ سنوات، وموضوع التوكيلات ليس مفاجأة، والمفروض أن النخبة عرفت وتعرف هذا الأمر جيداً، وإعلان الهيئة الوطنية للجدول الزمنى، سواء لفترة فتح باب الترشّح والانتخابات أو الإعادة أو الصمت وعدم الدعاية.. إلخ، هو معروف مسبقاً أنه سيحدث، لكن تحديد الأيام هو الذى كان مؤجلاً، والذى لن يفرق ألبتة مع النخبة التى ستختار مرشحها، لذلك ولتلك الأسباب أنا غير مقتنع بأن الفترة للتجهيز ليست كافية، فأنا رجل مقتنع بالمنهج العلمى فى التفكير، ولا أريد أن يحكم تفكير الصدفة وعدم التخطيط حياتنا، فالطالب المذاكر المجتهد يعرف ميعاد امتحانه مسبقاً، ولا يصحو قبلها بأسبوع شاكياً أن الامتحان باقٍ عليه سبعة أيام!

أنت تجهز نفسك طوال العام لهذه المسئولية وتخطط لعبور هذا الامتحان، إذا كنت تريد خوض غمار السياسة والانتخابات، وأنا شخصياً لا أجيد أداء مهمة السياسى، ولم أحصل على منصب أو أسعى إليه فى أى عصر، ومقتنع بدورى الفكرى والثقافى والتنويرى، لكننى أخاطب رجل السياسة، إذا كنت تريد اقتحام الساحة والترشح لا بد أن تكون مستعداً، ولك رصيد فى الشارع، وإلا فتنحَّ جانباً، فعدد ٢٥ ألف توكيل من الممكن أن يكون عدد سكان قريتك، فإذا كنت لا تستطيع تجميع ٢٥ ألف توكيل من قريتك والقرى المجاورة أو الحى الذى تقطنه، فماذا عن حكم وطن بأكمله؟!

إذا كنت لم تراكم طوال حياتك أى رصيد سياسى أو جماهيرى أو شعبى يقنع جمهور مدرج فى استاد القاهرة، فكيف ستُقنع مائة مليون؟! النخبة تجلس فى الساحل أو فى جبال لبنان أو فى ربوع إسطنبول ثم تستيقظ على جرس منبه الانتخابات فجأة، وتظل تشكو من ضيق الوقت، هناك من قدّم برنامجاً انتخابياً من المعارضين، مثل الأستاذ فريد زهران، وهو جهد محترم أن تقدم ملامح برنامجك وماذا ستقدم؟، لكن أين البرامج الانتخابية الأخرى؟ المنافسة الحقيقية وحتى الشرسة مكسب لنا كوطن وكمجتمع، ولابد أن تكون بين رصيد له قسمات وملامح وإنجاز وعمل وجهد ورصيد آخر له قسمات وملامح وعمل وجهد، لكن من يشكو ضيق الوقت فى الجدول الزمنى، قبل أن يصرخ بالشكوى لا بد أن يسأل ويواجه نفسه، هل أنا اشتغلت فى الشارع، ورسمت برنامجاً انتخابياً فيه من التفاصيل ما يجذب الناس ويصدقون إمكانية تنفيذه؟ وإلا فليغادر الساحة ويسمح لمن هو أكثر كفاءة بأن يحاول ويترشح ويسعى للنجاح.

نحن ندخل الانتخابات فى ذكرى مرور مائة سنة على أول انتخابات نيابية فى يناير ١٩٢٤، والتى اكتسح فيها «الوفد» بقيادة سعد زغلول الانتخابات، وحصل على 195 مقعداً فى مجلس النواب، لماذا؟ لأن سعد زغلول كان له رصيد ضخم فى بنك محبة المصريين، ويستطيع جمع مليون توكيل وليس ٢٥ ألفاً فقط، عندما تترشّح للرئاسة لا بد أن تتجاوز قدراتك وجهودك وإنجازاتك حدود بيتك وشارعك، بل ومدينتك ومحافظتك، فأنت ستُمثل وطناً بأكمله، هى ليست مجرد تستيف أوراق ستُقدمها فى الميعاد وتجتاز فحص اللياقة الصحية، فلا بد أن تكون قد اجتزت اختبارات اللياقة السياسية أولاً، كل الأمنيات بالتوفيق للجميع.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الانتخابات ورصيد الشارع الانتخابات ورصيد الشارع



GMT 09:32 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

«آخر الكلام»

GMT 09:31 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

إنَّما المَرءُ حديثٌ بعدَه

GMT 09:30 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

وقف النار في الجنوب اللبناني وما بعد!

GMT 09:29 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

سفينة العراق والبحث عن جبل الجودي

GMT 09:27 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا: المفاجأة الكبرى أمام ترمب

GMT 09:26 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ثلث نساء العالم ضحايا عنف

GMT 09:24 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

أوكرانيا...اليوم التالي بعد الألف

GMT 09:22 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

متغيرات في قراءة المشهد السوداني

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 07:44 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

البنك المركزي المصري يعلن تراجع معدل التضخم السنوي

GMT 22:26 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات Xbox One X تتجاوز 80 ألف فى أول أسبوع

GMT 14:26 2016 الجمعة ,16 كانون الأول / ديسمبر

أبطال " السبع بنات " ينتهون من تصوير أدوارهم في المسلسل

GMT 18:22 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن "هوندا سبورت فيجن GT" الجديدة بتصميم مثير

GMT 05:34 2016 الثلاثاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

إيفانكا ترامب تحتفل بعيد الميلاد في هاواي

GMT 09:27 2024 الخميس ,09 أيار / مايو

أهم صيحات فساتين السهرة المثالية

GMT 10:34 2023 الثلاثاء ,24 كانون الثاني / يناير

الأردن يسلم اليونسكو ملف إدراج أم الجمال إلى قائمة التراث

GMT 04:47 2021 السبت ,02 تشرين الأول / أكتوبر

الفنان محمد فؤاد يطرح فيديو كليب «سلام»
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon