توقيت القاهرة المحلي 21:02:43 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لماذا يكره الإخوان محمد صلاح؟

  مصر اليوم -

لماذا يكره الإخوان محمد صلاح

بقلم - خالد منتصر

انتشرت فى الآونة الأخيرة على السوشيال ميديا لجان إلكترونية كثيرة تشتم فى لاعب الكرة العالمى محمد صلاح، سباب مقذع وهجوم بشع وألفاظ وقحة متدنية يصفون بها هذا اللاعب العالمى الفذ الذى حفر فى الصخر حتى أصبح من أهم خمسة لاعبين فى العالم، وصارت إنجازاته وأرقامه تصل إلى حدود تُعجز من سيأتى بعده، هداف فى أقوى دورى فى العالم، واسم وصل إلى درجة النجومية، تقتحم الملاعب لمجرد التقاط صورة معه. هذا اللاعب الأسطورة صار لوحة تنشين لتيار الإخوانجية والمحبين والرفاق والتابعين لهم، وصار من يكتب كلمة شكر فيه، تدخل عليه تلك اللجان لتنهشه، تارة يقولون إن السبب هو احتفالاته بالكريسماس، وتارة يتهمونه بأنه أصبح يتعامل كالغرب ونسى أصوله الدينية!

وتارة يريدونه أن يُدلى بتصريحات فى قضية غزة على مقاس تلك اللجان، لا بد أن يكون تعاطفه مثلهم بالضبط، ولا بد أن يستعير من قاموسهم السياسى، ويتحول من لاعب موهوب، إلى عضو فى جماعتهم، لكن لماذا تلك الكراهية من الإخوان والتيارات المماثلة لهم والماشية فى ركابهم لمحمد صلاح؟

باختصار، هم كانوا يريدونه مسوِّقاً لسلعة الإسلام السياسى فى الخارج، هم كانوا يريدونه ديماجوجياً صاحب هتافات وشعارات تدغدغ مشاعر الألتراس الدينى وتتماشى مع المزاج المتحفظ المتسلفن. ولكن صلاح خذلهم، واستطاع أن يندمج فى المجتمع الإنجليزى ومن قبله الإيطالى سريعاً، وشرب الروح الأوروبية العاشقة للجدية والعمل والبهجة، اندماج بدون ذوبان، العلَم الذى أصر على حمله هو علم مصر، لم يرفع علماً آخر لأى بلد آخر، فالتعاطف مع قضية بلد شىء والانتماء الوطنى شىء آخر.

هو يصر دوماً على الفخر بمصريته ونشأته البسيطة، هو ليس فيلسوفاً ولا مفكراً، ولكنه نموذج وطنى ذكى جاد ومجتهد، يعرف تماماً أن رأسماله هو نفسه، يأكل بحساب دقيق بميزان الذهب، يتمرن حتى خارج التمرين الأساسى للحفاظ على مستواه، برغم تعليمه البسيط أتقن اللغة التى عرف أنها وسيلة تواصله مع الناس، عمل خط تواصل وجاذبية مغناطيس لأطفال أوروبا، دائماً يُبرز معالم مصر الجميلة وآثارها الفريدة، جولات كثيرة له لا بد أن تكون على شواطئ مصر الساحرة.

الإخوان يكرهون كل ما يفعله صلاح، فالترويج السياحى سيجعل مصر مزدهرة وهم يتمنون سقوطها وانهيارها، ليبنوا عروشهم على الأطلال، هم لا يريدون لعلَم مصر أن يرتفع، هم يسعون لرفع علم الخلافة لا الوطن، هم يكرهون النموذج المنفتح على الثقافة الأوروبية لأنه يُنسى الناس تعصبهم للأفكار الرجعية التى يريدون زرعها فينا وإغراقنا بها.

هم يكرهون دعمه لزوجته رفيقة رحلته، لأنهم يريدون المرأة سلعة فى سوق الجوارى، يريدونها شيئاً يتعاملون معه باستهانة وعلى أنها دنس ورجس وشيطان، هى الأدنى وناقصة العقل، التعالى الذكورى هو سيد الموقف عندهم، لذلك يكرهون صلاح الذى يفعل بالتصرفات أكثر مما يتكلم بالحنجورى والشعارات، صلاح لم يحقق للإخوان رغبتهم الدفينة فى نموذج النجم الإخوانى العالمى الدرويش الذى يتغنى بالخلافة ويمقت الوطن.

شكراً لمحمد صلاح على هذا النموذج الحضارى الرائع الذى يقدمه للشباب، وشكراً لعدم اهتمامه بكل الهجوم الإخوانى، هو ماضٍ فى طريقه غير عابئ بنعيق البوم والغربان، يعمل على نفسه بكل مهارة وذكاء، وأينما سافر، مصر فى قلبه وعقله وروحه.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لماذا يكره الإخوان محمد صلاح لماذا يكره الإخوان محمد صلاح



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 19:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
  مصر اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 20:50 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض
  مصر اليوم - منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 10:24 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 09:20 2024 الخميس ,08 شباط / فبراير

نصائح لعرض المنحوتات الفنية في المنزل

GMT 04:36 2024 الإثنين ,14 تشرين الأول / أكتوبر

فئات مسموح لها بزيارة المتحف المصري الكبير مجانا

GMT 15:44 2021 الجمعة ,22 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل حوار باتريس كارتيرون مع رزاق سيسيه في الزمالك

GMT 06:24 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

رينو 5 الكهربائية الجديدة تظهر أثناء اختبارها

GMT 08:54 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

نادية عمارة تحذر الأزواج من مشاهدة الأفلام الإباحية

GMT 00:03 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

كيت ميدلتون ترسل رسالة لنجمة هندية بعد شفائها من السرطان

GMT 07:36 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon