توقيت القاهرة المحلي 08:28:51 آخر تحديث
  مصر اليوم -

وداعا شوقي جلال

  مصر اليوم -

وداعا شوقي جلال

بقلم - خالد منتصر

 

رحل عنا رمز تنويرى مهم فى حراكنا الثقافية والفكرية المصرية وأيقونة من أيقونات الترجمة ونقل الفكر الغربى إلى المصريين بل والشعب العربى كله، هو المفكر والباحث والفيلسوف وعالم الاجتماع شوقى جلال، الذى ترجم من خلال أهم سلسلة عربية وهى «عالم المعرفة»، بالإضافة لدور النشر المصرية أكثر من ٢٥ كتاباً، وكتب حوالى ١٣ كتاباً، لم أجد أفضل من ابنه لأقتبس منه، والذى كتب فى رثائه:

أبى العزيز، وداعاً.

وداعاً لمن غرس فينا حب الحياة والجمال والإبداع والتنوع، والاختلاف أيضاً.

فى طفولتى، كتبت لى خصيصاً مجموعة قصصية تصور عالماً حافلاً بعجائب الأرض والبشر. كانت القصص تنويعاً على مغامرات السندباد البحرى، وفيها أنا السندباد، أطوف العالم وأخوض المغامرات. كانت هناك حكمة ثابتة تسرى فى خيوط هذه القصص، وهى أن العقل الفاعل يتفوق على الطقوس الموروثة والأساطير، وأن الحيوية والإبداع أقوى من الجمود والتعصب. لم تكن هذه حكمة قصصية فقط، ولكنها رسالتك التى شكلت أيضاً مشروع حياتك فى التأليف والترجمة.

فى أعمالك من تأليف وترجمة، كنت أراك أنت السندباد، تطوف عالم الفكر والعلم لتنقل وتنشر ما يعلى من قيمة العقل، فكان إيمانك أن ما يعلى من قيمة العقل يعلى من قيمة الإنسان والمجتمع. والسندباد فى قصصك، بقدر ما كان يحصد من المعارف والخبرات فى مغامراته، كان يترك وراءه فى كل قصة حكمة توسع من مدارك الناس، فيصبح عالمهم أفضل.

لم تخلُ رحلات السندباد من مشاق وتحديات وآلام أحياناً، قد يكون أشدها ألم الغربة، حتى الغربة فى الوطن، ولكن السندباد المغامر، عاشق الحياة بتنوعاتها ومفاجآتها، كان يجد الألفة مع من يشاركه الرحلة وحب المغامرة والاكتشاف وليس من يطابقه فى القول أو الرأى.

ولكن لكل قصة نهاية، ولن أجد لهذه النهاية أبلغ أو أجمل من آخر كلماتك لى ختاماً لقصة ستعيش فى وجدانى إلى الأبد: «قد تكون هذه المرة الأخيرة التى أراك فيها. فأنا راحل… راحل إلى حضن أمى».

وداعاً أبى العزيز.. وداعاً يا سندباد.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وداعا شوقي جلال وداعا شوقي جلال



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020

GMT 00:28 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف كواليس تدريباته على معارك «ممالك النار»

GMT 14:08 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 00:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتدي جاكيت الفرو على طريقة النجمات

GMT 20:08 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة تصدر 9 قرارات تهم المصريين "إجازات وتعويضات"

GMT 08:01 2019 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

عرض فيلم "الفلوس" لتامر حسني أول تشرين الثاني

GMT 08:44 2019 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

إنجي علي تفاجئ فنانا شهيرا بـ قُبلة أمام زوجته
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon