توقيت القاهرة المحلي 20:45:07 آخر تحديث
  مصر اليوم -

في حب العمدة صلاح السعدني

  مصر اليوم -

في حب العمدة صلاح السعدني

بقلم - خالد منتصر

للأسف لم أتمكن من تهنئة الفنان الجميل صلاح السعدنى بعيد ميلاده الماضى، تأخرت أو بالأصح لم أتمكن، لأنه اعتزل الجميع، احترمت قراره حتى فوجئت برحيله اليوم، سأُحرم من أن أستمع إلى صوته المحبب الجميل المثقل ببصمات السجائر التى منحته بحة خشنة تدق باب قلبك من أول لحظة.

قلّبت أوراقى وصافحته وهنأته وقبّلت جبينه من خلال توقيعه الذى يضىء وثيقة كَتْب كتابى، فقد كان الشاهد الأول على كتب الكتاب فى السيدة نفيسة التى كان يعشقها ويمنحه محرابها السلام النفسى، أتاحت لى الظروف أن أقترب من هذا الفنان النجم بحكم صداقته الحميمة لحماى العزيز الفنان أبوبكر عزت، حيث جمعهما أكثر من عمل، وجمعتهما أكثر علاقة أسرية وطيدة وقوية.

أداء صلاح السعدنى الفنى من فرط عفويته تحسبه واقعاً حياً معيشاً بدون سيناريو مكتوب، لكن كان خلف هذا الأداء فنان مثقف عرك الحياة وعركته، صفات الفلاح خريج كلية الزراعة منحته الصبر والجلد فى مواجهة عواصف العزل والتربص والمنع والاضطهاد التى عانى منها فترة طويلة بسبب آرائه السياسية.

يحافظ ببذرة موهبته وفأسه الفنى ومحراثه الإبداعى، مراهناً على أنه حتماً هناك أرض خصبة ستكون الرحم الحنون لجنونه الفنى، وبسبب أنه شقيق المشاغب الولد الشقى محمود السعدنى، خاصة فى زمن «السادات».

فبعد بصمته التى كانت كالوشم فى مسلسل الضحية فى بداية الستينات مع المخرج نور الدمرداش فى دور الأخرس أبوالمكارم والذى أداه بأستاذية لا تتناسب مع سنه العشرينى حينذاك، ثم أكد أن موهبته ليست ابنة الحظ بأداء على نفس المستوى وفى دور فلاح أيضاً لكنه مختلف، «علوان» فى فيلم الأرض مع يوسف شاهين، اختفى صلاح السعدنى فترة ليعود لنا كالعنقاء من رماد التجاهل والإقصاء، عاد إلينا عملاقاً بهياً، غول تمثيل تعشقه الكاميرا وتنحاز إليه، ظلمته السينما فقرر أن يكون نجم الشاشة الصغيرة والدراما التليفزيونية بامتياز، فكانت الأيقونتان: حسن النعمانى فى أرابيسك، وسليمان غانم فى ليالى الحلمية، والأيقونتان أو المسلسلان للمبدع الحاضر الغائب أسامة أنور عكاشة.

«حسن» صاحب ورشة الأرابيسك الصعلوك المتمرد أبودم حامى الذى يحمل فى جيناته كل الطبقات الجيولوجية لمصر المحروسة، يطل عليك من نافذة مُنمنماته الخشبية ويطرح عليك سؤال الهوية: «إحنا مين؟!!»، فراعنة ولّا رومان ولا عرب.. إلخ.

يترك الأقواس مفتوحة ويغرقنا فى المزيد من الحيرة والشجن، أما سليمان غانم على العكس، هو من بقايا جلباب الإقطاع «المتشعلق» فى ذيل الريدنجوت الرأسمالى، تظنه المهرج فى البداية لكن فى أعماقه لؤم السنين التى راوغ فيها الفلاح المصرى كل السلطات التى قمعته وجعلته ما زال حياً وفاعلاً، معركة توم وجيرى بينه وبين سليم البدرى هى أشهر المعارك الدرامية التليفزيونية الملحمية، صلاح السعدنى لن ننساه، وهو محفور فى ذاكرة القلب والوجدان، قبلة على جبينه الوضّاء، ليس مهماً أن تصله هو شخصياً الرسالة، لكن المهم أن تصلكم أنتم، فترسلوا إليه القبلات معى، ومعها كل الحب للعمدة الجميل الذى تركنا بسلام بعد رحلة التأمل الطويلة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

في حب العمدة صلاح السعدني في حب العمدة صلاح السعدني



GMT 06:02 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 05:58 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... هذه الحقائق

GMT 05:54 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

في أنّنا بحاجة إلى أساطير مؤسِّسة جديدة لبلدان المشرق

GMT 05:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 05:47 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

التاريخ والفكر: سوريا بين تزويرين

GMT 05:43 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنجاز سوريا... بين الضروري والكافي

GMT 05:39 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا: لعبة تدوير الأوهام

GMT 05:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

عالية ممدوح

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 10:46 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الأربعاء 18 ديسمبر / كانون الأول 2024

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مروة صبري توجّه رسالة لشيرين عبد الوهاب بعد ابتزاز ابنتها

GMT 23:53 2013 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إكسسوارات تضفي أناقة وتميُّزًا على مظهرك

GMT 11:54 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

أحذية لا غنى عنها في موسم هذا الصيف

GMT 04:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

السجن 50 عاما لامرأة أجبرت 3 أطفال على العيش مع جثة في أميركا

GMT 13:32 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

أرجو الإطمئنان بأن الآتي أفضل

GMT 13:13 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

اتفاقية بين مصر وموانئ دبي العالمية لتطوير منطقة حرة عامة

GMT 19:17 2021 الأربعاء ,16 حزيران / يونيو

التشكيل الرسمي لمباراة إنبي والبنك الأهلي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon